آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

"جنيف3 السوري" ينطلق على وقع التقدم الميداني للجيش

{clean_title}
بعد اربعة أيام من الأخذ والرد، نجح الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في التوصل إلى صيغة تفاهمات كانت ايذانا باطلاق مفاوضات "جنيف-3" غير المباشرة بين وفدي الحكومة السورية ووفود المعارضة على اختلافها.
وقال مراقبون ان مؤتمر "جنيف3 السوري" ينطلق على وقع التقدم الميداني للجيش على عدة جبهات خصوصا في حلب وريفها، لافتين إلى ان الأيام الثلاثة الماضية كشفت أن الخلافات بين الفريقين السوريين ما تزال كبيرة في ظل عدم رغبة كل طرف بتقديم تنازلات، وفي ظل تفسيراتهما المختلفة لبيان "جنيف-1"، واجتماعي فيينا، والقرار الدولي 2254.
وتصر المعارضة على تطبيق البند 12 من القرار الدولي 2254، والذي "يدعو الأطراف إلى أن تتيح فورا للوكالات الإنسانية إمكانية الوصول السريع والمأمون وغير المعرقل إلى جميع أنحاء سورية، وأن تسمح فورا بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم في حاجة إليها، لا سيما في جميع المناطق المحاصرة، والإفراج عن أي محتجزين تعسفيا".
كما تصر المعارضة على تطبيق البند 13 من القرار الدولي، والذي ينص على "وقف جميع الأطراف فورا أي هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية في حد ذاتها، بما في ذلك الهجمات ضد المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي".
وتعتمد المعارضة على تفسير معين للبندين، يقضي بالالتزام بهما قبل الشروع في المفاوضات كإجراءات بناء ثقة. أما الحكومة السورية، فتعد مطلب المعارضة هذا شرطا مسبقا، وترى أن تنفيذ البندين المذكورين سيتم حالما تتضح صورة المفاوضات، وما ينجم عنها من تفاهمات.
المراقبون يعتبرون ان هذا الخلاف بين الطرفين والأطراف الداعمة لها، سينعكس بطبيعة الحال على كل الملفات في ظل الصيغ المبهمة للتفاهمات الدولية: "جنيف-1"، "فيينا-1"، "فيينا-2" والقرار الدولي "2254".
ولعل التسريبات، التي خرجت من جنيف بأن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قدم عرضا للمعارضة قبلت بموجبه المشاركة في المفاوضات، وأن الحكومة السورية أعلنت عن موافقتها من حيث المبدأ على رفع الحصار عن مضايا، كل ذلك يعكس حالة الترهل والغموض، اللتين تخيمان على جنيف، وهو ما عبر عنه بصراحة المبعوث الأممي، الذي أعلن أن المباحثات ستكون "معقدة وصعبة!".
واستغرب المراقبون ان يبقى العرض الذي قدمه دي ميستورا للمعارضة، طي الكتمان، ولم يفصح أحد عنه، ربما في إشارة إلى أنه عرض مستقبلي يندرج ضمن الوعود الكثيرة، التي أطلقها المجتمع الدولي. 
وتريد المعارضة التركيز على الوضع الإنساني، والاتفاق على برنامج زمني للمفاوضات، قبل الانتقال إلى التفاوض حول الجانب السياسي. في حين تصر دمشق على أولوية إنهاء ملف الإرهاب قبل الانتقال إلى الملفات الأخرى، انطلاقا من أن الملفين الإنساني والسياسي مرتبطان بالإرهاب.
ومن الخلافات الأخرى، تبدو المرحلة الانتقالية؛ التي تصر المعارضة وداعموها على قيام هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات أثناءها، أما دمشق فتصر على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتعد مسألة الحكم الانتقالي من أكثر المسائل تعقيدا لارتباطها مباشرة بصلاحيات الرئاسة، وبالتالي بموقع منصب الرئاسة في العملية كلها.
ومن الواضح أن المفاوضات أو المباحثات في جنيف هي عبارة عن خطوة تمهيدية تنتهي يوم الجمعة المقبل قبل يوم من اجتماع وزراء خارجية الدول المعنية بالملف السوري، على أن تُستكمل بعدها الجولة الثانية، التي يمكن أن يعاد البحث فيها، في تشكيلة وفد المعارضة، عبر إشراك شخصيات سياسية تطالب بها موسكو.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك اتفاقا دوليا على مشاركة ممثلي "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" في المفاوضات السورية بجنيف، ولكن بصفة شخصية فقط.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في أبوظبي أمس، أن الاتفاق الدولي يشترط على ممثلي هاتين الجماعتين، في حال أرادوا المشاركة في المفاوضات، أن يقبلوا أولا أحكام القرار رقم 2254 بشأن سورية والذي أقره مجلس الأمن الدولي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وأردف: "إننا اتفقنا (والحكومة السورية وافقت أيضا) على أن هؤلاء الأشخاص، في حال دخلوا في المفاوضات، سيشاركون فيها بصفة شخصية، وسيقبلون كافة مطالب القرار رقم 2254، بما في ذلك التخلي عن الأنشطة المتطرفة، والالتزام بمبدأ وحدة الأراضي السورية".
