وكاله جراءة نيوز - عمان - مع ارتفاع لهجة المعارضة لضربة عسكرية إسرائيلية لإيران، في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، كشف في تل أبيب، أمس، عن سلسلة تدريبات وإجراءات عسكرية لمواجهة «الحرب القادمة». وبدا منها أن الاستعدادات تأخذ بالاعتبار حربا، ليس على إيران فقط، بل على الجنوب اللبناني وعلى قطاع غزة أيضا. وعزت مصادر عسكرية هذه التحركات، أمس، إلى ما سمته «استعدادات لمرحلة ما بعد الربيع العربي والتغييرات التي تعصف بالمنطقة»، وقالت إن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة سيناريوهات عديدة جدا، بينها الحرب «تحت الأرض»، حيث باتت الخنادق والأنفاق ظاهرة عسكرية أساسية لدى إيران وحزب الله في لبنان وقطاع غزة الفلسطيني. وقالت صحيفة «هآرتس»، أمس، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات حرب لن يكون بمقدوره خلالها الامتناع عن مواجهات تدور رحاها تحت سطح الأرض. فتقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله يمتلك عشرات القواعد العسكرية المبنية تحت الأرض في لبنان، والتي يقود الحزب منها عملياته العسكرية ويصدر أوامره وتعليماته لجنوده، مع الاحتفاظ بمنظومات لإطلاق الصواريخ والراجمات من تحت الأرض.
وكانت قد بدأت في خليج حيفا، شمال إسرائيل، عملية نقل مصانع كيماوية عديدة خصوصا مصانع غاز الأمونيا، إلى مواقع جديدة في النقب (جنوب إسرائيل)، خوفا من قصفها من قبل صواريخ إيرانية، علما بأن هذا الغاز سام. كما قررت شركة «إل عال» للطيران المدني، وهي كبرى شركات الطيران الإسرائيلية، إعداد مطار عسكري في النقب لاستخدامه في حال قصف مطار اللد، المطار الدولي الوحيد في إسرائيل. من جهته، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إلى البلاد قادما من الولايات المتحدة وكندا. وإزاء النشر الواسع في إسرائيل والولايات المتحدة بأن نتنياهو عاد بخفي حنين، وأنه لم يحقق أيا من مطالبه من الرئيس باراك أوباما، خصوصا في توجيه تهديد مباشر بالحرب على إيران، أصدر بيانا جاء فيه «إنني أرجع إلى البلاد بعد أن قمت بزيارة مهمة جدا للولايات المتحدة وكندا. تم استقبالي بدفء كبير ولنا أصدقاء حميمون كثيرون. نعود إلى الاحتفال بعيد بوريم (عيد المساخر) ونقرأ اليوم في سفر استير في التوراة عن تلك الأيام حين لم يكن اليهود أسياد مصيرهم ولم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.
اليوم نعيش في عالم آخر وفي عهد آخر. لنا دولة قوية وجيش عظيم. لم تختف التهديدات لكننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا.