
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
لاحظ مراقبون للوضع السوري، عدم مشاركة الميليشيا الإيرانية ومسلحي "حزب الله" في التصدي لهجمات الفصائل المسلحة على مناطق مدنية وحصون عسكرية في إدلب وريفها، اذ بقي الجيش السوري يواجه مقاتلي التمرد المعززين بتنسيق إقليمي أكبر وذخائر وأسلحة نوعية دفعتهم إلى الاتحاد في "جيش الفتح".
ولفت المراقبون الى ان "هذا التخلي الإيراني عن الجيش السوري قرب حدود تركيا، جاء بعد أيام من انخراط علني ضم آلاف العناصر من "الحرس الثوري الإيراني" وميلشيا طائفية أفغانية في معارك "مثلث الجنوب" بين أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا بين العاصمة والجولان المحتل والأردن". وقالوا ان ذلك يتزامن مع حديث إيراني عن "دور قيادي" بالتزامن مع اقتراب المفاوضات مع الدول الكبرى من الحلقة الأخيرة لعقد مسودة الصفقة النووية، وكأن طهران أرادت القول: التخلي عن البرنامج العسكري مقابل تفويض بدور قيادي في الشرق الأوسط بحيث تكون إيران "اللاعب" في المنطقة والضامن لأمن إسرائيل عبر بوابة الجولان والضاغط على أمن الخليج من بوابة الأردن.
واعتبروا ان "ايران فوجئت بأن لتقدمها حدوداً في الأراضي السورية، وبأن لصبر دول إقليمية كبرى حدوداً أيضاً، اذ تمكن مقاتلو "الجيش الحر" من صد الهجوم في جنوب سورية قبل انتقالهم الى الهجوم والسيطرة على مدينة بصرى الشام التي كانت أحد معاقل "الحرس الثوري" ثم السيطرة على معبر نصيب آخر بوابات الحدود بين الأردن وسورية". "أما المفاجأة الثانية، فكانت في الشمال الغربي، عبر سيطرة المعارضة على مدينة إدلب ثم مدينة جسر الشغور ثم موقع معمل القرميد وانكفاء الجيش الى ريف جسر الشغور والساحل الغربي"، بحسب المراقبين.
وحول فرضية دخول مقاتلي المعارضة دمشق، لفت المراقبون الى اهمية "متابعة نتائج زيارة قائد "جيش الإسلام" زهران علوش حاكم مدينة دوما شرق دمشق، إسطنبول ومشاوراته الإقليمية في الخليج. اضافة الى مراقبة ما إذا كانت الوجهة المقبلة لـ "جيش الفتح" ستكون الريف العلوي في اللاذقية وطرطوس في شمال غربي البلاد أم مدينة حماة في وسط البلاد".
واعتبروا ان "سورية في سباق بين مسارين: الحل السياسي ومناطق النفوذ. يقوم الخيار الأول على صرف تغيير المعادلة العسكرية في سورية جنوباً وشمالاً على المائدة السياسية وانتهاء الركود منذ فترة طويلة بجلب الأطراف المحليين الى طاولة التفاوض، ما يفسر تسابق القاهرة وموسكو والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا على استضافة لقاءات بين أطراف المعارضة أو بين ممثلي النظام والمعارضة، على أمل إعادة الجميع الى طاولة التفاوض بعقد "جنيف-٣" في مناسبة الذكرى الثالثة لصدور البيان في نهاية حزيران (يونيو) ٢٠١٢. وبين هذا وذاك، تجري محاولات جدية لعقد مؤتمر لشخصيات معارضة، يتضمن الاتفاق على أطر ومبادئ تفاوضية لتشكيل هيئة حكم انتقالية".اما الخيار الثاني، فيرى المراقبون انه "تقسيم سورية لمناطقَ نفوذ إقليمية بغطاء دولي".
وتوقعوا ان عدم انخراط إيران في معارك الشمال السوري، يعود اساسا الى بدؤها(ايران) العمل على "الخطة ب" طالما أن "الخطة أ" القائمة على استعادة الحكومة السيطرة على كل سورية وفرض تسوية سياسية بخطوات تجميلية تحافظ على هيكلية النظام الداخلية وتحالفاته الإقليمية، لم تعد واردة.
