طفل صغير لم يتعد الـ12 عامًا، نشأ وسط أسرة فقيرة، فراح يبحث عن فرصة عمل تساعده على ظروف الحياة الصعبة، فإذا بصاحب معرض سيارات يعرض عليه العمل لديه.
لم يتردد "علاء" في قبول ذلك العرض، لكن صاحب المعرض كانت له نوايا أخرى غير مساعدة صاحب الـ12 عامًا، فاستغل بنيانه الضعيف، وعدم قدرته على المقاومة، فإذا به يتعدى عليه جنسيًا دون أن يلقى السمع أو الفؤاد لصراخ الطفل وتوسلاته.
أصيب الطفل بحالة من فقدان التوازن من هول الفعلة غير الإنسانية، فترك العمل، وقرر الابتعاد عن أي شيء قد يذكره بتلك الليلة التي يود لو يمتلك ممحاة فسيحذفها من ذاكرته دون رجعة.
تستمر مطاردة صاحب معرض السيارات للطفل دون شفقة وذلك بقوة شهوته الجنسية الدنيئة، وتوصل إلى مكان يتلقى فيه الأخير إحدى الدروس، وقرر انتظاره لحين خروجه من "السنتر"، وكان للمشهد وقع كالصاعقة على الطفل، ليتسمر في مكانه دون أن يتحرك قيد أنملة.
"انت عاوز مني ايه؟".. يجيب صاحب المعرض بعبارات تحمل نبرات التهديد، بأنه يريده أن يستقل السيارة رفقته، ويذهبا سويا لمحل عمله - مسرح الجريمة الأولى - وإلا سيفضحه بين أسرته عبر الهاتف.
عقب مرور عامين بالتمام والكمال على آخر لقاء بينهما، عاود صاحب معرض السيارات ليطلب مقابلة الطفل، وممارسة الشذوذ الجنسي معه مثلما فعلا سابقًا، مستغلا امتلاكه مقاطع فيديو التقطتها أثناء الممارسة، لينصاع له الطفل خوفًا من الفضيحة.
يتعرض الطفل لموقف هو الأصعب في حياته، برحيل والده، ليجد صاحب معرض السيارات في مقدمة الحضور لتقديم واجب العزاء، ووسط الحضور يطلب منه رقم هاتفه المحمول، فيقرر الأخير تضليله بمنحه رقم خاطئ.
وفي مايو الماضي، حضر صاحب الـ70 عاما إلى المقهى التي اعتاد الطفل صاحب الـ18 عامًا، الجلوس عليها بمنطقة سكنه، ويفاجئه بعبارات وقعت على أسماعه ملتزما الصمت "أنا بدور عليك من 5 سنين، وطلقت مراتي علشانك، وجبت لك شقة جديدة.. أنت مراتي وحبيبتي"، فقرر الأخير إنهاء حياة "الشبح" الذي ظل يطارده طوال 6 أعوام، فأخبره بموافقته على طلباته.
دقات الساعة تشير إلى الواحدة صباحًا، يطرق الطفل باب عقار الرجل العجوز - المكون من 3 طوابق - بمنطقة الهرم، فيستقبله الأخير بابتسامه تعتلي وجهه، وإذ به يدخله إلى الغرفة التي سيمارسان فيها الشذوذ الجنسي، فيطلب الطفل من العجوز خلع ملابسه لبدء الممارسة، ليتظاهر بتقبيله من الخلف، ثم ينقض عليه كانقضاض الأسد على فريسته، محكمًا قبضته على رقبته وخنقه بكابل كهرباء.
لم يكتف الطفل بالتخلص من "الشبح" خنقًا، حتى أحضر سكينًا من المطبخ، وراح يمزق جسده بطعنات واحدة تلو الأخرى يمر خلالها شريط ذكرياته الأليمة، لينهال عليه بنحو 22 طعنة ممزقًا جسده.
بينما يجلس اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، في مكتبه يتابع الحالة الأمنية بمختلف مراكز المحافظة، ليتلقى إشارة عبر جهاز اللاسلكي بالعثور على جثة عجوز مصابًا بطعنات متفرقة بالجسم داخل شقة بالطابق الأرضي بدائرة قسم شرطة الهرم.
وبالعرض على اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، يأمر بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات جهوده، وتنجح جهوده بقيادة المقدم عمرو حجازي، رئيس مباحث الهرم، ومعاونيه الرائدين طارق مدحت ومحمد عتلم، في كشف ملابسات الجريمة، والتوصل إلى هوية القاتل، وضبطه بأحد الأكمنة المعدة له.
وكانت المفاجأة في أقوال زوجة الضحية، بالإشارة إلى أن زوجها كان مهووسًا بممارسة الجنس، وسبق تعديه جنسيا على أطفال في عمر الزهور، إضافة إلى تعدد علاقاته النسائية.
وتحرر المحضر اللازم، وأحيل المتهم إلى النيابة العامة، حيث تم حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، قبل أن يُجدد قاضي المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة، حبسه 15 يومًا تمهيدًا لإحالته إلى المحاكمة.