آخر الأخبار
  صحيفة: إسرائيل تواصلت مع الأسد عبر واتساب   الأمن العام: إلقاء القبض على أربعة أشخاص قاموا بالاعتداء على سائق مركبة وتحطيم مركبته بمحافظة إربد   إعلام لبناني: توقيف حفيدة رفعت الأسد ووالدتها بمطار بيروت   السفارة الصينية في الأردن: تمديد تخفيض رسوم تأشيرة الدخول للصين   محافظ دمشق: لا نعادي الاحتلال الإسرائيلي   الافتاء": المساعدات المقدمة الى غزة الاسبوع الماضي تجاوزت الـ 2 مليون دينار   تحويل السير اثر حادث تصادم بين 4 سيارات بنفق صويلح   كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن بدءا من اليوم   خبير اجتماعي: مليون عامل أردني بلا حماية   تصريح رسمي حول انتشار الانفلونزا في الأردن   سوريا .. تصفية شجاع العلي المشتبه بتورطه في جرائم مسلحة   خطة أمنية شاملة خلال فترة امتحانات الثانوية العامة   مهم من وزارة العمل حول أخر يوم للإجراءات التنظيمية للعمالة الوافدة   مراكز الإصلاح تُمكّن أحد نزلائها من اجتياز متطلبات الماجستير   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الشوابكة   "جمعية البنوك الاردنية" تبشر الاردنيين بخصوص أسعار الفائدة للعام القادم   أمطار قادمة للمملكة في هذا الموعد!   الأردن يرفض اقتحام وزير أمن الاحتلال للمسجد الاقصى   النائب عطية يسأل الحكومة عن هرب 13 ألف عاملة منزل   الضريبة تدعو الأردنيين لتقديم طلبات التسوية.. وتعلن السبت دوام رسمي

المليونيرة النصّابة جمعت الملايين «بباروكة» شقراء وعينين خضراوين!

{clean_title}
شعر أشقر وعينان خضراوان وكمية من مساحيق التجميل، كانت كفيلة بأن تسهل لها مهمتها في الثراء السريع، بعد حياة حافلة بالمعاناة، لتنجح في سنوات قليلة في أن تجمع أكثر من عشرة ملايين جنيه، غير أنها لم تنعم كثيراً بمظاهر العز التي طرأت عليها، بحيث سقطت في قبضة رجال الشرطة كمتهمة في العديد من قضايا النصب.

سعادة وقتية
في محافظة الإسكندرية في مصر كانت بداية مديحة م، حيث ولدت وصارت عروساً قدمها أهلها لأول رجل طرق بابهم، لتعيش في سعادة وقتية مع العريس الذي كان نِعم الاختيار، بعدما أنعم الله عليها ومنحها كل ما حُرمت منه في منزل أسرتها.
سارت الحياة هادئة لا يعكر صفوها شيء، ورزقت مديحة بخمسة أولاد كانوا مصدر السعادة لها قبل زوجها، حتى جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ومرض الزوج، وأصبح قعيد الفراش لا يقوى على الحركة والعمل.

الديون
اسودَّت الدنيا في وجه المرأة وأخذت تغلق الأبواب واحداً تلو الآخر في وجهها، حيث لم يلبث الزوج أن فارق الحياة، وتاركاً لها حملاً ثقيلاً لم تقوَ على حمله بمفردها. لم تجد مديحة أمامها سوى افتتاح محل لبيع الملابس في محافظة الإسكندرية، لكن الأمور لم تسر على النحو الذي خططت له، فوجدت الديون تُثقلها بعدما فشلت في تصريف البضاعة التي اشترتها، إذ لم تكن المرأة بحنكة زوجها في مجال التجارة.

أحكام الحبس
أصبحت مديحة مهددة بالحبس بين لحظة وأخرى، بعدما حصل بعض التجار على أحكام ضدها بالسجن في قضايا إيصالات أمانة أو شيكات من دون رصيد، الأمر الذي جعلها تشعر بأن النهاية قد اقتربت لا محالة. حالة من اليأس انتابت مديحة، لكنها لم تلبث طويلاً حتى توصلت إلى ما وجدته حلاً سحرياً لكل مشاكلها، وعلاجاً للديون التي تتراكم عليها يوماً تلو الآخر.

