في لحظة مأسوية... قتل فراس ابن الـ22 عاماً على يد صديقه المقرّب!
لم ينتظر الموت فراس عيد كي يعيّد مع أهله غداً، فسارع إلى خطفه من وسط أحبابه صباح اليوم، بطلقة نارية عن طريق الخطأ أصابت عنقه وأردته على الفور.
ابن بلدة دير عمار كان يهوى الصيد حتى الموت فكتبت نهايته في المكان الذي أحبّ، على يد صديقه بعد أن "هوت رجله وهو يحمل بندقية، وقع ارضاً خرجت طلقة منها، لتكتب نهاية شاب وبداية مأساة عائلة وبلدة فجعت بالخبر"، بحسب ما قاله رئيس بلدية دير عمار خالد الدهيبي لـ"النهار".
كلام الدهيبي أكده مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" حيث شرح انه "عند الساعة السابعة والربع صباحاً وفي المنطقة الواقعة بين البداوي ومجدليا العقارية وقع الحادث، كان فراس مع رفيقيه في رحلة صيد، انزلق صديقه الذي كان يقف في مكان مرتفع قليلاً عن عيد، كان اصبعه على الزناد والبارودة موجهة على رقبة صديقه، هذا حديث الشهود"، و أضاف: "سنسلم الجثة الى الأهل لدفنها اليوم على ان نتوسع في التحقيق".
غدر القدر
سلّم صديق الضحية نفسه إلى القوى الأمنية، والبارودة كذلك، ولفت الدهيبي: " كنت معه حين سلّم نفسه، كان متأثراً جداً بما حدث، بكى في النظارة، كيف لا والقتيل صديقه، الذي تبادل واياه السهر والرحلات، الضحك والأحزان، من دون ان يتوقع يوماً أن يكون فراس سبباً لحزن عميق سيرافقه طوال العمر بعد ان غدر بهما القدر فكتب نهاية عيد على يده ليجعل منه قاتلاً من دون ان يستشيره ".
الرقم واحد
لم ينه عيد علمه، عمل مع والده في مجال التبليط وبحسب أحد جيرانه " كان مرحاً وبشوشاً إلى أبعد الحدود يحب الجميع، الصيد الرقم واحد في حياته، يذهب اليه بشكل شبه يومي، أصدقاؤه المقربون من هواة الصيد كذلك، آخر مرة التقيته كانت في الأمس، كنا كل واحد بسيارته، سألني ان انهيت دراستي أجبته نعم وأبحث عن عروس، فمازحني قائلاً: إذا كان لديك الكثير من الأموال نبحث عن "عروستين" واحدة لي والأخرى لك"، وعن صديق الضحية علّق: " شاب خلوق لا يفتعل مشاكل، يعمل مزارعاً ولديه دكان سكاكر في البلدة، حزنت كثيراً على الاثنين، فراس انتهى عمره، وصديقه غُرزت شوكة ألم في قلبه حتى مماته".
الرحلة الأخيرة
نقلت جثة عيد ابن الـ22 عاماً الى مستشفى البداوي، قبل أن تدفن ظهر اليوم، وقبل أن يكمل عيد أحلامه. يشرح أحد أصدقائه: " وقع الخبر كالصاعقة على البلدة، رحل الشاب الطموح، الذي كان ينظر للحياة بتفاؤل كبير فغار الموت وخطفه منها. خطف خيرة شباب دير عمار الذي أحبّ الناس فبادلوه محبتهم، كان حنوناً ذا شخصية قوية، يحرص على ان يكون من معه فرحاً، فاعل خير لا يستطيع ان يرى فقيراً ولا يقدم له مساعدة"، وأضاف: " لم يحب فراس الصيد بل عشقه، وكان يعمل على الارتماء في أحضانه مرات عدة في الأسبوع".
الاسبوع الماضي سبق محمد عواضة، فراس، فتوفي بطلق ناري عن طريق الخطأ في رحلة صيد في الأحراش المواجهة لبلدة بدادون في قضاء عاليه، لتضاف ارقام جديدة الى عداد الموت لشباب اثناء ممارستهم هوايتم !