وتقوم الخطة البديلة "على إحكام السيطرة على القوس المفيد الممتد من دمشق إلى القلمون وحمص وطرطوس واللاذقية مع إمكان ترك ممر آمن إلى العراق، ما يحقق الأهداف الوظيفية لـ "سورية المفيدة" بالنسبة إلى ايران، وهي: خط إمداد إلى "حزب الله" لتزويده الأوكسيجين العقائدي والدم العسكري، ممر إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط، حديقة خلفية لـ "دولة العراق الإيرانية"، وموطئ قدم في المزارات الشيعية قرب دمشق و "شرعية سنية" في عاصمة الأمويين، إضافة إلى إمكان ترك جبهة الجنوب مفتوحة، للتمسك بـ "خطاب الممانعة" كذخيرة خطابية. ويمكن التفكير أيضاً باحتمال مد خط أنبوب غاز من إيران إلى العراق و "سورية المفيدة" وصولاً إلى أوروبا عبر البحر المتوسط".
ويرمي البدء بتنفيذ الخطة الايرانية البديلة "إلى إغراء الأطراف الإقليمية الأخرى بالبحث عن مناطق نفوذ. أي أن تصبح مناطق شمال سورية في حلب وإدلب ضمن مناطق النفوذ التركي، فيصبح محافظ إدلب أو حلب والياً مستقلاً بعلاقات اقتصادية وبشرية واجتماعية عابرة للحدود في جنوب تركيا. وهنا، لا بأس في أن تكون الفصائل الإسلامية هي الأساسية في المكاسب التي حققتها المعارضة في الأسابيع الأخيرة. أصلاً، هذه الفصائل مقتنعة بإمكان إحياء "الخلافة الإسلامية" التي انتهت بانهيار الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن الماضي. وامتداد هذه الأقاليم شرقاً مرتبط بالوريث القادم بعد "داعش" ومدى إمكان ولادة شيء عقلاني من هذا الجنون. ولم تكن صدفة أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيران جاءت في بداية الشهر الجاري بعد سيطرة المعارضة على مدينة إدلب وقبل سيطرتها على جسر الشغور".
ويرى المراقبون ان "الخطة الايرانية البديلة، تفتح الباب أيضاً أمام ارتقاء الإدارات الذاتية الكردية الثلاث في شمال سورية وشمالها الشرقي الى حافة الكيان المستقل. ويصبح رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" صالح مسلم حاكماً بأمره لهذه المناطق بقوة عسكرية وأمنية واقتصادية على أن تبحث لاحقاً عن علاقات وتعايش مع الكيانات الأخرى".
واعتبروا ان "معادلة الجنوب السوري أكثر تعقيداً. اذ يبدو أن "مثلث الجنوب" واقع تحت دائرة النفوذ الأردني واجهة النفوذ الخليجي. وبدا واضحاً أن هناك أولويتين هنا: منع تمدد "داعش" من جهة ومنع استقرار "الحرس الثوري الإيراني" قرب حدود المملكة الأردنية الهاشمية. وإذ نجح مقاتلو "الجبهة الجنوبية" في "الجيش الحر" بصد الهجوم الإيراني وفتحوا معركة ضد المتشددين الإسلاميين، فإنهم يقدمون أوراق اعتماد للنجاح في معارك أوسع ودور أكبر على مستوى سورية، خصوصاً أنهم بقوا متمسكين في خطابهم بحبال الحل الوطني في سورية وبخطاب عقلاني يسعى إلى بقائه خياراً احتياطياً للحل وتطمين الدروز الموجودين على مرمى حجر من أبناء حوران".
ويخلص المراقبون الى ان "مصير سورية مرتبط بمصير المنطقة التي تشهد انهيار النظام الإقليمي القديم والصراع لصوغ نظام إقليمي جديد وسط انهيار واضح في المفهوم القديم للدول داخل حدودها وخارجها، وانهيار للدول المركزية والهويات الوطنية وبروز الأقاليم والهويات الصغيرة".
الأمم المتحدة تدعو لوقف التوسع الاستيطاني ونشاطاته في الضفة الغربية
الصين: دخول أول مشروع ضخم لإنتاج الميثانول الحيوي حيز التنفيذ
ترمب يعلن ارتباط نجله الأكبر للمرة الثالثة
ترامب: إذا صدر حكم قضائي ضد الرسوم الجمركية ستكون كارثة
علماء يكشفون غلافا جويا مفاجئا لكوكب صخري فائق الحرارة
علماء: الاحتباس الحراري يفاقم الظواهر المناخية المتطرفة
مصادر: أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
الأونروا:” إسرائيل” تمنع إيصال المساعدات إلى غزة