آخر الأخبار
  تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت   الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة   الأردن يتسلم رئاسة الدورة 45 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب   سان جورج الفحيص- يطلق موسماً احتفالياً بعيد الميلاد المجيد   الأردنيون يستقبلون "النشامى" ابطال الوصافة التاريخية لكأس العرب   الانقلاب الشتوي يبدأ الأحد 21 كانون الأول 2025… ومربعينية الشتاء تدخل أبرد أيام العام   ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن .. والمرحلة القادمة مهمة   النشامى يعودون إلى عمان الجمعة بعد وصافة كأس العرب 2025   تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب   أجواء باردة في أغلب المناطق الجمعة   الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب

هل وقعتم ضحيّة اتصال الفتاة الرقيقة؟

{clean_title}
لا يصدر الصوت من مسجّل هاتفي. هي فتاة من لحم ودم تحمل سمّاعة الهاتف بيدها وتلقي عليك رسالةً بسرعة قياسيّة توفيراً للوقت والمال: "بونجور مسيو ... (تسمّيك بالإسم). عم إحكيك من جمعيّة ... الخيريّة (يجب أن تُرفق الكلمة الأخيرة باسم الجمعيّة دوماً). نحنا منساعد المعوزين والمرضى وإنتَ معوّد تساعدنا كل سنة. وهالسنة عاملين مجموعة من ماء الورد وشراب التوت والخلّ وماء الزهر، وبكرا نحنا عندك بالمنطقة، فأيّ ساعة بتحبّ نزورك".
من المؤكد أنّ معظمنا تلقّى مثل هذا الاتصال، وبعضنا، بالتأكيد، "أكل الضرب" وشرب ماء الزهر...

لا يعكس عدد الجمعيّات الحائزة على ترخيص في لبنان النشاط الخجول للمجتمع المدني. العدد كثيرٌ والفعلُ قليل، والفعلة أيضاً. لا بل أنّ الأخطر أنّ الكثير من الجمعيّات المرخّصة وهميّة وهي مجرّد غطاء لممارسة الغشّ وإيهام الناس بأنّهم يقومون بعمل خير لن يكلّفهم سوى 10 أو 20 دولاراً، في حين أنّ هذه غالبيّة هذه الجمعيّات، خصوصاً تلك التي تلجأ الى أسلوب الاتصالات الهاتفيّة، مجرّد مؤسّسات تجاريّة تستخدم أسماء "خيريّة" لتبيع منتوجها أو حتى لتحصل على المال بمجرّد التبرّع من دون مقابل.

ويعكس هذا الأمر الفوضى والتساهل في الترخيص لجمعيّات تتشابه، إن اطّلعنا على أهدافها التي تبقى عادةً حبراً على ورق، تماماً كما تتشابه في أسلوب "النصب" المهذّب الذي تعتمده، والذي يبدأ من صوت فتاةٍ مهذّبة عبر الهاتف وينتهي بهدر المال الذي يذهب الى جيوب من يقف وراء الجمعيّة. فمن كلّف هذه الجمعيّات أصلاً بنصرة فقراء لبنان ومساعدتهم، ولماذا ترغمنا على المساهمة في ما تعتبره رسالتها؟ وهل يجوز أن يُسكت عن ارتكاباتها، باسم الخير والإنسانيّة والأنبياء والقدّيسين؟

ما نخشاه، إن استمرّت فوضى جمعيّات النصب في "النمو"، أن يصبح عدد الجمعيّات التي تدّعي الخير في لبنان أكبر من عدد الفقراء فيه.