آخر الأخبار
  النشامى يجري تدريبه الأخير مساء الأحد للقاء المنتخب السعودي   زيارة تاريخية لرئيس الوزراء الهندي إلى الأردن   الدوريات الخارجية: ضبط مركبة تحمّل 22 راكبًا إضافيًا   الأرصاد: أجواء باردة نسبيًا الأحد وأمطار متوقعة الاثنين   بتنسيق أميركي .. مؤتمر حول "قوة غزة" في الدوحة   ترامب يهدد بـ "رد شديد" بعد هجوم تدمر الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني   "المواصفات والمقاييس": حظر بيع (الشموسة) والتحفظ على 5 آلاف مدفأة من ذات النوع .. ورقابة مشددة قبل وبعد طرحها في السوق المحلي   نقابة الصحفيين تدعو المؤسسات الإعلامية لإنهاء التسويات المالية المطلوبة قبل نهاية العام   بيان امني حول "صوبة الشموسة": وفاة جديدة لشاب في عمّان   البدور: تثبيت مقر المجلس العربي للاختصاصات الصحية في الأردن   الصبيحي: 53.3% من مشتركي الضمان الفعّالين تقل أجورهم عن 500 دينار   النعيمات يغيب عن الملاعب مدة تتراوح بين 4 و 7 أشهر   الشركس: قوة الدينار الأردني تمثل حجر الزاوية في بيئة الأعمال   مدير عام الضمان: إلغاء التقاعد المبكر أمر مستحيل   حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة للأردنيين   هل سيتم استدعاء موسى التعمري إلى صفوف النشامى لتعويض غياب النعيمات؟ .. مصدر مسؤول يجيب   الاردن: تفاصيل حالة الطقس الليلة وغداً الاحد   هل يستطيع النعيمات اللحاق بالمونديال؟.. طبيب يرد ويوضح   الأمير علي: كنتم على قدر المسؤولية .. وقلوبنا مع يزن   الإحصاءات: انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين خلال 10 أشهر

العلاج بآكلات البكتيريا «العاثيات/بكتيروفاج»

{clean_title}
في خطوة نوعية في مجال مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، اكتشف باحثون بريطانيون فيروساً يستهدف البكتيريا ويقضي عليها ومن المتوقع ان يستخدم مستقبلا في القضاء على البكتيريا وفي علاج الامراض هذا الاكتشاف ذكرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن الباحثين في جامعة ليشستر اكتشفوا نوعاً من الفيروسات «يأكل» البكتيريا «كلوستريديوم ديفيسيل» المسؤولة عن إصابة الإنسان بمرض خطير بعد تسللها إلى أمعائه. ويذكر أن هذه البكتيريا تسببت بمقتل 1646 شخصاً في بريطانيا العام الماضي.
وقام الباحثون بعزل الفيروسات التي تستهدف بكتيريا «كلوستريديوم ديفيسيل»، فلاحظوا أنها فعالة بنسبة 90 في المئة تجاه أخطر سلالات البكتيريا.
قالت الباحثة مارثا كلوكي من قسم الإلتهابات والمناعة والعدوى في ليشستر، ان الفيروسات الآكلة للبكتيريا قد يكون لها دور كبير في العقود المقبلة.وبخاصة في ظل تزايد حالات مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
وان ذلك «أعاد إنعاش البحث عن علاجات جديدة».
والجدير بالذكر ان الفيروسات تستهدف سلالة واحدة من البكتيريا، ما قد يجعلها أكثر فعالية في علاج عدوى الكلوستريديوم ديفيسيل،وهي تعيش بصورة طبيعية في الامعاء ولكن عند العلاج بالمضادات الحيوية التي تقضي على البكتيريا المنافسة لها تتزايد اعداؤها و تتحول إلى بكتيريا خطيرة لدى تدخل علاج المضادات الحيوية في ميزان البكتيريا «الجيدة» في الأمعاء.
الفيروس يعمل من خلال وضع كمية من حمضه النووي الذي يتكاثر داخل خلية بكتيرية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى انفجارها وموتها، وخروج الفيروسات منها قبل توجهها لقتل بكتيريا أخرى.
شهد العقد الحالي تطورا سريعا في العلم الذي يبحث في الفيروسات مما أسفر عن اكتشافات جديدة تزامنت مع اكتشاف أمراض خطيرة هددت البشرية ولا زالت تشكل التهديد الأكبر إلا ان هذا لا يمنع من البحث في الفيروسات للأسباب التالية
-أمراض الفيروسات تحتل الصدارة في علم الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان مقارنة مع انخفاض أعداد الحيوانات التي تصاب بأمراض بكتيرية المنشأ
-النظرية الفيروسية لمرض السرطان والتي تعزو سبب نشوء وتكون الخلايا السرطانية لفيروسات قد نالت القبول لدى الكثير من العلماء
-انه قد تم حل معظم المشاكل البيولوجية على أساس النموذج الفيروسي ومن هنا جاءت ضرورة التركيز والاهتمام بالفيروسات وبخاصة تلك الفيروسات القادرة على القضاء على البكتيريا وتعرف بآكلات البكتيرياBacteriophage والأمثلة عليها أي آكلات البكتيرياT1 T4, DDV1, SD

