الخيانة هي أمر خطير. ليس من السهل ترميم العلاقات الزوجية بعد أن يقوم أحد الطرفين بالخيانة، وأحيانًا كثيرة يجتهد البعض وينجحون في أن يبنوا من جديد الثقة التي فُقدت، على الأغلب لمنع تفكك الأسرة، أو بكلمات أخرى: من أجل الأولاد.
وجد استطلاع جديد أن الأولاد هم السبب الذي من أجله يخون أغلب الرجال بالأساس، بسبب الصعوبات والتوترات التي ترافق تربيتهم. وجد استطلاع أجري على ما لا يقل عن 5,000 رجل يخونون نساءهم، ويستخدمون موقع الإنترنت Victoriamilan، وهو موقع تعارف للعلاقات الغرامية خارج نطاق الزواج، أن %78 من المجيبين كان ذلك زواجهم الأول، و %82 منهم بدؤوا خيانة الزوجة بعد ولادة الأولاد. حينما سئلوا عن أسباب الخيانة، قال %30 إن الجنس لم يعد مملوءًا بالرغبة بعد ولادة الولد الأول. %23 منهم قالوا إن تعب الزوجين مساء، بسبب الأولاد، سبّب متاعب في العلاقات بين الزوجين في الفراش، ووجه كل التركيز على الأولاد، مما أدى إلى الخيانة. صرح %18 من المستطلعة آراؤهم أن الزوجة لم تعد تولي لهم اهتمامًا وهي تركّز على الأولاد ومنذ ذلك وهم يخونون. %15 ادعوا أنهم خانوا بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تؤدي إلى ضغط في البيت وبُعد عن الزوجة، و أن %14 أعلنوا أن المشكلة تنبع من مشاكل في العائلة وهم ليسوا معنيين بالتطرق إليها.
يفسر علماء النفس الذين يتتبعون اتجاهات الخيانة في العالم، الظاهرة بأنها ليست مجرد ذريعة، لكنها حقيقة. لقد حدث نقص في الجاذبية الجنسية، فقسم من النساء يزداد وزنها 20-30 كيلوغرامًا في الحمل ولا تحب نفسها. لذلك، لا يشعر الرجل بالراحة مع هذا الوزن الجديد. ثمّة أيضًا قضية إهمال الزوج. فكل المودّة التي تمحوّرت حوله في الماضي تتبدل بمودّة المولود ولذلك يعاني الزوج. ينخفض مستوى الهورمونات عند المرأة إلى الصفر بعد الولادة، ولذلك فهي لا تشعر برغبة ولهفة للجنس. هذا يصعُب على الرجل الذي لديه حاجة جنسية تتطلب الإشباع الفوري، ولذلك يبحث عن إشباعها خارج البيت.
وها هي بعض الحقائق الجديدة التي يكشفها الباحثون في أرجاء العالم عن الخيانة والغرام الممنوع.
الخيانة هي أكثر من نزوة مؤقتة في غريزة الثقة، وهي آلية بقاء بيولوجية. تنبع جنسية الإنسان من رغبته في التكاثر مع منتقى واسع من الزوجات، في حين أن رغبته في الزوجية الأحادية تعود إلى أنه يريد أن يحفظ طاقته أيضًا إضافة إلى المغازلة، ولذلك يفضّل التمسك بزوجة واحدة- لكن بالإضافة للرغبة الأحادية لدى الإنسان أيضًا هنالك الغريزة الأساسية في إقامة علاقات جنسية مع شركاء أكثر فأكثر من أجل نشر DNA ما أمكنه ذلك.
ثمّة حقيقة أخرى خاصة مفاجئة – الخيانات ليست المسبب الأول للطلاق. رغم أنه لا يمكن التخمين أن لا شيء يمكنه تدمير الزواج أكثر من الخيانة، يبدو أن هذا ليس العاملَ الأكثر انتشارًا للطلاق. حسب مجلة Divorce Magazine، فإن السبب الأكثر انتشارًا للطلاق هو بالذات قلة التواصل. عمليًّا، هناك من يزعم من علماء النفس أن الخيانة، إن نجحنا في التغلب عليها، يمكن أن ترمم علاقات زوجية معضَلة.