الشوبكي لــ الذنيبات : انت والحكومة تسجلون فشلاً وخطيئة لاتغتفر بحق هــؤلاء الطلبة
وجه النائب الدكتور عساف الشوبكي رسالة الى معالي نائب رئيس الوزراء ، وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات بخصوص الطلبة الاردنيين الذي لن تعترف الوزراة بشهادة الثانوية العامة التي سوف يحصلون عليها من احدى الدول العربية ،،وتاليا نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات المحترم
تحية واحتراما وبعد:
لقد تناهى الى مسامعي قراركم بان وزارة التربية والتعليم لن تعترف باي شهادات ثانوية عامة غير شهادة التوجيهي الاردني في بعض الدول التي تجري مدارسها امتحانات وزارية بحجة انه ضبط غش في مدرسة في دولة شقيقة هناك ، واذا كان ذلك صحيحا وارجو ان لا يكون فقد ارتكبتم خطأ جسيماً يضاف الى اخطاء هذه الحكومة الفادحة التي تفننت في التنكيد والتضييق على الشعب الاردني في عيشه وعمله ومأكله ومسكنه ومشربه وتعليم ابنائه وفي كافة مناحي حياته.
معالي الوزير تعرف جيداً انني اكن لشخصكم الكريم احتراماً وتقديراً كبيرين لكن إسمح لي ان أقول لك حقيقة صادمة قد لا يقولها كثيرون منا في وجهك لأن الرياء والنفاق اصبحا للأسف الشديد بضاعة رائجة نافقة في مجتمعنا فلا يأخذك المنافقون والمراؤون الى حيث تحب ان تسمع حمداً وشكوراً ويحجبون عنك حقيقة لاخير فينا إنْ لم نقلها ولا خير فيك إنْ لم تسمعها .
والحقيقة التي اود ان اقولها ان التعليم العام حسب كل الشوهد والمعطيات في انهيار نحو الاسفل وبخاصة في مدارس الذكور وحتى اللحظة لم تستطع الحكومة رغم مرور اربعة سنوات على تشكيلها وعملها السير نحو اصلاح التعليم قيد أنملة ، اللهم سوى السيطرة على منع الغش نسبياً في التوجيهي بمساعدة الأجهزة الأمنية دون تحسين اداء المعلمين ورفع سوياتهم وكفاءاتهم وقدراتهم وتدريبهم وتحسين البيئات الصفية والمدرسية وايجاد مناهج تتوائم وتتلائم مع ديننا وعقيدتنا وحضارتنا وقضايانا وقيمنا ومبادئنا وتتماهى مع التقدم العلمي والتكنلوجي العالمي الذي انتجه العلم في الدول المتقدمة في كافة المجالات وبالتالي رفع نسب النجاح الحقيقي في المدارس ورفع نسب نجاح التوجيهي وتقليص اعداد مئات المدارس التي لم ينجح منها احد في الثانوية العامة وتجويد قدرات الطلبة وتحسين مخرجات مدارسنا كماً ونوعاً وإستدامةً وردم الهوة مابين مستوى مخرجات المدارس ومدخلات الجامعات وما زالت أمية الصفوف الاولى في تصاعد ولم تستطع الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم القضاء عليها .
وكنا نؤمل عليكم ان تضعوا استراتيجية محكمة ترقى بكافة عناصر العملية التعليمية التعلمية وكنا نعذركم لغياب الخبرات والقيادات والكفاءات في المستوى الاول في وزارة التربية حتى لا يخرب النشىء ويضيع جيل كامل لكن اربع سنوات من عمر الحكومة كافية وكفيلة لإصلاحٍ ونهوضٍ تربويٍ شامل لو شرعتم به وخططتم له واحكمتم خطوات تنفيذه ولكانت نتائجه ظاهرة للعيان وواضحة وضوح شمس تموز في كبد السماء وما اضطر الآف من طلابنا الصغار في سن السابعة عشره او اصغر للذهاب الى السودان والسعودية والامارات وليبيا وتركيا وروسيا ودول اخرى فراراً من جور تعليماتكم وعقم قراراتكم وتلاحقونهم حتى هناك مهددينهم واهلهم الذين ذاقوا الامرين واستدانوا ومنهم من باع ارضه ورهن بيته للبنول لأجل تعليم ابنائهم بعدم الاعتراف بشهاداتهم.
معالي الوزير انكم والحكومة تسجلون فشلاً وخطيئة لا تغتفر بخروج الآلاف من الفتية من وطنهم وإغترابهم للدراسة في الخارج في هذه الاعمار الغضة للحصول على شهادة الثانوية العامة من خارج وطنهم واضطرارهم للإغتراب في هذه الظروف الصعبة للمواطنين والوطن وفي معمعة الظروف الامنية العصيبة في محيطننا الملتهب والمتفجر وترك هؤلاء الفتية الصغار دون رقيب وحسيب عرضة للمشاكل المعقدة ولإستقطاب الارهاب والضياع في ظل جور وظلم ودكتاتورية تعليماتكم وعدم احساس الحكومة.
بالمسؤولية الانسانية والوطنية اتجاه هذه الفئة من المواطنين وعدم ايجاد حلول جذرية لمشاكلهم ومشاكل مئات الالاف من طلبة التوجيهي المخفقين في السنوات الماضية وعدم إهتمام الرسمي بهم وعدم اعادة تأهيلهم مهنياً لسوق العمل او لعودتهم الى مقاعد الدراسة بل فرضتم عليهم رسوماً باهظة لا قدرة لمعظمهم بدفعها دفعتوهم الى الذهاب للشوارع عرضة للمخدرات والعنف وربما الارهاب ولم تقم الحكومة بالسؤال عنهم وماذا يفعلون واين هم الآن . معالي الوزير المحترم لا ننكر دوركم في بناء مزيد من المدارس وإضافات الغرف الصفية واجتهادكم للنهوض بالعملية التعليمية لكن ذلك يتطلب استراتيجية وطنية شاملة مبنية على أسس وقواعد علمية للوصول الى الاهداف المنشودة ، ودروي كنائب شعب احذركم من مغبة ونتائج سياساتكم وارجو ان تعودوا عنها لان العودة عن الخطأ فضيلة.
كما وأطلب من وزارة التربية والتعليم الاستمرار بالاعتراف بالشهادات الثانوية لطلبتنا الاردنيين الذين اضطروا قصراً وقهراً الذهاب الى شمال الدنيا وجنوبها وشرقها وغربها للحصول على شهادات معترف بها لدى وزارة التربية والتعليم فلا تقطعوا على ابنائنا الطريق ولا تتجبروا بأهلهم وذويهم واتقوا الله بهم وبالوطن.
وتقبلوا فائق احترامي وتقديري
اخوكم النائب
الدكتور عساف الشوبكي