انعدام البيئة المرورية الآمنة في اربد والأمن غائب!!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

ناشد مواطنون في مدينة اربد مدير الأمن العام الفريق أول توفيق الطوالبة تفعيل قسم السير في مديرية شرطة اربد وتزويده بما يلزم من كوادر بشرية مدربة و دراجات ناريه وسيارات ومعدات وغيرها للحد من تردي ألوضع المروري في مدينة اربد التي باتت لا تطاق وبحاجة ماسة الى تدخل المسؤولين على أعلى المستويات لوضع حد لمعاناة مدينة اربد من تردي واقعها المروري الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم .

وقالوا انه نتيجة الغياب الشبه التام من قبل رجال المرور باتت المدينة تعاني أزمة مرورية خانقة على مدار الساعة نظرا لندرة تواجد رجال المرور في شوارع المدينة مما اكسب بعض السائقين حق مخالفة ابسط القواعد المرورية وصلت حد السير في الاتجاه المعاكس في شوارع تجارية في وسط المدينة مما يهدد أرواح المواطنين وممتلكاتهم .وبات من المألوف مشاهدة كافة أنواع المخالفات تتم تحت سمع وبصر الجميع دون ان يحرك احد ساكنا .

وقال مواطنون في اتصالات لهم مع «الدستور» أنهم باتوا يحنون الى أيام كانوا يشاهدون فيها رجال المرور في بعض  المواقع مثل تقاطع مقهى الكمال وميدان الشهيد وصفي التل وإشارة الملكية ، مبينين حتى هذه الأماكن لم يعد يشاهد فيها رجال المرور الذين يكتفون أحيانا بالمرور على دراجات او في سيارات كغيرهم من المارة وكان الأمر لا يعنيهم مما يدفع مواطنين للقيام بإعمال رقباء السير لتسليك حركة المرور و تجنبا للاحتكاكات التي قد تقع لتوقف حركة السير بسبب التداخلات المرورية ولا تجد من رقباء السير من يعمل لتسير الحركة .

متسائلين عن سر إصرار رجال المرور على التواجد يوميا في ساعات المساء على دوار جامعة اليرموك والتجمع على الدوار بعد إغلاق الطريق أمام المارة ويمضون سحابة المساء يتجاذبون أطراف الحديث في الوقت الذي ترتكب فيها ابسط المخالفات على بعد عشرات الأمتار منهم دون ان يحركوا ساكن.

ندرة مندوبي الحوادث
وشكا مواطنون انه عند وقوع حادث سير بسيط تغلق الطريق لساعات طويلة بانتظار مندوب الحوادث مما يخلق أزمة مرورية خانقة في المنطقة التي تشهد مثل هذا الحادث البسيط إضافة الى ما يصاحب ذلك من توتر ومشاحنات بين المواطنين،وقالوا ان مدينة اربد لا تقل أهمية عن غيرها من المدن الأردنية المزودة بما يلزمها من رجال مرور اكفياء مزودين بما يلزم من معدات واليات لتنفيذ القانون على الجميع وقالوا أنهم عانوا في الأيام الأخيرة الكثير من مشكلات المرور مما كان يدفعهم للجوء للشكوى الى مرجعيات أمنية مختلفة كانت تتدخل لحل مشكلات آنية .

وقالوا ان مديرية شرطة اربد اسندت مهمة المرور في بعض الشوارع الرئيسية في المدينة لقسم النجدة فيها بعد ان يئست من استنهاض همة رجال المرور في قسم سير اربد،وقالوا انه مع حلول فصل الصيف وعودة المغتربين وشهر رمضان المبارك و قرب حلول عيد الفطر السعيد فان شوارع مدينة اربد الضيقة أصلا باتت تشهد حركة مرورية عالية الكثافة كل ساعات النهار ومعظم ساعات الليل وأصبحت الفوضى المرورية سمة ملازمة للشوارع الرئيسة والفرعية للمدينة ، ما دفع المواطنين إلى التساؤل: إلى متى ستظل المدينة تشهد انفلاتا واختناقا مروريا تتخبط حوله الجهات المعنية في محاولات إيجاد حلول ناجحة تزامنا مع سلوكيات خاطئة من قبل معظم السائقين وغياب شبه تام للرقابة والمتابعة.
مخالفات خطرة
والمتجول في شوارع المدينة يلحظ ان المخالفات المرورية المتحركة الخطرة أصبحت ترتكب دون خوف من حسيب أو رقيب وباتت السلوكيات الخاطئة للكثير من السائقين حق مكتسب في ظل عدم الرقابة الجدية لحركة المرور في المدينة وارجع مواطنون وسائقون هذه الاختناقات المرورية الملازمة لشوارع المدينة الى غياب الرقابة المرورية المباشرة و سوء التخطيط لدى الجهات المعنية في قسم السير في مديرية شرطة اربد ومديرية المرور في بلدية اربد الكبرى

متسائلين عن الحكمة في إجبار  السائقين على الالتقاء في ثلاث مسارب في نقطة واحدة مثل نقطة الالتقاء أمام استراحة مشوار في شارع الشهيد  ونقطة الالتقاء قرب دائرة الأحوال المدنية في ذات الشارع كأمثلة على سوء التخطيط وكذلك السماح بالمرور باتجاهين في شوارع لا يزيد عرضها عن (6) أمتار ، والسماح بالاصطفاف على جانبيها

