8 خطوات لغذاء سليم

قد تبدل هذه العادات القديمة طريقة تفكيرنا حيال الطعام، وتمهد السبيل أمام حياة مديدة من الغذاء الصحي.
تناولتَ على الأرجح الطعام خلال الساعات القليلة الماضية، على غرار معظمنا. وتعجز غالباً، على غرار كثيرين منا أيضاً، عن تذكر كل ما أكلته، فكيف بالأحرى إحساس تناوله؟ يُظهر تقرير صدر عام 2011 عن وزارة الزراعة الأميركية أن المواطن الأميركي العادي يمضي نحو ساعتين ونصف الساعة في تناول الطعام يومياً، إلا أننا خلال نصف هذه المدة نقوم أيضاً بعمل آخر. وبما أننا نعمل، نقود السيارة، نطالع، نشاهد التلفزيون، أو نلعب بأجهزة إلكترونية، لا نولي ما نتناوله اهتماماً كافياً. لكن عادة الأكل اللاواعية هذه (غياب الوعي بشأن الطعام الذي نستهلكه) تساهم على الأرجح في انتشار وبأ السمنة وغيره من مشاكل صحية، وفق الدكتورة ليليان تشونغ، اختصاصية تغذية ومحاضِرة في كلية ت. هـ. تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد.
استهلاك الطعام الواعي
يعني الوعي أن تركّز على الحاضر، فتميز بهدوء مشاعرك، أفكارك، وأحاسيس جسمك وتتقبلها. توضح الدكتورة تشونغ: {تنطبق أسس الوعي أيضاً على طريقة استهلاك الطعام الواعية، إلا أن المفهوم الذي ترتكز عليه هذه العادة يتخطى الفرد ليشمل تأثير ما تتناوله في العالم. فنحن نأكل الطعام لنحافظ على الصحة العامة}. ويُعتبر هذا المفهومَ ذاته الذي استند إليه تعديل التوجيهات الغذائية الأميركية المقترحة لعام 2015، التي أخذت في الاعتبار للمرة الأولى استدامة المحاصيل الغذائية، فضلاً عن فوائد الطعام الصحية.
صحيح أن خيارات الطعام الواعية تشبه إلى حد كبير نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط، الذي يقوم على الفاكهة، الخضراوات، الحبوب الكاملة، البذور، الجوزيات، والزيوت النباتية، إلا أن من الممكن تطبيق هذه التقنية أيضاً على البرغر بالجبنة والبطاطا المقلية. ولكن إن كنت تولي حقاً ما تتناوله الاهتمام الكافي، فلن تكثر من استهلاك مأكولات مماثلة. تعني طريقة تناول الطعام الواعية من حيث الأساس التنبه جيداً للطعام فيما تشتريه، تعده، تقدمه، وتستهلكه. لكن تبني هذه العادة قد يتطلب بعض التعديلات في أسلوب تعاطيك مع الوجبات الرئيسة والخفيفة. في الكتاب Savor: Mindful Eating, Mindful Life (الطعم: الأكل الواعي، الحياة الواعية) والموقع الإلكتروني المرافق له www.savorthebook.com، تقترح الدكتورة تشونغ وزميلها الزعيم الروحي البوذي ثيتش نهات هان طرقاً عدة تساعدك على اتباع هذه العادة في حياتك، إليك بعضاً منها.
1-انطلق من لائحة مشترياتك. تأمل في القيمة الصحية لكل غرض تضيفه إلى لائحتك والتزم بها كي تتفادى الانجرار وراء ميولك أثناء التبضع. كذلك املأ معظم عربة السوبرماركت في أقسام المأكولات الطبيعية والطازجة وتجنب أقسام المأكولات المعالجة ورقاقات البطاطا والسكاكر.
2-لا تجلس إلى الطاولة إن لم تكن جائعاً، ولكن تفاد أيضاً الجوع الشديد.
فعندما تفوّت الوجبات، تميل إلى التهام كل ما تقع عليه يداك. وهكذا تصب كل اهتمامك على ملء بطنك لا على الاستمتاع بالطعام.
3-ابدأ بحصص صغيرة، وقد يساعدك في ذلك اختيار أطباق لا يزيد قطرها على 22 سنتمتراً.
4- قيّم طعامك. توقف لدقيقة أو اثنتين قبل أن تبدأ بتناول الطعام، وتأمل كل ما وُضع على الطاولة وفكر في الجهود التي بُذلت لإعداده. عبّر بصمت عن امتنانك لهذه الفرصة التي أُتيحت لك كي تستمتع بالطعام اللذيذ والرفقة الجميلة.
5- استخدم حواسك كافة أثناء إعداد الوجبات وتناولها. فعندما تطهو الطعام، تقدّمه، وتتناوله، أولِ الألوان، التراكيب، الروائح، وحتى أصوات المأكولات المختلفة اهتماماً كبيراً أثناء إعدادها. وفيما تمضغ الطعام، حاول أن تحدد كل مكوّن، خصوصاً التوابل.
6-تناول قضمات صغيرة، فمن الأسهل التلذذ بالطعام بالكامل عندما لا يكون فمك ممتلئاً. وحاول أن تضع أدوات المائدة على الطاولة بين القضمة والتالية.
7-امضغ الطعام بالكامل. امضغ إلى أن تتمكّن من تذوق جوهر الطعام. وقد تُضطر أحياناً إلى مضغ كل قضمة 20 إلى 40 مرة، وفق نوع الطعام الذي تلتهمه. ولا شك في أنك ستفاجأ بالنكهات التي تملأ فمك.
8-تناول الطعام ببطء. إن اتبعت النصيحة السابقة، فلن تتمكن من إنهاء وجبتك بسرعة. ولكن خصص خمس دقائق على الأقل لطريقة استهلاك الطعام الواعية قبل أن تبدأ بالدردشة مع مَن يجلسون إلى الطاولة معك.