آخر الأخبار
  انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد .. كواليس الساعات الأخيرة   مدرب فلسطين: أتلقى نصائح تكتيكية وفنية من والدتي المقيمة بخيمة بغزة   بدء إنتاج الخبز من المخابز الأردنية المتنقلة في غزة بطاقة 70 ألف رغيف يوميًا   مجلس الوزراء يعيد تشكيل مجلس الأوقاف في القدس   بلاغ حكومي بتحديد عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّ   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الخميس .. ومنخفض جوي قادم   شركة Joeagle وجمعية البنوك تنظمان ورشة عمل حول تقنيات المصادقة الخالية من كلمات المرور   سلطة البترا بعد السيول: عجز مالي حال دون طرح عطاءات البنية التحتية   فيضان سد الوحيدي في معان   الملك يلتقي نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية   معان تحقق 66% من معدلها المطري في اول هطول   العميد رائد العساف يكشف عن حملة للقضاء على ظاهرة القيادة الاستعراضية والمتهورة   وزارة التربية: من هم ضمن هذه الفئات يستطيعون بدء سحب مستحقاتهم من البنوك صباح غدٍ الإثنين   العميد رامي الدباس يوضح حول مساعي الامن العام للحد من الجريمة   السفير الأمريكي للأمم المتحدة: فخورون بجهود الأردن لتلبية احتياجات غزة   ضمن شراكتها الممتدة مع مؤسسة ولي العهد.. منصة زين شريكاً استراتيجياً لبرنامج "42 إربد"   الحكومة: إجراء قرعة اختيار مكلفي خدمة العلم الاثنين   الصفدي يجري مباحثات موسعة مع نائب رئيس المفوضية الاوروبية   الأمير راشد يستقبل سفير واشنطن في الأمم المتحدة   شحادة: 220 قرارا اقتصاديا اتخذتها الحكومة خلال 444 يوما

حلم زينة يتحقق... التقت علي بعد ١١ عاماً وأبكت الجميع!

{clean_title}

 لم تصدّق زينة أنّ الفرصة حانت بعد الانتظار والوجع. 

وضع القدر الإعلامي مالك مكتبي في طريقها. حمل بيده جواز سفرها وطلب منها ما لم تكن تتوقّعه: توضيب الحقيبة من أجل السفر إلى فنزويلا للقاء ابنها علي بعد حرمان السنوات.

حلقة أخرى من "أحمر بالخط العريض" (أل بي سي آي)، تبنّى فيها مكتبي وفريق برنامجه قضية أمّ سُلخ ابنها عنها، ولم تجد سبيلاً للحفاظ عليه في وجه زمن قاسٍ ومجتمع يمارس النكران. متلعثمة، متوتّرة، قلبها يخفق سريعاً، هي زينة. 

نظرت الى الطائرة بوجل، بهيبة، برجاء ألا تحرمها هي الأخرى لقاء حبيب العمر. زينة ومكتبي في مطار رفيق الحريري الدولي، تجرّ حقيبة السفر، وتجرّ خلفها مئات الأمنيات والصور.

 قالت لمكتبي إنّ حلمها سُرق حين أخذ طليقها منها ابنها وهو لا يزال طفلاً في سنّ الثلاث سنوات. 

راحت تعدّ الوقت: "٢١ ساعة وأصل. لا تخبر طليقي بخطتنا. أخشى أنه قد يخرّب كلّ شيء. فلندع الأمر مفاجأة". زينة خائفة كأوراق خريف في مهبّ الريح. "في الدقيقة الأخيرة قُبيل ركوب الطائرة، بمَن تختارين الاتصال لو سُمح لكِ بذلك؟"، سألها مكتبي الذي رافق وفريق البرنامج حلمها وجرحها وأشواقها- وبذل أقصى إمكاناته بإقناع الطليق وتحضير أوراق السفارات، وهو مجهود تطلّب أشهراً ليتحقق الحلم- "بأبي"، أجابت، فكلّمت الأب الذي بكى ألماً على فراق حفيدته، كما بكت الأم ألماً واحتراقاً على فراقه وأوجاع الابنة.

لحظات مؤثرة جعلت العين تدمع والقلب يشعر بأنّ الكون لا يساوي شيئاً أمام دمعة أم، لحظة ضمّت زينة ابنها إلى قلبها. ضمّته بحرقة. بشوق يضاهي أشواق المحرومين جميعاً على هذه الأرض.

 تمنّت لو أنّ اللحظة لا تنتهي. لو تصبح عمراً، ليظلّ علي في قلبها، وفي روحها وأنفاسها. أهدته كرة قدم، ونظارات احتفظت بها من طفولته، أهدته إياها يوم كان صغيراً. أصبح علي شاباً، بطول أمّه تقريباً. ١١ عاماً مرّت على الفراق، وعلى احتراق قلب زينة. 

كانت آخر شخص يراه وهو في الثالثة، فحرص مكتبي على أن تكون هي أول مَن يراه بعد الفراق. فرح، زوجة طليقها، قدّمت نموذجاً عن الضمير بجماليته، فكانت خير واسطة لجمع علي بأمه بموافقة والده بعد جهد الاقناع. علي في لبنان مع فرح والماما والعائلة، بعدما ظنّت الأمّ أنها هي التي ستسافر للقائه. أبى مالك مكتبي أن تشكره أو تشكر فريق العمل. قال إنّ عهداً عليه أن يجمع شمل الأحبة بما يستطيع في برنامجه.

لم تنتهِ القصة هنا، التقى الجدّ أيضاً علي. هرع إلى المطار بـ"البيجاما". هرع لضمّ حفيده إليه، لا سيما أنه لم يره يوماً إلا عبر الصور. بكى وأبكانا.

 حلقة شفافة بإنسانيتها وصراحتها ورغبتها في جمع ما تفرّق مهما كلّف من تعب وتوتّر ومسؤولية وقلق. برنامج يعرف جيداً كيف يخرج من الستوديو ليقدّم مادة إنسانية راقية باتت اليوم تُفتَقد، و"أحمر" لا يزال يثبت أنه يملك مفاتيحها بمهارة.