وكاله جراءة نيوز - عمان - أكد صيادلة وأخصائيون في مجال الامراض النفسية أن مبيعات أدوية الامراض النفسية في المملكة سجلت ارتفاعا ملحوظا في السنوات الاخيرة، لا سيما بين الاعوام من 2000 الى 2010. وأكد العديد منهم أن أحد المستودعات الاردنية المتخصصة في مجال هذه الادوية ارتفعت مبيعاته من 2ر1 مليون دينار الى 9ر2 مليون دينار للعام الماضي. كما أكدوا أن الادخالات الى المركز الوطني للصحة النفسية ارتفعت بنسبة 110% في السنوات الخمس الاخيرة، والرقم يزداد عاما بعد عام حيث ارتفعت الادخالات حسب الاحصائيات الرسمية منذ عام 2002 الذي اقتصر على دخول (991) لتصل في السنوات الاخيرة الى (2090) في العام. ورغم أن العلاج النفسي في الاردن يقدم مجانا، فإن الاحصائيات تشير الى أن 5% من المرضى النفسيين فقط يتلقون العلاج، وأن الباقي لا يتلقونه على الاطلاق نظرا للتكلفة العالية له في القطاع الخاص ونظرا لأسباب اجتماعية. ويؤكد الاطباء أن العلاج النفسي مكلف جدا ويصل يوميا الى 80 دينارا، حيث يلجأ عدد من المرضى الى القطاع الخاص. رغم ذلك، وصلت لـ الناس نيوز الكثير من الشكاوى من عدد من المرضى يشكون فيها انقطاع دواء «زنكس» وبديله من السوق وهم يتناولون هذا الدواء كعلاج وليس لأي سبب آخر، حسب قولهم. واعتبر أخصائيون في مجال الامراض النفسية فقدان الادوية الخاصة بهذه الفئة إهمالا يصيب فئة المرضى النفسيين دون غيرهم نظرا لان الادوية النفسية في كل أنحاء العالم والاردن يجب أن تعطى ضمن مراقبة طبية وأن تتوقف أيضا ضمن ذات المراقبة لمنع حدوث الاثار او المضاعفات الانسحابية عند ترك الدواء فجأة وقصرا، حيث تؤدي بعض انواع الادوية الى الادمان لاسيما لمن يعالجون منذ سنوات فيها، مشيرين الى ضرورة وضع آلية لا تسمح بانقطاع الادوية عن المرضى في ضوء الاستهلاك الكبير لها. و»زنكس» هو علاج نفسي لمن يعانون من القلق والتوتر وأحيانا لعلاج الهيجان والعدوانية، وفي بعض الاوقات يصرف لمن يعانون من مرض الصرع وما يتبعه من تشنجات. ويسمى بـ»الدواء المطمئن» لمعالجة حالات الاكتئاب والرهاب. عدد من الصيادلة أكدوا عدم وجود الدواء نظرا لان الكميات الموزعة منه أصلا قليلة حسب تعليمات المؤسسة لكافة الادوية والمهدئات والتي لاتزيد عن 50 علبة، مشيرين الى أن الدواء يذهب الى فئة أخرى، وهي الفئة التي تحتاج الى النوم ولا تستطيع ذلك الا بمساعدة الزنكس. وأشار عدد منهم الى أنه رغم المراقبة ما زال الزنكس الاكثر قربا من المواطن الاردني الذي يقوم بوصف الدواء لنفسه. ويقدر الاطباء والمختصون أن مليونا و750 ألف أردني يعانون من اضطرابات نفسية أكثرها على الاطلاق الاكتئاب والقلق، فيما يعاني 60 ألف لأردني من الفصام العقلي، وهو الاخطر، ونسبته لا تتجاوز 1% من عدد السكان. وأكدت إحدى المتحدثات لـ الناس نيوز أنها قامت بمراجعة صيدليات من موقع سكنها في الدوار السابع وحتى جبل النصر دون أن تجد الدواء أو بديله، موضحة أنها تأخذ الدواء للعلاج وليس كمكمل غذائي. المؤسسة العامة للغذاء الدواء تلقت الشكاوى ذاتها، إلا أن المرضى أكدوا تحويل المؤسسة لهم الى المستودع المختص بتوريد الدواء دون إبداء أي نوع من الاسباب لانقطاعه، فيما كان الرد من المستودع بأن سبب انقطاع الدواء هو الجرد السنوي في نهاية العام. وينصح الاطباء بعدم تناول هذه الادوية دون وجود إشراف طبي، موضحين أن الزنكس دواء آمن إذا ما تم وصفه والاشراف عليه من قبل طبيب مختص.