الأرصاد : هذا هو الهدف
قال مدير عام دائرة الارصاد الجوية المهندس محمد سماوي ان مشروع الاستمطار التايلندي سيسهم في زيادة المخزون المائي وزيادة الهطول وتوسيع شريحة المناطق الخضراء في الاردن ، اضافة الى كونه سيساعد في نقل تكنولوجيا تعديل الطقس وتدريب وبناء القدرات الاردنية وتعظيم هذه التجربة في مجالات علمية متعددة.
وبين ان مذكرة التفاهم التي سيتم توقيعها مع الجانب التايلندي يوم الثلاثاء المقبل تهدف الى تحديد اطار التعاون الفني بين حكومة المملكة وحكومة تايلند في مشروع تعديل الطقس ، اضافة الى انها تنص على تشكيل لجنة ادارية عليا للاستمطار اسوة باللجنة المشكلة من الجانب التايلندي للوصول الى لجنة توجيهية عليا مشتركة لمشروع تعديل الطقس وتكون مهامها تسيير وخلق الظروف لتنفيذ بنود المذكرة وتحديد الانشطة والأعمال المقترحة والبرامج والموارد المالية ورفع تقرير بتلك الانشطة .
وأشار الى ان المسؤوليات المترتبة على الحكومة الاردنية لتنفيذ المشروع هو توفير التمويل اللازم لشراء المعدات والمواد والمنتجات والسلع الاخرى المهمة في تنفيذ المشروع والتي لا يقدمها الطرف الاخر ، اضافة الى تعهد الحكومة الاردنية بالإعفاءات للمعدات والمنتجات التي تستوردها الارصاد الجوية لهذه الغاية ، ودفع الجبايات والرسوم والأجور وغيرها من الامور ذات الطبيعة المماثلة كما لا يجوز للحكومة اشراك طرف ثالث في تكنولوجيا مشروع الاستمطار الملكي.
وعن الجانب الشرعي للمشروع بين سماوي ان دائرة الارصاد الجوية قامت بتبيان موقف الشرع من عملية الاستمطار ، بأننا كبشر نأخذ بالأسباب الظاهرة وندرسها ، والإنسان يساير الاسباب ويستخدمها ليطور ما ظهر منها وما قدره الله نحوها كاستخدام العلاج لدفع المرض ورش المبيدات على النباتات لدفع الوباء وسماد الارض لتخصيبها وسقي المزروعات لنموها ، فالله هيئ الاسباب لنزول المطر والهم الانسان السعي وراء التطور وتلبية حاجاته بالاجتهاد ، وما ينطبق على الزرع ومواجهة الافات الزراعية ينطبق على الاستمطار والفرق في ذلك ان هذا في الارض وذلك في السماء .
وفي توضيح اكثر حول ماهية المشروع قال سماوي ' ان هذا المشروع سيمكن من استخدام الاجهزة التابعة له من رادارات الجو والطائرات ومحطات الرصد في انتاج خرائط لمصلحة المركز الجغرافي الملكي الاردني وبمقاسات مختلفة ، واستخدام الطائرات في اغراض الرش الزراعي واستخدام رادار الجو في سلامة الملاحة الجوية وتحديد مناطق الاضطراب الجوي والغيوم الركامية .
واستشهد بتوصيات الاجتماع الاول للجنة ادارة معلومات مخاطر الطقس والمناخ الذي عقد بداية هذا الشهر بضرورة البدء بتطبيق مجموعة من السياسات والممارسات التي تحسن وترفع كفاءة الانظمة البيئية وتزيد مرونتها بسبب التأثيرات المتوقعة لتغير المناخ في منطقة الشرق الاوسط والدول العربية تتراوح ما بين زيادة متوسط درجة الحرارة من 1-4 درجة مئوية بحلول العام 2050 ، وزيادة معدلات الجفاف مع انخفاض 15-20 في المائة في هطول الامطار.
وأكد ان الظروف البيئية والمناخية في الاردن مناسبة لعملية الاستمطار وان توصيات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تبين اعتراف صريح من هذه المنظمة مع اكثر من 40 دولة لأهمية التجارب المحسنة في زيادة الهطول المطري.
وأضاف ان عملية الاستمطار تهدف الى زيادة الهاطل المطري من غيوم موجودة اصلا ولكنها تعاني من نقص في كثافة انواع محددة من نويات التكاثف او البلورات الجليدية ولا يفهم من هذه التسمية القيام بتوليد او انزال المطر من سحب مصطنعة .
