الأميرة هيا تعلن تأسيس «تكية أبو عبدالله»
أعلنت سمو الأميرة هيا بنت الحسين اليوم الاربعاء عن اكتمال استعدادات تكية أم علي والتزامها الكامل للمضي في مشروع شامل يستهدف القضاء على الجوع في مناطق المملكة كافة؛ بمناسبة ذكرى يوم ميلاد المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين وإحياءً لذكراه الطاهرة.
كما اعلنت سموها عن تأسيس (تكية أبو عبدالله) والتي ترتكز رؤيتها على القيام بدور مكمل لجهود تكية أم علي في مكافحة الفقر عبر التركيز على الجانب التنموي المتمثل في توظيف وتدريب الأسر التي تخدمها تكية أم علي وستعلن تفاصيلها خلال الأسابيع المقبلة.
وتخدم برامج تكية أم علي المنتظمة أكثر من26 الف فرد شهرياً، موزعين على أسر أردنية يقل دخلها عن الحد الأدنى الذي يؤمن لها احتياجاتها الأساسية من الغذاء، غير أن دراسة مبدئية أشارت إلى أن هناك عدداً أكبر يصل إلى 120 ألفا من المحتاجين بشكل ماسّ إلى الدعم لشراء المستلزمات الغذائية الأساسية.
وينطلق مشروع تكية أم علي للقضاء على الجوع بجهود تنسيقية مشتركة مع سمو الأميرة بسمة بنت طلال، والتي ترأس التحالف الوطني لمكافحة الجوع (نجمة).
وتقتضي الخطوة الأولى في المبادرة المشتركة إجراء استقصاء مسحي ومنهجي تفصيلي عن الأسر التي تحتاج المعونة الغذائية، والذي ستنفذه واحدة من كبريات الشركات المتخصصة في مجال أبحاث السوق لضمان المعيارية والانسجام مع الأصول الاجتماعية العالمية المختصة بالتعامل المباشر المسحي مع الشريحة المستحقة المستهدفة بالخدمة.
وقالت الأميرة هيا بنت الحسين 'استغرقنا عامين من العمل الدؤوب في تكية أم علي لدراسة الأطر النظرية والتنفيذية لهذا المشروع، وتقدير ما سيحتاجه من موارد لمعالجة مشكلة الجوع بالكامل، ولدينا اعتقاد راسخ بأن الآن هو الوقت الصحيح للانطلاق على بركة الله.
ويعد توقيت ذكرى يوم ميلاد المغفور له الملك الحسين بن طلال يوماً مباركاً لانطلاق هذه المبادرة النبيلة وفي هذه المناسبة أستذكر عن أبي ترداده الدائم لمقولة 'الإنسان أغلى ما نملك'.
وأشارت سموها إلى أن الجوع لن يختفي في ليلة واحدة، ولكن سيتم القضاء عليه عندما تتضافر جهودنا ونصعد بها تدريجياً لتغطي جميع مناطق المملكة، المهم الآن أن التمويل الكافي لبدء العمليات للسنة الأولى قد أصبح متوفراً، ويفسح لنا هذا في الوقت لاستقطاب الدعم للسنوات المقبلة في هذا البرنامج النبيل'.
وتقوم التكية على امتداد السبع سنوات الماضية بإدارة برنامج إطعام شامل وعميق يخدم الأسر الأسر العفيفة في كافة مناطق المملكة. و تتقدم التكية لهذا المشروع النبيل بثقة كاملة من قدرتها على تنفيذه بنجاح.
وستتخذ التكية مساراً من جزئين لتوسعة عملياتها للنهوض بهذ المشروع، يرتكزان على استكمال المسح الاستقصائي وتعريف جيوب الجوع حيث يقتضي تركيز جهودها أكثر فأكثر، وبالتوازي مع ذلك زيادة شريحة الأسر العفيفة المخدومة بالمعونة، حيث تقوم التكية بتوزيع المعونات الغذائية على الأسر المحتاجة عن طريق الطرود الشهرية وعن طريق أسواق تكايا الخير الذي يعتبر أول سوبرماركت مجاني للفقراء في كل من عمّان والعقبة، حيث يمكن للأسر الفقيرة أن تأخذ احتياجاتها الغذائية على مدار الشهر منه دون الحاجة لدفع أي مبلغ من المال.
يذكر أن عام2000 شارك الأردن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتزامه بميثاق 'أهداف الألفية' التي تقضي بتخفيض نسبة الجوع إلى النصف بحلول عام2015 ، وتعد هذه المبادرة بشراكة التحالف الوطني لمكافحة الجوع (نجمة) مع تكية أم علي خطوة على طريق تحقيق أكثر من مقتضى هذا الالتزام، عبر مواجهة هذه المشكلة بجدية ومنهجية تنتهي بتوفير المعونة الغذائية لجميع الأسر المستحقة ضمن إطار معايير هذا البرنامج.
يشار الى ان التكية مؤسسة أردنية خيرية رائدة على مستوى الشرق الأوسط بتخصصها في مكافحة الجوع وقد أسستها سمو الأميرة هيا بنت الحسين عام2003، تخليداً لذكرى والدتها المغفور لها بإذن الله، جلالة الملكة علياء الحسين، لتعنى بالعمل الخيري والتطوعي وتكون منبراً يلتجيء إليه الفقراء.
وتخدم التكية أهدافاً سامية أهمها تحقيق الأمن الغذائي للفئات الأشد فقراً في المجتمع عبر تقديم الدعم سواء الغذائي المباشر أو المستدام لها من خلال فريق عمل مؤهل و مؤمن برسالتها وعبر أسلوب عمل يعتمد الجدية والتجديد وقد أقامت التكية شراكات حقيقية مع مؤسسات المجتمع المدني تسودها روح التكافل والمسؤولية المجتمعية.
مثلما اطلقت التكية ومن أجل توفير حلول مستدامة وجذرية في مكافحة الفقر مفهوماً رائداً يقوم على مبدأ (شركات لمكافحة الجوع) مثل (مضياف) و (مشاوير)، لتقوم هذه الشركات الخيرية على استحداث فرص عمل لأفراد الأسر المحتاجة، علماً بأن ريع هذه الفرص يستخدم لإطعام العائلات المحرومة أو لخلق المزيد من فرص العمل.