قال الكاتب الدكتور والباحث القطري محمد صالح المسفر الثلاثاء٬ إن السودان والأردن أمانة في أعناق أهل الخليج٬ مطالباً بسرعة استقطابهما إلى الخليج العربي.
وكتب المسفر مقالاً في صحيفة ‘الشرق’ القطرية تحت عنوان ‘الأردن والسودان أْولى بالرعاية الخليجية’ قال فيها: ناول كاتب هذه السطور العلاقات الأردنية الخليجية في أكثر من مناسبة٬ وتحّدث٬ في عدة مناسبات إعلامية٬ يحض دول مجلس التعاون على استقطاب الأردن إلى جانبها٬ فهو٬ أعني الأردن٬ إن وعد أوفى بوعده٬ وإن قاتل دفاعاً عن الخليج أخلص وقّدم الضحايا٬ دفاعاً عن الخليج٬ ولست في حاجة لضرب أمثلة على ذلك٬ فالتاريخ شاهد٬ وإذا صادق أخلص في صداقته٬ فلماذا
يشيح قادة مجلس التعاون بوجوههم عن الأردن؟ ‘.
تالياً نص المقال:
لا أستطيع التعبير عن فرحتي باهتمام دول مجلس التعاون الخليجي بشأن مصر العزيزة٬ وإغداق المال على خزينتها من أجل رفاهة شعب مصر العظيم٬ فمصر العروبة لا غنى للعرب عن جندها٬ ولا عن جغرافيتها.
أعلنت المملكة العربية السعودية٬ الأسبوع الماضي٬ عن الإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لخمس سنوات.
والمعروف أن مصر تنتج من البترول أكثر من 690 ألف برميل يومياً٬ وتنتج من البوتاجاز 2.5 مليون طن٬ ومكثفات 30 مليون برميل سنوياً٬ (تقرير الهيئة العامة للبترول ٬(2015 ومن الغاز الطبيعي 4.526 مليون قدم مكعب يومياً٬ وتصّدر الغاز إلى الأردن وإسرائيل٬ ما يعني أن مصر لا تحتاج إلى بترول وغاز من خارج حدودها.
أمر الملك سلمان بن عبد العزيز بزيادة الاستثمارات السعودية في مصر على 30 مليار ریال سعودي (8 مليارات دولار)٬ وقد أعلن ولي ولي العهد السعودي٬ الأمير محمد بن سلمان٬ ذلك في اجتماع ‘مجلس التنسيق السعودي المصري’ في القاهرة الأسبوع الماضي.
والكل يعرف أن مجموعة من دول الخليج العربية أعطت مصر دعماً مالياً تجاوز 20 مليار دولار٬ وتقول رواية أخرى إن نظام حاكم مصر٬ الجنرال عبد الفتاح السيسي٬ حصل على 50 مليار دولار٬ عندما تم إسقاط نظام رئيس الجمهورية المنتخب٬ الدكتور محمد مرسي٬ وتبرعت السعودية بمفردها بدفع 4 مليارات دولار ودائع ومشروعات استثمارية في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس الماضي٬ وفعلاً سددت السعودية نصف المبلغ المشار إليه.
في مقابل ذلك العطاء السخي من دول الخليج للنظام المصري٬ بقيادة الجنرال السيسي٬ ماذا قدمت مصر لدول الخليج العربية؟
المعلومات المتوفرة لكل باحث عن الحقيقة في العلاقات المصرية ــ الخليجية٬ أن مصر تخّلت عن وعودها في نصرة ‘عاصفة الحزم’ عملياً٬ وأنها تصّف في الجانب الآخر من القضية السورية المخالف لموقف الدول الخليجية٬ وأنها سكتت عن التدخل الروسي المسلح في سوريا ضد المعارضة السورية التي تناضل من أجل إطاحة نظام بشار الأسد الذي استخدم أسلحة محّرمة ضد الشعب السوري الشقيق٬ وما برحت تحاصر قطاع غزة مع إسرائيل٬ بل إنها عملت على تغيير معالم الطبيعة بين فلسطين ومصر عن طريق حفر قناة بحرية لإلحاق الضرر بالمياه الجوفية لقطاع غزة٬ وإلحاق الأضرار بالأراضي الزراعية الفلسطينية.
