وكاله جراءة نيوز - عمان - تشكل منطقة المغاريب بما تحويه من مساحات واسعة من اشجار البلوط، متنفسا لاهالي مدينة السلط للترويح عن النفس، الا ان انتشار بقايا النفايات التي ما تزال تراوح مكانها منذ الصيف الماضي معضلة تفقد المنطقة جماليتها وتسهم بتشويه المنظر الطبيعي للمنطقة.
وشكى بعض اهالي المنطقة من نفوق في الثروة الحيوانية خاصة الاغنام التي يعمد اهالي المنطقة على تربيتها، نتيجة تناولها الاكياس البلاستيكية من مخلفات المتنزهيين غير القابلة للتحلل المنتشرة بالمكان ما يلحق بهم خسائر مادية.
واكد أحد سكان المنطقة، ابو طارق خليفات، ان بقايا النفايات تعمل على جذب الثعالب والكلاب الضالة للمنطقة لتناول بواقي المخلفات، ما يفقد المنطقة شروط السلامة المطلوبة ، مؤكدا ان شكاوي عديدة قدمت للجهات المعنية بهذا الخصوص لمتابعة نظافة المكان وتوزيع حاويات تخدم المتنزهين لكن دون استجابة.
واكد ان منطقة المغاريب ومنطقة ربوع الهواء من اجمل المناطق الطبيعية في مدينة السلط بما يحويه من كثافة لاشجار البلوط والتي يجب الترويج لها سياحيا لتصبح مقصد سياحي يستمتع به السياح، مشيرا الى ان عدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية يعمل على التقليل من اهمية المكان.
خليفات ناشد المتنزهين والعائلات بضرورة المحافظة على نظافة المكان وجمع بقايا يومهم الترفيهي بما يتناسب مع العادات الحميدة وتعاليم الدين .
واكد مواطن ثان، ابو هيثم الحياري، ان شكاوي عديدة وصلت للجهات المعنية للاهتمام بنظافة المكان من بقايا النفايات الخاصة بالمتنزهيين من الصيف الماضي، مبينا ان هناك نفوق للاغنام التي يمتلكها وخاصة الاجنة منها ، والتي تحدث سنويا نتيجة تناول الاغنام الاكياس البلاستيكية التي لا تستطيع هضمها ما يعمل على تسممها ومن ثم نفوقها.
وأضاف أن تناثر الاكياس بما تحويه من مخلفات الخبز والبسكويت وغيرها من العناصر تغري المواشي للالتهام محتوياتها، مؤكدا ان عدم توفر حاويات للنفايات بالمنطقة يسهم في انتشار المخلفات ويسهل على المتنزهيين ترك البقايا بنفس مكان التنزة .
رئيس لجنة بلدية السلط الكبرى المهندس عبداللطيف الحديدي، أوضح ان هناك متابعة حثيثة لنظافة منطقة المغاريب وبشكل شخصي، مبينا ان عمال النظافة بالبلدية يقومون بجولات اسبوعية للمنطقة لتنظيفها، مضيفا ان المراقبة المركزية بالبلدية تقوم بمتابعة اي شكوى ترد اليها بهذا الشأن.
وفيما يتعلق بتزويد منطقة المغاريب بالحاويات، أوضح انه تم احالة عطاء جديد لاستلام 200 حاوية خلال الاسبوعين القادمين، اضافة الى تبرع امانة عمان ب50 حاوية جديدة ستوزع على كافة مناطق المدينة ومن ضمنها منطقة المغاريب ما سيحل جزء من مشكلة نظافة المكان.
واكد على ضرورة تضافر الجهود بين المؤسسات للقيام بحملات توعوية للمواطنين اضافة الى عمل يوم تطوعي من خلال المشاركة الشعبية لتنظيف المنطقة حيث ستقوم البلدية خلال الشهر القادم بالدعوة لتنفيذ الحملات.
وأشار الى ان اقتراح توزيع اكياس بلاستيكية على المتنزهيين من قبل البلدية سيتم التعامل معه بكل جديه.
مدير سياحة البلقاء حسام محارمة، قال ان هنالك شكاوي وردت بهذا الخصوص تفيد بعدم نظافة منطقة المغاريب, حيث سوف يتم متابعتها مع بلدية السلط الكبرى، داعيا جميع الجهات المعنية من بلدية السلط ومديرية تربية وتعليم السلط ومديرية الزراعة اضافة للسياحة لايجاد الحلول الناجعة من خلال القيام بحملات تطوعية لتنظيف المكان وعقد ورشات توعوية تسهم في ايجاد بيئة سياحية طبيعية للمكان.
وبين مدير بيئة البلقاء المهندس طلعت الدباس ان الاكياس البلاستيكية التي انتشر استعمالها بصورة كبيرة خلال السنوات الاخيرة لا تتأكل ولا تتحلل بيولوجيا، وتبقى في البيئة لفترات طويلة دون ان تتعرض للتحلل الا بنسب بسيطة جدا وقد تحتاج لالف عام لحدوث عملية تحلل ما يتسبب بمخاطر صحية وبيئية كبيرة.
واضاف ان مخلفات الاكياس البلاستيكية تتسبب في تلويث المدن كثيفة السكان نتيجة كثرة استعمالها ووزنها الخفيف، حيث ثبت ضررها البالغ على الحيوانات البرية والبحرية بحيث يموت سنويا نحو 100 الف حيوان نتيجة ابتلاع الاكياس البلاستيكية.
أما عن اثر الاكياس البلاستيكية على النبات، اوضح الدباس أنها تقلل من معدل تبادل الغازات نتيجة حجب الضوء والهواء عنها، مؤكدا ان حل المشكلة يتطلب تضافر الجهود من كافة الجهات الحكومية ومن منتجين ومستهلكين من اجل تقليل استعمال الاكياس البلاستيكية وتقليص انتاجها والاستعاضة بالاكياس الورقية كبديل عنها اضافة الى ضرورة الاهتمام باعادة تدوير المخلفات