وكاله جراءة نيوز - عمان - كشف مدير اثار جرش احمد الشامي حالات من الاعتداءات الصارخة والمتكررة على احد ابرز المواقع الاثرية في مدينة جرش التاريخية والواقعة بالقرب من المدرج الشمالي .
وقال ان التجاوزات شملت حفريات وخلع بعض من الحجارة الكبيرة لبناء الحمامات الغربية من الجهة الشرقية بهدف البحث عن «لقى» ما ينذر بانهيار الحمام سيما ان الحفريات طالت احدى الركب التي يستند اليها الحمام الاثري.
واشار مدير الاثار الى ان مبنى الحمامات يعد من المباني الفريدة في منطقة الشرق الاوسط ويتالف من مجموعة مبان منها القبة الرئيسية و حجرات المياه الدافئة والباردة والحارة ويقع على مساحة تقدر بنحو نصف دونم ويقع الى الشرق من المدرج الشمالي .
واضاف الشامي ان مديرية الاثار في المحافظة تواجه اشكالية طال امدها تتمثل بالاعتداءات الصارخة على حرم المدينة الاثرية والاستحواذ على اجزاء من الموقع الاثري واستغلاله لصالح بعض المستثمرين في الجانب الشرقي الملاصق لموقع المدينة قرب دوار القيروان.
واشار الى ان بعض من الناس اعتادوا العبث والبحث في الأماكن والمواقع الأثرية النائية والبعيدة عن مزاحمة الأقدام بحثا عن كنز مزعوم وغنى قد يأتي بغته فبحثواعن سراب.
وقال ان من اغرب الغرائب ما يقوم به البعض من عبث بأثار جرش على مرأى ومسمع من زوار الموقع وفي وضح النهار كما حدث من قبل أصحاب أحد المطاعم الذين قاموا بتدمير أجزاء من الحمامات الغربية في عملية طويلة وممنهجة في التخريب والتدمير ونزع حجارة من بناء قائم ونقلها من مكانها وتغيير معالمها ونقل الطبقات الترابية من مكانها إلى أماكن بعيدة وفتح حفر عميقة في مساحات متعددة داخل حرم الموقع الأثري .
واوضح مدير الاثار إن تعرض تلك الآثار بين الحين والآخر لأعمال التخريب والتشويه من فئة قليلة غير مسؤولة من ألافراد سلكت نهجًا سلبيًا في تعاملها مع آثارنا الوطنية، ويتعدى الأمر إلى سرقتها بحثًا عن «الذهب» من قبل الجشعين وضعاف النفوس، والسبب أن كثيرًا من هؤلاء العابثين ما زالوا يندفعون خلف غرائزهم الجامحة ونزواتهم المدمرة .
وشدد مدير الاثار على أن ما يحدث من عبث وتشويه لهذه الممتلكات الثقافية يُعَدُّ تدميرًا وتخريبًا مع سبق الإصرار والترصد، وهو في حد ذاته ذروة الفساد، فالتاريخ ليس ملكًا لأحد، ، ويجب أن تبقى تلك الآثار التي وصلتنا عبر آلاف السنين مُصانة لتطلع عليها الأجيال القادمة.
من جانبه قال صاحب المطعم سرجون نعمة ان الامطار الغزيرة التي هطلت خلال الموسم الماضي احدثت بعض الانهيارات والتشوهات في الموقع المحاذي للمطعم الامر الذي دفعه وبتبرع شخصي منه لاقامة جدار بهدف تجميل المكان ومنع المزيد من الانهيارات فيه .
الشرطة السياحية من جانبها تابعت عملية الاعتداء على الموقع الاثري وضبطت المعتدين متلبسين واحالتهم الى القضاء.
واكد مدير الشرطة السياحية المقدم محمد العزام ان لا تهاون على الاطلاق مع أي تجاوزات على الموقع الاثري لافتا الى ان مثل هذه الاعتداءات تعود لفترات زمنية متباعدة وعلى مراحل وبمجموع اصبح الان يتجاوز سبعة دونمات . يذكر ان عملية واسعة جرت لازالة الاعتداءات على الموقع الاثري عام 1997 واستخدمت فيها الاليات الثقيلة انذاك الا ان عملية الاعتداءات تلك عادت وبقوة فيما بعد .