ولّما كان الصمت موقفها من التدخل الروسي المسلح في سوريا٬ والصمت علامة الرضا٬ فإن ذلك يعني تأييد الموقف الإيراني في سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين والكويت٬ بصرف النظر عن بيانات صحفية تصدر من مصر خلافاً لذلك.
تناول كاتب هذه السطور العلاقات الأردنية الخليجية في أكثر من مناسبة٬ وتحّدث٬ في عدة مناسبات إعلامية٬ يحض دول مجلس التعاون على استقطاب الأردن إلى جانبها٬ فهو٬ أعني الأردن٬ إن وعد أوفى بوعده٬ وإن قاتل دفاعاً عن الخليج أخلص وقّدم الضحايا٬ دفاعاً عن الخليج٬ ولست في حاجة لضرب أمثلة على ذلك٬ فالتاريخ شاهد٬ وإذا صادق أخلص في صداقته٬ فلماذا يشيح قادة مجلس التعاون بوجوههم عن الأردن؟ لماذا يجعلونه فريسة لأعداء الخليج العربي٬ ويسهلون استقطابه من
غيرهم؟ ليست مصر العزيزة علينا جميعاً في حاجة إلى نفط وغاز٬ كما أشرنا٬ والأردن العزيز في حاجة إلى النفط ومشتقاته٬ ولم تشمله قياداتنا بالرعاية في هذا المجال.
الاستثمار في الأردن واعد٬ وأرضه خصبة٬ ورجاله فاعلون في كل مجال.
نريد٬ نحن الشعب٬ في الخليج العربي٬ أن نعرف العلاقات التي تجعلكم تغدقون على مصر٬ وهي أغنى من الأردن٬ وتشّحون على أهل الأردن الشجعان٬ وهم في حاجة٬ ولم يترّددوا لحظة في الاستجابة لندائنا في الأزمات. صارحونا٬ يا حكامنا الميامين٬
لنصادق من تصادقون٬ ونعادي من تعادون.
الأردن٬ من أوائل من استجاب لدعوة إنشاء ‘تحالف عسكري إسلامي ضد الإرهاب’٬ وهو الذي يقف على تخوم دائرة الإرهاب بكل ألوانه وأصنافه في العراق وسوريا وإسرائيل٬ وعبر البحر الأحمر إلى اليمن والخليج٬ إنه يقع في مثلث الرعب٬ فهل أنتم٬ يا قادتنا٬ تدركون أهمية الموقع الأردني٬ وقدرة رجاله على التصدي والتحدي لكل المخاطر التي تترّبص بنا في الخليج والجزيرة العربية.
والسودان الشقيق أيضا٬ يعاني من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا في زمن الرئيس بيل كلينتون عام ٬1997 بذريعة أن النظام فيه مقّيد للحريات العامة٬ ومؤّيد للإرهاب٬ وغير ديمقراطي٬ فحوصر السودان٬ وأسهم كل العرب في حصاره٬
استجابة للقرار الأميركي.
وسؤالي اليوم إلى العرب٬ خصوصاً الذين استجابوا للقرار الأمريكي٬َمن أكثر دكتاتورية اليوم٬ وقاتل شعبه بجميع أنواع الأسلحة٬ وشّرده إلى خارج الحدود٬ أليس بشار الأسد الذي تعينه روسيا والصين وإيران وبعض الدول العربية بالصمت عن جرائمه٬ أو الرئيس السوداني عمر البشير؟ من هو المضطهد مانع الحريات العامة٬ وفي سجونه أكثر من 50 ألف معتقل من كل طوائف الشعب المصري الرافضين نظامه٬ عبد الفتاح السيسي أو البشير؟
يدفع المواطن السوداني الثمن اليوم٬ ولا معين له إلا الله٬ لكن الله يمهل ولا يهمل. وقف نظام البشير بكل قوته مع قضايا أمته العربية٬ فهو ضد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين٬ خصوصا على غزة٬ والعدوان على لبنان. واليوم يقف جيشه جنباً إلى جنب٬ في حرب عاصفة الحزم٬ واستشهد منهم رجال سيخّلدهم التاريخ. وهو اليوم يؤيد بكل قوة الدعوة التي أطلقتها السعودية يتمنى المواطن العربي رفع الحصار عن السودان عربياً٬ والاندفاع نحو مساعدته٬ للخروج من الضائقة الاقتصادية٬ استثماراً لتشكيل ‘التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب’٬ وهو صادق في قوله. وودائع مصرفية٬ ولا نقول هبات.