أبو الغور مع أصدقائه في شركة بابونج
«منذ البداية كنت أبحث عن الحرية وعن عملي الخاص في المجال الذي أحب، لذا بدا لي أن الوقوف عند أي نقطة والرضا بها قبل تحقيق مبتغاي ضرب من الجنون».
قالها أبو الغور لـ«كسرة» شارحاً السبب الذي جعله يترك أصدقاءه الذين بدأ مشواره معهم في «فوق السادة».
واستذكر الكوميديان الشاب ذو الـ 28 عاماً، بداية مشواره التي تحدى فيها كل من حوله، خصوصاً وقد كان وضعه مثالياً لشاب أردني في بداية مشواره، فعمله في المجال الذي درسه «نظم المعلومات الحاسوبية»، كان موجوداً، ووضعه المادي قريب من الاستقرار.
«عائلتي كانت أول من وقف ضد خطوة ابتعادي عن عملي، رغم دعمهم لي في المجال الذي أحب».
قالها أبو الغور- كما طلب من «كسرة» مناداته- وهو يتذكّر أيضاً «مديره» في عمله السابق، الذي تحدث إليه بطريقة ملؤها الاستهزاء حين علم أنه ينوي فعلاً ترك وظيفة ليبدأ «عملاً حراً غير محسوب النتائج مع فوق السادة».
استقرت الحال بالكوميديان الأردني الشاب المعروف بـ«أبو الغور» بأن يؤسس مجموعة جديدة من الشباب الشغوف بما يعرف بالـ «ستاند اب كوميدي» أو «Standup Comedy» ليقول كلمته مرة جديدة «أنا يوتيوبر، ولن أقبل القولبة بأي وسيلة تقليدية تحت أي ظرف من الظروف».
أحمد غانم، والذي يعتبر أول «ستاند اب كوميدي» في الأردن، استضاف «كسرة» في مكتب شركته الجديدة «بابونج» والتي أسماها كذلك تيمّناً بالنبتة المعروفة بتهدئة الأعصاب، كما قال في حديثه المطول مع «كسرة».
المكتب يبدو مريحاً، وفيه الكثير من التنظيم الذي لم يكن ليتسق مع وجود أربعة شبان في مكتب للعمل فقط، ليشعر الداخل إليه بحب أحمد غانم أو «أبو الغور» ورفاقه أحمد سرور، ومجد عيد ومحمد عساف، لما يقومون به من إعداد لقناة «بابونج» على منصتهم الأولى «يوتيوب».
بدون تفكير..
* كسرة: أحمد غانم لو لم يكن اليوتيوب موجوداً.. أين ستكون؟
– أحاول إطلاق موقعي الإلكتروني.. بينما أكون قد تطورت بعملي في مجال الحاسوب.. قد أكون «technical supporter» مثلاً !
* كسرة: لو عاد الزمن بك.. ما الفرصة التي لن تضيّعها؟
– أن أكمل دراساتي العليا في الخارج.
* كسرة: أين يريد أحمد غانم أن يكون بعد 5 سنوات؟
– منتشراً في الوطن العربي وعلى شاشاته جميعاً.. وعندها إما أكون أنا قد تفوّقت أو تعود الدراما الأردنية إلى ألقها..
* كسرة: متى قال أحمد غانم نقطة وسطر جديد؟
– حين غيرت مجال عملي..
* كسرة: من هو الجيل الذي تشعره الأكثر مشاهدة لك؟
– وفقا للبيانات التي درستها سابقاً.. هم جيل الثمانينيات.. الأكبر والأصغر لا يكرهونني ولكنهم لا يتابعونني بالدرجة ذاتها.
* كسرة: معجب لن تنساه؟
– هما اثنين بصراحة: الأول هو شاب كان الأول الذي يطلب أن يتصوّر معي في بداية عملي على برنامج اليوتيوب مع فوق السادة، فكان أول شخص يشعرني بأنني وصلته فعلاً.
الثاني كان طفلاً ومنذ فترة قريبة، فقد جاء مع والده ليتصور معي، وحين اتخذنا وضعية التصوير لم تسعف والده بطارية موبايله، فذهب للأم ليصوّرنا بهاتفها، وحين اتخذنا الوضعية مجدداً وجد ذاكرة الموبايل مليئة.. حينها أكّدت للطفل أننا لن نبتعد عن المنطقة حتى يشحن والده هاتفه أو تعالج الأم مشكلة الذاكرة.
مشينا ومعي شبان من أصدقائي في شارع المدينة المنورة.. ونسيت الموضوع وإذا بسيارة يفتح بابها ويقفز طفل، فتوقفت السيارة.. الطفل كان حاملاً للجهازين معاً ونزل والده لتصويرنا رغم أن السيارة كانت وسط الشارع .. هذا الطفل لا أظنني سأنساه!
فلاش باك !..
الفكرة لدى أبو الغور، بدأت بأن ينشئ موقعاً الكترونياً يملؤه بالمحتوى الذي يريد، والذي يعتمد بصورة أساسية على الفيديوهات، خصوصاً وأن الفكرة كانت عام 2011، تزامناً وإطلاق دراسة تؤكد أن المحتوى العربي في العالم لا يتجاوز الـ 5%.
