أمي ..فيك ودعت شبابي والصبا

وليد سليمان - «ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً» الأحقاف:15 .
أمي والأمهات هن أعظم الأشخاص في الدنيا .. أحب أمي الطاعنة بالمحبة .. لأنها هي التي ولدتني. وكانت دائماً تعتني بي. . وتبقى مستنفرة طوال الوقت لتتأكد من انني بخير.
كانت تتعب طوال يومها لراحتي. قضت عمرها لتربيتي. كانت تطعمني عندما كنت طفلاً. .وتعلمني وتنصحني وتساعدني للحصول على حياة فضلى وسعادة غامرة .
أمي هي مصدر الفرح والقوة والسلام والمحبة.
وقد درستني كل ما احتاج إلى معرفته لأعيش الحياة دون مشاعر الغضب، والخوف، والشعور بالذنب، والحزن، ، والكراهية والقلق.
وأرتني أيضا كيفية الأخذ والعطاء. تعلمت منها أن العطاء هو أصعب بكثير من الأخذ، لكنه الأجمل لجعل المرء سعيدا.
وعلمتني أمي الأخلاق الحميدة والانضباط . . فأنا أحب أمي كثيراً.
وأطرب كثيراً عند سماعي لأغنية سعدون جابر المؤثرة بوجداني :
إربينا بحضنك صغار
يا أمي يا أم الوفا ياطيب من الجنة
ياخيمة من طيب و وفا
جمعتنا بالحب كلنا
تعلمت الصبر منك يا يما
الهوى .. انت الهوى ومحتاج أشمه
ياغلى وأعز مخلوق عندي
عيوني أمي .. قلب هالبحر أمي
سلامة وخير أمي
وجه يمطر محنة
قمر ونجوم كنه
تعرف تحمل هموم
وماتعرف المنّه
ياأمي.. ياأمي
كبرت يايما والايام تمشي
شفت مايعادل الأم ثمن كلشي
يايما الشمس من تمشين تمشي
ياتربة طاهرة ودار
ربينا بحضنك صغار
المحبة تنحني وتبوس إيدك
ويصلي الوطن لعينونك ياجنة
يا أمي ... يا أمي …
مابين الناس أسهر يا شمعتي
تصيرين الحديث الحلو إنت
أسولف لأصدقائي اشلون كنتي
تناديني حبيبي .. وذخر لأيام شيبي
إنتِ النهر واحنا فروع منه .
أمي أنتِ أجمل امرأة عرفتها في نهاري وليلي. فأنا مدين لكِ بروحي . .و كل ما عندي من النجاح في الحياة و التربية الأخلاقية والفكرية والمادية يعود لك يا غالية .
وكنتِ يا أمي أعظم أستاذ لي ، في دروس الرحمة والمحبة .. و كان الحب منكِ هو الحلو كزهرة ندية جميلة شذية .
فنحن نولد من الحب وهو أمنا.
يا مو يا ست الحناين
وما أروع كلمات اغنية يا مو يا ست الحبايب للفنان دريد لحام:
يا مو يامو يا ست الحبايب يا مو
يا مو يامو يا ست الحناين يا مو
تسع شهور وانتي حاملتيني
وبعدا تعبتي كثير تا جبتيني
وعذبتك كثير لتربيني
وضاعت الترباية فيني يا مو
يا مو يامو يا ست الحبايب يا مو
يا مو يامو يا ست الحناين يا مو
يا ما بردتي يا ما لتدفيني
يا ما جعتي لتطعميني
وكام جوز جرابات رقعتيلي
وكل هالشيء ما بين فيني يا مو
يا مو يامو يا ست الحبايب يا مو
يا مو يامو يا ست الحناين يا مو
شوما عملت ما بكافيكي
وربي وحده القادر يكافيكي
ارضي علي من قلبك وسامحيني
ربي يطول عمرك ويخليكي
يا مو يامو يا ست الحبايب يا مو
يا مو يامو يا ست الحناين يا مو.
الأم في الشعر
لابد أن كل من مسّه الشعر، قال شعراً في أمه التي أهدت إليه الحياة، فامتلأت الكتب والدواوين بقصائد لا أحلى ولا أجمل.
يزخر الأدب العربي بقصائد باهرة قيلت في الأم، الشعراء كانوا ينهلون من طيفها ولم يفطموا.