وشدد لافروف على أن موقف روسيا هذا لا يعني اعترافا بـ"جيش الإسلام" و"أحرار الشام"، نظرا لكونهما مرتبطين بتنظيم "القاعدة" وتورطا في أعمال إرهابية.
واستطرد قائلا: "الموافقة على مشاركتهما بصفة شخصية لا تعني الاعتراف بهاتين الجماعتين كشريكتين في المفاوضات. ووافق على ذلك الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة. وهذا موقفنا ويشاطرنا هذا الموقف العديد من أعضاء مجموعة دعم سورية".
وأضاف لافروف أن المرحلة الراهنة في التسوية السورية مهمة للغاية، مضيفا أن موسكو تأمل في تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية في جنيف.
وتابع: "إننا نأمل في أن ذلك ظاهرة مؤقتة، وفي ألا يشكل الوضع الراهن، عندما يوجد هناك وفدان للمعارضة، عقبة على طريق هذا العمل".
كما أوضح لافروف أن عملية تشكيل وفدين للمعارضة، أحدهما على أساس قائمة الرياض، والثاني على أساس قائمة المشاركين في لقاءات القاهرة وموسكو، لم تكتمل بعد، بل من المتوقع أن يصل مزيد من المعارضين السوريين إلى جنيف في الأيام القادمة.
وفي جنيف، أعلنت فرح الاتاسي العضو في وفد المعارضة، ان المعارضة لم تعقد اجتماعا مع الموفد الأممي ستافان دي ميستورا أمس.
وقالت :"لا يوجد اجتماع مع دي ميستورا. قدمنا المطالب التي نريد أن نقدمها. لا نريد اعادة الكلام نفسه" مع موفد الامم المتحدة.
وكان من المقرر ان يعقد دي ميستورا اجتماعا مع وفد المعارضة بعد ظهر الثلاثاء بعد ان اجتمع مع وفد النظام قبل الظهر.
وأكدت متحدثة باسم الأمم المتحدة ان الاجتماع مع المعارضة الذي كان مقررا عصر الثلاثاء قد الغي.
من جهته، قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات جنيف، إن المفاوضات ما تزال في مرحلة تحضيرية وإنه في انتظار أن يقدم له ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة قائمة بوفد التفاوض الذي يمثل المعارضة.
وأعلن دي ميستورا الاثنين بدء محادثات السلام رسميا لكن الجعفري قال أمس الثلاثاء إن دي ميستورا أدرك الآن أن الظروف غير ملائمة للمحادثات غير المباشرة التي سيجريها مع وفدي الحكومة والمعارضة في غرفتين منفصلتين.
وقال الجعفري للصحفيين بعد اجتماع مع دي ميستورا دام ساعتين ونصف الساعة إن الإجراءات الشكلية ليست جاهزة بعد وإن المحادثات في مرحلة تحضيرية قبل بدء المفاوضات غير المباشرة رسميا.
وأضاف أن الاعداد للانطلاق الرسمي للمحادثات غير المباشرة يتطلب أن يكون هناك وفدان لكن لم يتم وضع اللمسات النهائية على وفد المعارضة.
وقال مصدر في الأمم المتحدة إن دي ميستورا وعد بتقديم قائمة بأسماء أعضاء وفد المعارضة بحلول اليوم الأربعاء.
ميدانيا، تابع الجيش السوري أمس الثلاثاء تقدمه في محافظة حلب في شمال سورية وبات على بعد ثلاثة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من المجموعات المسلحة ، بحسب ما افاد مصدر عسكري سوري.
ويترافق هذا التقدم مع تعرض منطقة ريف حلب الشمالي لقصف جوي روسي هو الاعنف، منذ بدء موسكو حملتها الجوية في سورية في 30 ايلول(سبتمبر)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال ضابط برتبة عقيد لفرانس برس "باتت وحدات الجيش تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن بلدتي نبل والزهراء تمهيدا لفك الحصار عنهما".
واوضح ان هذا التقدم سيسمح "بقطع طريق الامداد الوحيد المتبقي للمسلحين نحو مدينة حلب" التي تشهد معارك مستمرة بين الجيش  والمجموعات المسلحة منذ صيف 2012.
وتحاصر الفصائل المقاتلة بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي منذ العام 2013 وفشلت محاولات سابقة للجيش لفك الحصار عنهما.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يوجد "أكثر من خمسة آلاف مقاتل سوري" في نبل والزهراء.
وتمكن الجيش أمس الثلاثاء من السيطرة على بلدة حردتنين والتقدم باتجاه نبل والزهراء، غداة سيطرتها على قريتي تل جبين الاستراتيجية ودوير الزيتون