العشرينية "سارة العزام" ..سائق متهور أبدل ثوب زفافها بكفن أدمى قلب أمها وعائلتها
حوّل سائق متهور زفاف " سارة حسين هلال العزام " العاملة في جهاز الأمن العام، إلى عزاء، وأبدل ثوب زفافها بكفن أدمى قلب أمها وعائلتها، وقتل فرحتهم الأولى بابنتهم البكر إلى الأبد.
وتوفيت سارة البالغة من العمر 24 عاماً، الأحد الموافق 30 آب الماضي، حينما صدمها سائق متهور ولاذ بالفرار عند إشارة كفر اسد الضوئية الواقعة غرب مدينة إربد شمالي الأردن، أثناء عودتها من عملها الرسمي.
واستنفرت الأجهزة الأمنية بعد فرار السائق بحثاً عنه وتمكن من الوصول إليه بعد أيام قليلة وهو رجل يبلغ من العمر 65 عاماً.
والمؤلم في هذه الحادثة، ان سارة التي أنهت كل التحضيرات لزفافها وأنهى خطيبها منزله وأعدا كل شيء ما حتى في يومها الأخير، يصادف حفل زفافها اليوم الإثنين، لكن السرعة الجنونية التي كان عليها السائق حالت دون ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار " القضاء والقدر "
وتروي والدتها أم يوسف وقلبها يعتصر ألماً تفاصيل اليوم الأخير من حياة ابنتها، حيث اتصلت بها من داخل عملها بمركز الأمن العام وأبلغتها أنها في طريقها للبيت وسألتها إن كانت تحتاج لأي شي لتأتيها به خلال عودتها".
وتقول الأم المكلومة بابنتها والمكلومة كذلك بزوجها الذي توفي هو الآخر بحادث سير قبل نحو عامين " ابنتي حضّرت كل شيء لزفافها فستانها الأبيض وثيابها.. استعدت لهذا اليوم جيداً هي وخطيبها، لكن متهوراً انهى فرحتها وفرحتي إلى الأبد".
وعند مثول السائق بين يدي مدعي عام محكمة لواء الوسطية، أنكر " جريمته البشعة مدعيا بأن جسما صلبا إرتطم بسيارته، وعلى الرغم من مواجهته بالأدلة الكافية،إلا أنه لا يزال مصرا على ذلك".
وتعلق الأم المكلومة على إنكارها بقولها " هو قاتل ابنتي دمها سال على اللوح الزجاجي لسيارته وأبدله بعد فراره ليخفي جريمته، ربما كان بإمكانه انقاذ ابنتي لو أنه قدم لها المساعدة لكنه ضرب بعرض الحائط كل القيم والتقاليد والعادات والمشاعر الإنسانية".
وتضيف " علمنا أنه أنكر فعلته لأنه مسنود ويحاول أحد المقربين من عائلته وهو عين أن يتدخل للوساطة وإنهاء توقيفه، لكن لا أسامح بحق ابنتي وفرحتها التي أعدمها هذا المتهور".
وتكمل الأم التي بقي لديها من الأبناء شابان وفتاة " والله لن أسامح على دم ابنتي بفنجان قهوة، أطالب أن يأخذ القانون مجراه، أناشد الأردن، دولة وحكومة وأجهزة أمنية وقضاء أن يأخذوا حق ابنتي من هذا المتهور حتى يكون عبرة لغيره".
وختمت الأم التي لا تزال غير مصدقة لم جرى بانتها بأن ابنتها عاشت يتيمة بعد وفاة ابنتها، ومنذ عملها في جهاز الأمن العام يذهب راتبها كاملاً لإعانتها وأبنائها بالقول " رسالتي لكل السائقين أن يتقوا الله في أرواح الناس ولن نسقط حقنا لا بالعفو ولا بالمسامحة".
وأمس السبت، توعدت عشائر العزام في الأردن، بوقوع ما لا يحمد عقباه في حال استمر السائق المتهور دهس بإنكار فعلته بعدما ألقي القبض عليه وإحالته للقضاء، بالرغم من أن عشيرة الجاني لم تنكر فعلته.
وفي آخر إحصائية، صنف الاردن بالمرتبة (الثالثة) عالميا في عدد حوادث المرور التي حصدت العام الماضي (688 ) وفاة وخلفت (14,790) جريحا من اجمالي( 102.441 ) الف حادث مرور، في حين بلغت الخسائر المادية حوالي ( 216 ) مليون دينار العام الماضي.