وعبر عن وجود عمليات تتم قبل بدء أي عملية استمطار تبدأ بالتوقعات الجوية عن امكانية تشكل غيوم معينة خلال فترة ال24 ساعة المقبلة ، باستخدام نماذج تنبؤ عددية للمنطقة ، وبدعم من صور الاقمار الصناعية الخاصة بالأرصاد الجوية ، وبالرجوع الى الخصائص للغيوم المتوقع تشكلها يمكن اتخاذ قرار بالقيام بعملية الاستمطار وبدء مرحلة استخدام رادارات الارصاد الجوية لرصد تشكل الغيوم المتوقعة وخصائصها لمعرفة جدوى استمطارها .
وأوضح أن عملية الاستمطار تتم برش مواد محفزة خاصة من مصادر ارضية أو من الطائرات أو وسائل أخرى. ويعتمد اختيار الطريقة الأفضل على العديد من العوامل التي تختلف من مشروع لآخر ويتم رش هذه المواد بشكل يتيح زمنا مناسبا للتأثير على عملية الهطول، وبالتالي فإن تأثيرها يكون على الموقع الجغرافي المحدد وتشمل هذه المواد المستخدمة في البذر فئتين، تضم احداها المواد التي تقوم بدور وسط التجميد مثل أيوديد الفضة الأكثر استخداما، ثاني اوكسيد الكربون المضغوط. أما الفئة الثانية فتستخدم المواد الماصة للرطوبة، مثل الملح وهو الأكثر استخداما يوريا، نترات الامونيوم.
واضاف ان الاستمطار يسهم بزيادة التوسع في تطبيق نظام الزراعة الجافة على حساب الصحراء شرق وجنوب المناطق الهامشية والمساهمة في إيقاف عملية التصحر، وتقليل أو تأجيل الجفاف التدريجي في المياه السطحية والاحتياط الجوفي ،زيادة مناطق الأعشاب والنباتات والأشجار، بالاضافة لاستعمال الرادار للرصد طقس المملكة وفي الانذار المبكر .
وأكد أن الأثر غير المباشر لمشروع الاستمطار والذي يحمل أهمية فهو المساهمة العلمية الفعالة في خلق بيئة صحية نظيفة, خاصة وأن المواد التس تستخدم في عملية الاستمطار هي مواد رفيقة بالبيئة ولا تشكل أي ضرر على عناصر الطبيعة.
وبين ان الية الاستمطار تتم على مراحل المرحلة الأولى يتم نثر مادة ملح الطعام من اجل امتصاص الرطوبة ويشكل الغيوم ثم يأتي بعد ذلك المرحلة الثانية يتم فيها ستخدام مادة كلوريد الكالسيوم والتي تعمل على زيادة درجة الحرارة داخل الغيمة وبالتالي يساعد ذلك في نمو الغيوم لتصبح ركامية ويأتي بعد ذلك المرحلة الأخيرة والتي يستخدم فيها مركبين، المركب الأول ثاني اكسيد الكربون المجمد على درجة حرارة -78 مئوية مخلوطاً بمادة اليوريا والذي ينثر من الطائرة حيث يعمل على تبريد وتكاثف بخار وقطرات الماء والتي يكبر حجمها ووزنها لتسقط بفعل الجاذبية على شكل قطرات مطر.
وعن فاعلية هذا المشروع ومستويات نجاحها قال سماوي ان التجارب والدراسات العلمية اثبتت قدرات عملية للاستمطار عن طريق السحب على زيادة الهاطل المطري ما بين 5 الى 20 في المائة بالنسبة للغيوم الشتوية الباردة فوق المناطق البرية ، ومن 5 الى 30 في المائة فوق المناطق الساحلية ، وبالنسبة للغيوم الحارة فقد وصلت النسبة الى 100 في المائة .
يشار الى ان التعاون مع الحكومة التايلندية بدأ من اوائل العام 2014 من خلال ارسال طاقم فني متخصص من دائرة الارصاد الجوية تكونت من ' 3 متنبئين جويين ومهندس مختص في انظمة الرصد الجوي وطاقم من سلاح الجو الملكي مكون من طيار ومهندس طيران ومراقبة جوية ، لحضور دورة تدريبية عملية وعلى نفقة الحكومة التايلندية ولمدة اسبوع في نفس العام ، تبعه دورة تدريبية لمدة ثلاث اسابيع في تايلند وعلى نفقة الحكومة التايلندية .
كما ان دائرة الارصاد الجوية انهت استعدادتها لتنفيذ اول تجربة استمطار صناعي بالتجربة التايلندية المختلفة عما سبق من تجارب، والتي من المتوقع اجراؤها في فترة ما بعد توقيع الحكومة مذكرة تفاهم مع الحكومة التايلندية والتي سيتم توقيعها في ال23 من الشهر الحالي .
وياتي توقيع الاتفاقية بين الجانب الاردني والتايلندي بوجود ممثلين من الحكومة التايلندية وخبراء في نفس المجال ، وعن الحكومة الاردنية وزير الزراعة الاردني الدكتور عاكف الزعبي .