لمحة تاريخية
لاحظ العالم هانكن Hanhin في نهر الجانغ ونهر وجومنا سنة 1896 لاحظ ان الماء يظهر تأثيرا مضادا للبكتيريا وقد حاول جاهدا إيجاد السبب في تأثير الماء القاتل للبكتيريا فعزاه في البداية الى الكوليرا الهوائية ولكن لم تقنع أوساط العلماء تفسيره لهذه الظاهرة
ثم جاء علماء معهد باستور للأبحاث ومنها دي هيرل Dherelle حيث ذكر في كتابه الذي صدر في1922 ان سبب هذه الظاهرة هو وجود نوع من الفيروسات مسوؤل عنها واسماها الفيروسات الآكلة للبكتيريا ومن ثم تتابعت الأبحاث والدراسات حتى انه أصبح المادة المفضلة لكثير من العلماء مما ألقى مزيدا من الضوء حول هذا الموضوع ومن خلال هذه الدراسات تم التوصل الى الكثير من الاكتشافات العلمية في مجال البيولوجيا الجزيئية والأدوية وتوقعت مجلةNew York times magazine في السادس من شباط سنة 2000 وخلاصته ان العلماء يأملون في المستقبل القريب ان يحل العلاج بآكلات البكتيريا محل العلاج بالمضادات الحيوية

مكونات آكلات البكتيريا وتركيبها
بما إنها من الفيروسات فهي تشترك في التركيب إلا إنها تضم فقط نوع واحد من الحامض النووي الرايبوزي سواء كان يحوي الأكسجين أو منزوع الأكسجين
وتتركب آكلات البكتيريا من:
-الرأس : ويتكون من كيس بروتيني يحوي بداخله DNA
-الذيل:الموجود مع الرأس وهو يختلف من ناحية الشكل تبعا لنوع الفيروس ومن خلاله يمر DNA إلى داخل البكتيريا في إثناء عملية العدوى عن طريق انقباضه
-خيوط ذيلية: وهي متصلة بالذيل وظيفتها الأساسية تكمن في مساعدة الفيروس على الالتصاق بالبكتيريا والمحافظة عليه في وضع استقراري ثابت

التكاثر
الفيروسات بشكل عام لا تتكاثر إلا بوجود عائل ومن الفيروسات آكلة البكتيريا تعتمد في تكاثرها على البكتيريا وتستغل النواة في إنتاج نسخ مكررة من الفيروس لكي ينطلق وتهاجم ذرية الفيروس أعدادا أخرى من البكتيريا وتتم العملية بشكل موجز في التصاق الفيروس آكل البكتيريا بالبكتيريا ومن ثم اختراق الجدار الخلوي لكي ينطلق إلى النواة وتقوم عملية اندماج بين الحامض النووي الرايبوزي وكروموسوم البكتيريا حتى ينتج أعدادا كبيرة من الفيروسات في المرحلة الاندماجية ثم اذا تضاعف عدا لفيروسات بما لا تتحمله البكتيريا تنفجر البكتيريا مطلقة أعدادا كبيرة من الفيروسات وبذلك يتم التخلص من البكتيريا بسرعة.
مميزات العلاج بآكلات البكتيريا
ان الحصول على معلومات شاملة عن آكلات البكتيريا وبظهور سلالات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية قد يدفع معاهد الأبحاث العلمية لمحاولة استعمالها في العلاج بعد التأكد من سلامتها على جسم الانسان وان لا تقوم هذه الفيروسات بمهاجمة جسم الانسان بعد القضاء على البكتيريا
ولكن يشكل العلاج بآكلات البكتيريا فتح جديد بالإضافة إلى العلاج الجيني ينتظر استثماره بشكل صحي وسليم
ومن أهم مميزات العلاج بآكلات البكتيريا ما يلي
-سهولة الحصول على آكلات البكتيريا عن طريق زراعتها في المختبر وبذلك نضمن التخلص منها بسهولة
آكلات البكتيريا تستهدف بشكل خاص البكتيريا وهذه ميزة ذات أهمية قصوى على المضادات الحيوية
-لا توجد أية آثار جانبية لآكلات البكتيريا فهي لا تتعامل مع جسم الانسان
-يعتبرا لعلاج الأمثل للأشخاص الذين لديهم حساسية من المضادات الحيوية
-سهولة الاستخدام إذ تكون الجرعة عبارة عن جرعة واحدة فقط
-من الناحية الاقتصادية الحصول على آكلات البكتيريا غير مكلف على الإطلاق

الخلاصة
ظهرت الحاجة الى البحث عن أساليب جيدة في العلاج فكان العلاج الدوائي ومن ثم دخلت الهندسة الوراثية والعلاج بالجينات والتطرق نحو الفيروسات هو أمر جدير بالمتابعة كونه علاج طبيعي مجد من الناحية الاقتصادية جيد التحمل من المرضى وامكانية الحصول عليه متوفرة بكثرة ودون أدنى مجهود
كما يعتبر تشجيع الأبحاث العلمية والتي تتخذ أشكالا مختلفة ومن أهمها كيفية حدوث المرض من قبل الفيروسات وبما ان المرض يحدث نتيجة عن حقن الخلايا بالمادة الوراثية للفيروسات ويبقى راس الفيروس وذيله خارجا وبمعرفة الظروف المحيطة حول الفيروس من درجةالحرارةالى الحموضة والوسط الكيميائي المحيط بعملية حقن الخلايا بالمادة الوراثية يمكن ان يلعب دورا مهما في الكشف عن سبل جديدة لعلاج الأمراض والحد منها.