الحب يسلب القلوب، وهكذا يقع الجميع في الهوى إذا التقوا بمن يستطيعون احتلال تلك المساحة الناعمة في حياتهم، بمن فيهم الملوك وزعماء السياسة الذين يستسلمون للحب بحثاً عن شريك لا يراهم من مرآة السياسة.
ولأن الحب تسلل إلى قلوبهم، فلكل واحد منهم قصة رومانسية تكشف عن الجانب العاطفي في حياة الحكام وأصحاب القرار، نستعرض أبرزها فيما يلي:
علبة شيكولاته خطفت من قلب الملكة
في كتابه "فرصتنا الأخيرة”، سرد ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين كيف وقع في حب الملكة رانيا، وكيف كان اللقاء الأول بينهما.
يقول الملك عبد الله إنه تلقى دعوة على العشاء من شقيقته الأميرة عائشة، وبحسب وصفه، فإنه هرباً من الفاصولياء والسباغيتي المعلبة بعد شهرين من التدريب في معسكر صحراوي، فقام بتلبية الدعوة.
لم يكن يعرف العاهل الأردني أنه على موعد مع القدر للقاء شريكة حياته ومحبوبته الملكة رانيا ياسين، حيث التقى بالفتاة الذكية - فلسطينية الأصل - ذات الـ 22 عاماً، وما أن رآها حتى أعجب برصانتها وذكائها وثقتها بنفسها، وجذبته أناقتها اللافتة، ورغم أنهما لم يتبادلا الحديث سوى بجمل قصيرة.
الأمير عبد الله حينها لم يكن قد تسلم السلطة بعد، وحين قدم نفسه أشارت بخجل أنها سمعت عنه بعض الأشياء، في إشارة إلى أن بعض ما سمعته لم يكن مديحاً، فحاول بعدها التقرب من الفتاة الجميلة حتى علم أنها تحب الشيكولاته، فأرسل عبر صديق مشترك علبة من الشيكولاته البلجيكية.
لم يستطع الملك عبد الله إخفاء حبه عن والده الملك الراحل حسين بن طلال، فسارع بخطبة الفتاة لنجله الأكبر.
ومنذ زواجهما في العام 1993، تحرص الملكة رانيا على ظهور أسرتهما بصورة عفوية ودافئة وقريبة من الناس بعيداً عن برودة القصور المعتادة.
شرارة الحب سلبت قلب أردوغان
قبل سنوات، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الجانب الرومانسي في حياته، حينما تحدث عن علاقته بزوجته أمينة، فقال إنه وقع في حبها من النظرة الأولى، ووصف ما حدث بـ "شرارة الحب”، كما أنه مازال يحبها رغم مرور السنين والانشغال بالصراعات السياسية.
زوجة الرئيس التركي لم تسأله يوماً لماذا يتأخر في عمله طوال سنوات زواجهما التي استمرت نحو 37 عاماً (تزوجا في العام 1978)، وأثمرت عن 4 أبناء هم أحمد براق وسمية ونجم الدين بلال وإسراء.
يشار إلى أن زواج الرئيس التركي من زوجته ذات الجذور العربية كان نموذجاً للتقارب بين الطوائف في المجتمع التركي
التلميذة التي أحبها شبح الأوبرا
آنغيلا ميركل، هذه الفتاة المتفوقة دراسياً في الرياضيات والفيزياء واللغة الروسية، تعرفت على زوجها الأول وزميل الدراسة اولريش ميركل، ونسبت إلى اسم عائلته، إلا ان الزواج لم يدم طويلاً، حتى انفصلا بعد 5 سنوات فقط.
إلا أن السيدة ميركل عملت كنادلة في حانة بينما كانت تدرس الفيزياء بعد طلاقها. وفي العام 1981 تعرفت على زوجها الثاني البروفيسور يواخير ساور، والذي كان أستاذاً لها في أكاديمية العلوم ببرلين، وبعد انفصال ساور عن زوجته الأولى في العام 1985، تزوج من تلميذته آنغيلا في العام 1998.
الرجل الأول في ألمانيا لا يفضل الظهور كثيراً إلى جوار زوجته، ليس بسبب الغيرة، وإنما لأنه يراها تنفذ واجباتها كأقوى امرأة في العالم.
جدول أعمال البروفيسور ساور الذي يتجاوز 14 ساعة يومياً لا يتحمل الظهور الإعلامي والدبلوماسي المكثف، ولكنه يظهر فقط في حفلات الأوبرا حتى أن الصحف الألمانية تلقبه بـ "شبح الأوبرا”.
السيد ساور لا يرى ميركل تلميذته في معمل الفيزياء ولا في منصب المستشارية، وإنما يراها زوجةً محبةً تطهو له حساء البطاطس وكعكة البرقوق في العطلات.
الطالبة التي أنست كلينتون اسمه
في صباح الأربعاء 21 يناير/ كانون الثاني 1998، أيقظ بيل زوجته، وجلس على طرف السرير، وقال "الصحف ستنشر اليوم خبراً، وأنا أريد أن أقوله لك قبل أن تقرئيه”، لم يكن الخبر سوى بداية انتشار فضيحة العلاقة بين الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ومتطوعة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، بحسب ما ذكرته هيلاري كلينتون في كتابها "أعيش التاريخ” الصادر قبل 14 عاماً، و رغم الصدمة ساندت هيلاري كلينتون زوجها طوال السنوات الماضية.
قبل عقود كان اللقاء الأول بين هيلاري وبيل كلينتون في مكتبة الجامعة، حين وقف الشاب الوسيم يحدق في وجه الطالبة المجتهدة التي ظلت لدقائق تبحث عن كتاب، لكنها ما إن لاحظت اهتمامه بها حتى بادرت بالذهاب إليه وقالت "إذا ظللت تحدق في هكذا، لم لا نتعرف، أنا هيلاري”.
من جانبه، يروي بيل القصة قائلاً "نسيت اسمي حينها”.
لالة سلمى، هذه الفتاة الصغيرة ذات الـ 21 عاماً، التي وقع في حبها ملك المغرب محمد السادس، منذ اللقاء الأول في حفل مغلق، حيث كانت طالبة لم تكمل بعد دراستها العليا.
ظلت قصة حبهما تنمو حتى قرر الملك محمد السادس التقدم لخطبتها، ليختار مواطنة مغربية من الشعب لتصبح زوجته وأماً لولي العهد، بحسب التقاليد المغربية.