أخبرتها غريزتها أنه ليس ابنها فماذا كشف الحمض النووي؟
ادعى رجل بريطاني أن طفله حديث الولادة، خطف على يد موظفين في مستشفى خاص في السلفادور، يتعاملون مع عصابات تجار البشر. وكان ريتشارد كشورث وزوجته مرسيدس كاسينليز، قد استقبلا ابنهما الوليد في مستشفى في سان سلفادور في مايو من هذا العام، لكنهما لاحظا على الفور أن شيئاً ما كان غير طبيعي.
وبحسب صحيفة "ديلي مايل"، فإن الزوجين اللذين يعيشان في دالاس، تكساس، كانا قد سافرا إلى العاصمة سان سلفادور، لتضع السيدة مولودها في وطنها الأم.
وتقول مرسيدس إنها لاحظت أن الطفل الذي سلمه لها موظفو المستشفى، كان لونه أغمق مما تذكره عند الولادة، لكنهم أقنعوها بأنها مخطئة.
وكشفت التحقيقات التي جرت أن جميع الأطفال الآخرين الذين ولدوا في المستشفى في اليوم نفسه، مع آبائهم الحقيقيين، مما عزز شكوك العائلة بشأن الاختطاف، وأن ما جرى لم يكن مجرد استبدال طفل بآخر نتيجة لخطأ عادي.
وفي مقابلة عاطفية مع محطة تلفزيون محلية، قالت السيدة مرسيدس باكية بحسب ما نقل موقع العربي الجديد: "لم نكن قادرين على النوم ونحن نفكر أين هو؟ وما الذي أصابه؟". "نريد منهم فقط أن يعيدوا لنا ابننا مرة أخرى"، قال ريتشارد الذي التقى زوجته عندما كان يعمل في السلفادور، وأضاف: "إنه وضع فظيع. لدي طفل، ولا أعرف أين هو".
وأكمل: "أخذ شخص طفلي وليس لدي أي فكرة عن مكانه، من يعتني به؟ ما الذي حدث له؟ هل ما يزال في هذا البلد؟ إنه أمر فظيع..في بعض الأحيان أحاول عدم التفكير في هذا الأمر لأنه مخيف جداً".
وألقي القبض على طبيب التوليد وأمراض النساء أليخاندرو غويدز، بعد اتهام العائلة له بتدبيره هذه المؤامرة، وفقاً لمحاميهم فرانسيسكو مينيسيس. وقالت مرسيدس إن طبيبها ومذ كانت في الشهر الخامس من حملها، ظل يخبرها مراراً وتكراراً أن طفلها سيكون من ذوي البشرة الداكنة، على الرغم من أن والده أبيض.
وقالت: "بدا كلامه غريباً جداً. كيف له أن يعلم ذلك عبر مسح الموجات فوق الصوتية، أظن أنه كان يخطط لذلك"، وتذكر ولادة طفلها قائلة: "كنت متوترة جداً في البداية لأن الطفل استغرق بعض الوقت لبدء التنفس، ولكني بعد ذلك حملته وأتذكر جيداً أنه كان يشبه زوجي.. وعندما رأيت أعضاءه التناسلية كانت وردية اللون".
وتابعت الأم قصتها: "جاء طبيب التخدير، وقال لي إني كنت متوترة جداً وسيعطيني جرعة لمساعدتي على النوم. بعد ذلك لا أتذكر أي شيء، حتى استيقظت في صباح اليوم التالي عندما بدأوا بجلب الأطفال إلى أمهاتهم، وعندما أعطوني وليدي لاحظت على الفور أنه كان مختلفاً جداً، وعندما غيرت ملابسه، لاحظت أن أعضاءه التناسلية كانت داكنة فأخبرت الممرضة بذلك.. لكنها جاوبتني أن الأمر طبيعي.
تؤكد مرسيدس أن الصور التي التقطت لابنها بعد الولادة مباشرة، تثبت أن الطفل كان أبيض البشرة. ورغم شكوكهما الكبيرة عاد الزوجان إلى تكساس، ومع مرور الوقت بدأت الأسرة والأصدقاء يلاحظون أن لون الطفل أكثر قتامة من والديه وأنه لا يشبههما.
وقالت مرسيدس "كنت ألتقط له الصور وأضعها بجانب صورنا، في محاولة للعثور على ملمح واحد فيه يشبهنا. ظللت أحاول أن أقنع نفسي أنه ابننا حقا، وأننا بمرور الوقت سنبدأ في رؤية التشابه...ولكن غريزة الأمومة داخلي ظلت تخبرني عكس ذلك".
كان قد مضى على الولادة ثلاثة أشهر، عندما وجد الزوجان ما يكفي من الشجاعة لإجراء اختبار الحمض النووي، وجاءت نتيجة احتمال كون هذا الطفل ابنهما هي 0%. فهرع الزوجان اليائسان إلى السلفادور للبحث عن ابنهما الحقيقي.
رفضت إدارة مستشفى San Salvador's Ginecologio، الذي يعد أفضل مستشفى خاص في البلاد، اتهامات الوالدين، متذرعة بالمعايير الدقيقة والصارمة التي يتبعونها. ولكن بعد اعتقال الطبيب، والضجة الإعلامية التي أثارتها القصة أمرت إدارة المستشفى بفتح تحقيق داخلي، ووعدت بتصحيح الوضع.
كما أمر النائب العام للبلاد بفتحق تحقيق جنائي في قضية اختفاء الطفل، وسط تقارير عن عصابة الاتجار بالبشر، بقيادة الدكتور غيدو، ظلت تعمل داخل المستشفى. وقالت السيدة مرسيدس: "أريد منه أن يعيد لي طفلي. أن أعرف أنه لم يهرب خارج البلاد، أو لم ترتكب بحقه جريمة أخرى".
كما أكد الزوجان أنه إذا لم يعثر على العائلة الحقيقية للطفل الذي يربيانه، فسيعملان على تبنيه: "سنعتني به، وعلى الرغم من أننا نعرف انه ليس ابننا البيولوجي، لكننا لا نزال نحبه".