فها هو حافظ ابراهيم يراها مدرسة في قصيدته الشهيرة:
«الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها.. أعددت شعباً طيب الأعراق
الأمّ روضٌ إن تعهّده الحيا.. بالري أورق أيما إيراق
الأمّ أستاذ الأساتذة الألى.. شغلت مآثرهم مدى الآفاق»
كبر الشعراء قيمة ومقاما، وظلوا بين أيديها صغارا.
أماه ما فعل الزمن ؟!
و الشاعر عبدالله الخوجة يناديها :
أماه إني قد أتيت وفي يديّ طفولتي وتركت خلفي كلّ أحلام الشباب
وبحثت عن يدك النحيلة كي تعانق أوبتي ورأيتها ممدودة عبر السحاب
وكأنها طوق النجاة لحيرتي وقفزتُ ألثمها أعانقها.. فعانقني السراب
أماه هل ضاع الندى وهتفت في جوف المدى
ردي إلي طفولتي..فأجابني مستوحشا رجع الصدى
ووأدت في روحي بقايا غصتي
من قال عالمك الردى .. بل عالمي
أماه ردّي.. ها أنا طفل يعاودني النواحُ
وتحيطني الأشباحُ ساخرة ويهجرني الصباحُ
فتجيبني ألواح نافذة تعانقها وتصفقها الرياح
فتئن في مزلاجها ثكلى تعذبها وتنهشها الجراح
أماه إني قد أتيت
كما أنا طفل صغير
ما بين قلبي والهوى
عهد توثق من سنين
ما بين حبي والمنى
شك يداعبه اليقين
أماه لم تدر بما فعل الزمن
أمل تهدج داخلي
عمرٌ تكلل بالشجن
وتعثرت أحلامنا في دربها وتغربت
حيرى كأشرعة السفن
كل المرافئ زرتها، وبذرت آمالي بها،
وهتكت أستار المدن..
وغزوتها، ورحلت في أسرارها،
لكنني ـ أماه ـ لم أجد السكن»
وهي ملاذ الشعراء في أحزانهم، يناديها الشاعر عبد الناصر النادي:
أمــــــــاه ..
إن للأحزان سيفاً
عــــلـــــميــــني ..
كيف سيفُ الحزنِ يُكسرْ
فأنا أسكنت قلبي راحتيكِ..
عــــلميــــــني ..
كيفَ حزنُ القلبِ يبترْ
تمشط شعري
والشاعر نزار قباني، كتب عن الأم قصائد عديدة، من بينها:
«عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب
وطفت الهند طفت السند طفت العالم الأصفر
ولم أعثر على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها
إلي عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشلني إذا أعثر
أيا أمي»
والشاعر عمر الأميري يخاطب نور أمه بقوله:
أماهُ يا روحاً منيراً في رحى جسمٍ أهلا
وعلى الثرى، مَلَكَاً طهوراً في ثيابِ الأم حلّا
وعلى جناني، من جنانِ الخلدِ، كالنعمى أطلا
قد كانَ كالإشراقِ يغمرني جَداهُ إذا تجلى
بركاتُ عمري من رضاهُ وتستمر.. وقد تولى .
و الشاعر فاروق جويدة، يخلد ذكرى أمه و يقول:
وتركت رأسي فوق صدرك
ثم تاه العمر مني.. في الزحام
فرجعت كالطفل الصغير..
يكابد الآلام في زمن الفطام
والليل يفلح بالصقيع رؤوسنا
ويبعثر الكلمات منا.. في الظلام
وكان من أروع الرثائيات في الأدب العربي ما قاله الشعراء في رثاء أمهاتهم منطلقين في ذلك من الوجع الخاص نحو الفقد العام الذي يمنى به الولد بفقدان أمه أوسع مجالات الحب وأغزر أنهار العطاء. يقول الشاعر عبد الله البردوني:
كيف أنساك وذكراك
«آه يا أمي وأشواك الأسى
تلهب الأوجاع في قلبي المذاب
فيك ودعت شبابي والصبا
وانطوت خلفي حلاوات التصابي
كيف أنساك وذكراك على
سفر أيامي كتاب في كتاب
كم تذكرت يديك وهما
في يدي أو في طعامي وشرابي
هدهدت كفاك رأسي مثلما
هدهد الفجر رياحين الروابي» .