آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

حلم زينة يتحقق... التقت علي بعد ١١ عاماً وأبكت الجميع!

{clean_title}

 لم تصدّق زينة أنّ الفرصة حانت بعد الانتظار والوجع. 

وضع القدر الإعلامي مالك مكتبي في طريقها. حمل بيده جواز سفرها وطلب منها ما لم تكن تتوقّعه: توضيب الحقيبة من أجل السفر إلى فنزويلا للقاء ابنها علي بعد حرمان السنوات.

حلقة أخرى من "أحمر بالخط العريض" (أل بي سي آي)، تبنّى فيها مكتبي وفريق برنامجه قضية أمّ سُلخ ابنها عنها، ولم تجد سبيلاً للحفاظ عليه في وجه زمن قاسٍ ومجتمع يمارس النكران. متلعثمة، متوتّرة، قلبها يخفق سريعاً، هي زينة. 

نظرت الى الطائرة بوجل، بهيبة، برجاء ألا تحرمها هي الأخرى لقاء حبيب العمر. زينة ومكتبي في مطار رفيق الحريري الدولي، تجرّ حقيبة السفر، وتجرّ خلفها مئات الأمنيات والصور.

 قالت لمكتبي إنّ حلمها سُرق حين أخذ طليقها منها ابنها وهو لا يزال طفلاً في سنّ الثلاث سنوات. 

راحت تعدّ الوقت: "٢١ ساعة وأصل. لا تخبر طليقي بخطتنا. أخشى أنه قد يخرّب كلّ شيء. فلندع الأمر مفاجأة". زينة خائفة كأوراق خريف في مهبّ الريح. "في الدقيقة الأخيرة قُبيل ركوب الطائرة، بمَن تختارين الاتصال لو سُمح لكِ بذلك؟"، سألها مكتبي الذي رافق وفريق البرنامج حلمها وجرحها وأشواقها- وبذل أقصى إمكاناته بإقناع الطليق وتحضير أوراق السفارات، وهو مجهود تطلّب أشهراً ليتحقق الحلم- "بأبي"، أجابت، فكلّمت الأب الذي بكى ألماً على فراق حفيدته، كما بكت الأم ألماً واحتراقاً على فراقه وأوجاع الابنة.

لحظات مؤثرة جعلت العين تدمع والقلب يشعر بأنّ الكون لا يساوي شيئاً أمام دمعة أم، لحظة ضمّت زينة ابنها إلى قلبها. ضمّته بحرقة. بشوق يضاهي أشواق المحرومين جميعاً على هذه الأرض.

 تمنّت لو أنّ اللحظة لا تنتهي. لو تصبح عمراً، ليظلّ علي في قلبها، وفي روحها وأنفاسها. أهدته كرة قدم، ونظارات احتفظت بها من طفولته، أهدته إياها يوم كان صغيراً. أصبح علي شاباً، بطول أمّه تقريباً. ١١ عاماً مرّت على الفراق، وعلى احتراق قلب زينة. 

كانت آخر شخص يراه وهو في الثالثة، فحرص مكتبي على أن تكون هي أول مَن يراه بعد الفراق. فرح، زوجة طليقها، قدّمت نموذجاً عن الضمير بجماليته، فكانت خير واسطة لجمع علي بأمه بموافقة والده بعد جهد الاقناع. علي في لبنان مع فرح والماما والعائلة، بعدما ظنّت الأمّ أنها هي التي ستسافر للقائه. أبى مالك مكتبي أن تشكره أو تشكر فريق العمل. قال إنّ عهداً عليه أن يجمع شمل الأحبة بما يستطيع في برنامجه.

لم تنتهِ القصة هنا، التقى الجدّ أيضاً علي. هرع إلى المطار بـ"البيجاما". هرع لضمّ حفيده إليه، لا سيما أنه لم يره يوماً إلا عبر الصور. بكى وأبكانا.

 حلقة شفافة بإنسانيتها وصراحتها ورغبتها في جمع ما تفرّق مهما كلّف من تعب وتوتّر ومسؤولية وقلق. برنامج يعرف جيداً كيف يخرج من الستوديو ليقدّم مادة إنسانية راقية باتت اليوم تُفتَقد، و"أحمر" لا يزال يثبت أنه يملك مفاتيحها بمهارة.