النصب
لم يكن هذا الحل سوى النصب على الضحايا من كبار السن، بعدما وجدت فيهم ملاذاً لسد ديونها، من خلال خطة أجادت رسمها قبل تنفيذها باقتدار، لتجد في الأمر سهولة جعلتها تكرر جريمتها. باروكة شقراء وعدسات لاصقة خضراء وكمية كبيرة من مساحيق التجميل، كانت تلك الأدوات التي اعتمدت عليها مديحة في الإيقاع بضحاياها، بعدما حولتها تلك الأشياء الى امرأة يصعب الشك فيها.
موظفة في أحد البنوك الحكومية الشهيرة تتولى مسؤولية الإجراءات الخاصة بأصحاب المعاشات، صفة انتحلتها مديحة لتتمكن من خداع ضحاياها الذين نجحت في اختيارهم باقتدار حتى تكون مهمتها سهلة.

مستحقات وهمية
لم تكن مديحة تختار سوى من تجاوزت أعمارهم السبعين ويعيشون بمفردهم، تذهب إليهم بعد أن تحصل على بياناتهم بطرق ملتوية من هيئة التأمينات، تقنعهم بأن لديهم متجمدَ معاشٍ في البنك الذي تعمل فيه، وعليهم فتح حساب ليتمكنوا من الحصول على ما لهم من مستحقات.
حسين كان أول الضحايا الذين وقع عليهم الاختيار، رجل يبلغ من العمر 87 عاماً، سافر ابنه الوحيد منذ 40 عاماً للعمل في الخارج ولم يعد بعد أن استقر وتزوج في إحدى الدول الأوروبية.

الجريمة الأولى
ذهبت مديحة الى الرجل وهي ترتدي ملابس النصب توهمه بأن لديه متجمداً في البنك يتجاوز المئة ألف جنيه، وكي يحصل عليه، يجب أن يفتح حساباً بنصف قيمة المبلغ، وهو ما يصدقه الرجل فيذهب برفقتها إلى البنك الخاص به، ويسحب 50 ألف جنيه ويستقل سيارتها لتدخل به البنك، وتطالبه بالانتظار حتى تنهي إجراءات فتح الحساب، ووسط دعوات الرجل لها تلوذ بالفرار.
ينتظر حسين ويطول انتظاره من دون أن تعود المرأة، ليكتشف مع موعد إغلاق البنك أنه وقع ضحية لامرأة نصابة نجحت في خداعه باقتدار، فيتحول الدعاء لها بالدعاء عليها ودموعه تنهمر من غدر البشر، وينتهي به الحال بتحرير محضر بالواقعة من دون أن يتمكن رجال الشرطة من الوصول إلى المتهمة. أدمنت مديحة النصب بعدما سهّل لها سداد كل ما عليها من ديون، وكثر عدد ضحاياها، فمن لا تحصل منه على أموال، تتحصل على مشغولاته الذهبية لتتنوع الضحايا ما بين رجال ونساء.

الحصيلة
نجحت مديحة في شراء أربع وحدات سكنية في أحياء راقية في الإسكندرية من مدخرات جرائمها، لكنها اتخذت قرارها قبل أن تسقط في قبضة رجال الشرطة. لم يكن القرار بالتوبة، بل بتغيير مكان الجريمة، حيث انتقلت للإقامة في القاهرة لتبحث هناك عن ضحايا جدد.
اختارت مديحة حي مصر الجديدة الراقي الممتلئ بنسبة كبيرة من كبار السن، وراحت تتحرى لتحسن اختيار الضحايا واحداً تلو الآخر، حتى فاقت ثروتها أكثر من عشرة ملايين جنيه.

النهاية
استمرت مديحة في خطتها بعد أن أغرتها الأموال التي تتحصل عليها جراء ما تفعله، حتى كانت نهايتها على يد أحد العجائز، وكان الضحية الأخيرة لها، حيث كررت معه السيناريو نفسه، وعند وصولها الى البنك طلبت منه النزول من السيارة أمام البنك وانتظارها في الداخل حتى تتمكن من إيجاد مكان لركن سيارتها. وبالفعل صدق الرجل بعدما ترك بصحبتها مبلغ 100 ألف جنيه لتلوذ بالفرار.
لكن الرجل نجح في التقاط أرقام سيارة المرأة قبل أن تختفي ليقدمها الى رجال الشرطة، الذين نجحوا في التوصل اليها، وكشف لغز عشرات الجرائم التي ارتُكبت للنصب على العديد من كبار السن في القاهرة والإسكندرية.
عثر رجال الشرطة مع مديحة على عقود تمليك أربع وحدات سكنية وسيارة وكمية كبيرة من المشغولات الذهبية، إلى جانب رصيد بالملايين في البنك... كل هذا تحصلت عليه بشعر أشقر وعينين خضراوين أوهمت بهما الضحايا أنها من طبقة راقية، لتكون نهاية مديحة المرأة التي أضاعها ذكاؤها الشرير وشرّد أطفالها الخمسة.