اجتمع مع أصدقائه في فريق فوق السادة، وبدؤوا تصوير حلقاتهم في عطل نهاية الأسبوع، إذ كانوا ما يزالون في أعمالهم ووظائفهم، فخرج البرنامج على اليوتيوب، وبدأ يحقق انتشاراً حقيقياً.
أبو الغور اليوم، أسرّ لـ «كسرة» بخوفه في بداية المشروع، والذي كان يخفيه عن عيون الآخرين، فقد كان أول صاحب برنامج على «يوتيوب» في الأردن، لذا كان يشعر أن نسبة المخاطرة أكبر بكثير مما تبدو عليه، «كنت أحسّ أن شعرة تفصل بين أن يحبّني المشاهدون، أو يشعروا أن دمّي ثقيل عليهم».
«أهلي حذّروني أن الإعلام الحديث لا سوق له في ذلك الوقت.. كنت أكابر.. ولكني فعلياً كنت أعلم أني أخوض مغامرة»..
وأضاف:
«كنت أدرك جيداً أنني أنتقد المجتمع.. وهو ما قد يرفضه كثيرون.. ثم جاء الربيع العربي ليفتح أمامنا المجال واسعاً ويعطينا هامشاً من الحرية».
الحلقات اليوتيوبية التي كان فريق «فوق السادة» يؤديها مع أبو الغور، كانت في مجملها تنتقد بعض الممارسات المجتمعية، بطريقة كوميدية مضحكة، ولكنها غير مبتذلة.
فيديوهات «فوق السادة»، التي وصلت إلى نحو 90 حلقة، ظلّت حتى بداية عام 2013، العنوان الأبرز للكوميديا الملتزمة والعائلية، الأمر الذي يتحدث عنه أبو الغور كفكرة جماعية، كان قد اتفق عليها الفريق في ذلك الوقت، واستمرّ عن نفسه فيها بأن «لا أبثّ حلقة فيها ما لا أرضى أن تحضره عائلتي».
بعد «فوق السادة» بدأ أبو الغور شركة بابونج وحده، ليطلق عبرها كوميدياه « البرنامج القوي » بموسميه الأول والثاني، ثم ليبدأ خطة الشركة الجديدة.
وللاسم حكاية!
اسم «أبو الغور»، لم يكن صدفة بالنسبة لأحمد غانم، فقد كبر وترعرع معه، كون لديه بشرة سمراء، كتلك التي يمتلكها من يقطنون في غور الأردن، لانخفاض المنطقة وحرارتها العالية.
الشاب المرح قال لـ«كسرة» إن الاسم ما كان «محض صدفة» بالنسبة إليه، ليبدو كأنه تحويل لكنية كانت تلازمه في صغره- وقد تكون «غير مستحبة» له كطفل يحب أن ينادى باسمه- إلى اسم فني يحبّه فيه الناس، ويستمتع هو بأن ينادى به.. خصوصاً وأن «أبو الغور» اليوم له دلالة انتشارية في عقله وقلبه، تشير إلى أن من يستخدمه يتابع كوميدياه.أبو الغور الصغير
بابونج.. بلا «بابونج»!!
شركة بابونج التي أسسها أحمد غانم، بتمويل شخصي منه ودعم من شركة زين للاتصالات، كونه وجهها الإعلامي، كان غريباً حين فكّرت «كسرة» في أن تشرب «بابونج» فعليّ فلم تجده بين المشروبات المعتمدة لدى الشباب، وهي الفكرة التي أضحكت الجميع، فقرّروا أن تكون أول خطوة بعد مقابلة «كسرة» أن يعتمدوه كمشروب ويملؤوا به وبنبتة البابونج المكتب..
الشركة اليوم تسعى لتقديم 6 برامج أولها برنامج ستاند آب كوميدي لأبو الغور ذاته بعنوان «أبو الغور Show»، والذي سيكون كوميدياً اجتماعياً ساخراً بشكل جديد، والثاني «بخ مباشر»، والذي سيكون مسلسلاً سياسياً اجتماعياً، تقديم أحمد سرور وسيكون بطريقة مختلفة، والثالث «ME Sport» تقديم مجد عيد، وهو برنامج لتحدي البلاي ستيشن مع المشاهير، والرابع «بدون بصل» الذي سيقدمه محمد عساف ويوضح فيه طرق طبخات للشباب العازبين، والخامس «أفلا تعقلون» تقديم عامر جبريل، وهو برنامج ديني يخاطب الشباب ويتحدث عن فلسفة الدين، والسادس «خمسة باليد واحد» برنامج كوميدي اجتماعي ساخر.
لمين بتحكي؟:
– آسف
– كثيرون صراحة.. ولكن إن كان ولا بد فسأقولها لأهلي.. فهم من يقلق ويتوتر من أجل نجاحي وراحتي.
-حياتي من غيرك كانت أحسن
– شو صعبة !! بس ممكن نقول للموبايل.
-رجعلي اللي أخدته مني
– زميلي محمد عساف.. أخذ مني 6 ليرات عند المدرج الروماني.. بدي ياهم وليرات فرط
– خليني معك على طول
– فريق الشباب العامل معي في بابونج.. (وأضاف مازحاً) ع الأقل للمرحلة الحالية!
* كسرة: ما هي قصة الفتيات وحبهن لأبو الغور؟
وهنا أحمد غانم ضحك مطوّلاً، ثم ثمّن محبة متابعاته من الفتيات.. والشباب، وأكد أن متابعتهن له لا تزعجه بتاتاً..