ناهيك عن ان بعض التقاطعات و نقاط المرور السوداء في المدينة  تشهد أكثر من (9)  حركات سير عليها تتعارض فيما بينها  منها التقاطعات الموجودة في شارع بغداد قرب مركز امن المدينة والموجودة في شارع الهاشمي والعديد من الشوارع الرئيسية ، بحيث تشكل هذه التقاطعات نواة لخلق أزمات وفوضى مرورية وبيئة ملائمة لوقوع مزيد من حوادث السير بالتزامن مع الاصطفاف الخاطئة على منعطفات الطرق ومداخل الشوارع والازدواجيات بكافة أشكالها

 حتى تجرأ البعض وبات يمارس الاصطفاف ضمن حرم الإشارة الضوئية على أكثر من تقاطع ليس اقلها إشارة تقاطع الإسكان قرب جامعة اليرموك وإشارة القيروان وتقاطع الملكية وتتجلى في ساعات المساء ظاهرة سير سيارات خدمات المطاعم المنتشرة في شارع شفيق ارشيدات (الجامعة ) على الرصيف ضاربة عرض الحائط بأبسط القواعد المرورية ومعرضة البنى التحتية الموجودة في باطن هذه الأرصفة إلى التلف والخراب وكذلك الاصطفاف على أرصفة الشوارع وخاصة الرئيسية وحرمان المواطنين من استخدامها مما يدفعهم لاستخدام حرم الطريق وتعريض حياتهم للخطر.
خطط ارباكية
وظاهرة أخرى تتفرد  بها مدينة اربد تتمثل بإصرار المخططين على جعل الشوارع الفرعية تغذي الشوارع الرئيسية ، فمن النادر ما نجد في اربد شارعا فرعيا يشكل مهربا للسيارات من أزمة السير الخانقة إضافة إلى سوء التخطيط في مداخل ومخارج بعض الدواوير التي باتت ستهم في تفاقم المشكلة المرورية بسبب سياسة المحاباة والسماح بالوقوف بشكل ازدواجي وثلاثي ورباعي في حرم بعض الدواوير مما يعيق حركة المرور وتشكل هذه الظاهرة  خطرا حقيقيا على السائقين  والمارة خاصة من غير أبناء المنطقة لعدم توفر المواصفات الهندسية الحقيقية لإنشاء هذه الدواوير التي لا تعرف لها شكل هندسي محدد إضافة إلى عدم تأثيث الدوار والمسافة التي تسبق دخوله  بما يلزم من إشارات التنبيه والإنارة لتحذير السائقين من أنهم على وشك الدخول الى حرم الدوار ليأخذوا مزيدا من الحذر والانتباه

ناهيك عن الخروج من حرم بعض هذه الدواوير حيث يجبر الخارج من هذه الدواوير للمناورة الخطرة باتخاذ مسربه الصحيح نتيجة لتداخل خطوط السير في حرم هذه الدواوير لتشكل بؤرة خلق أزمة مرورية كان من السهل تجنبها بشيء قليل من التخطيط والرقابة .
 أما ظاهرة مواكب الأفراح  والخريجين فهي ظاهرة تتجذر دون أن يوضع لها حد وتتجلى بقيام سيارات هذه المواكب بإغلاق الطرق لفترة طويلة أو السير ببطء شديد وإجبار كافة مستخدمي الطريق للانضمام لهذه المواكب وعدم إعطاء الأولوية حتى لسيارات الإطفاء والإسعاف  .
ويرى معظم سائقي السيارات الخاصة والعمومية والحافلات العاملة على الخطوط الداخلية والمواطنين بأنه لإحداث تغييرات جذرية للواقع المروري في المدينة لحل هذه المشكلة التي أصبحت مزمنة ، لا بد من تخلص بعض المسؤولين من التردد في اتخاذ قرارات حاسمة تخلص المدينة من هذه الفوضى والاختناقات المرورية وما ينجم عنها من تلوث للبيئة وإهدار الأوقات الثمينة للتنقل بين أحياء المدينة .
وتساءل مواطنون وسائقون عن مصير خطط مرورية أعدها خبراء مرور مشهود لهم في هذا المجال على مستوى دول الإقليم والعالم أسهم بعضهم  بوضع خطة مرورية لمكة المكرمة خلال مواسم الحج ، مما يدلل على الخبرات العالية التي شاركت بإعداد هذه الخطة .
قطع الإشارات الضوئية
وازدادت ظاهرة عدم احترام الإشارات الضوئية مما يرفع نسبة الحوادث وتهديد حياة المواطنين وتعريضهم للخطر الكبير نتيجة هذه التجاوزات الخطرة و قيام بعض أصحاب مكاتب بيع السيارات بإغلاق شوارع رئيسية وفرعية وسط المدينة أمام حركة السير عارضين العشرات من سياراتهم للبيع على أرصفة الطرقات وفي وسطها ومانعين المواطنين من استخدامها ، حيث يشكل صحن المدينة بدءا من المسجد الهاشمي شرقا باتجاه المدينة ومن دوار القبة جنوبا

ومن البنك المركزي شرقا كذلك باتجاه المدينة نقاطا مرورية سوداء بسبب الاصطفافات المزدوجة في عرض الطريق أمام بعض المحال التجارية والمخابز وتحويل بعض الشوارع الضيقة إلى مواقف للعشرات من الحافلات والسيارات العمومية مما يحرم المواطنين من استخدامها رغم قرب غالبية هذه المواقف من مجمع الأغوار القديم الذي اتخذ قرارا في وقت سابق  بترحيل هذه الحافلات  وسيارات السرفيس إليه للحد من ظاهرة الاختناق المروري والاصطفاف المزدوج إلا انه تم التراجع عن هذا القرار ببطء وعادت الفوضى تتعمق في شوارع صحن المدينة وعادت السيارات والحافلات تتخذ من الشوارع الرئيسية والفرعية مواقف ثابتة لها مع ما يتوافق ذلك مع مسلكيات خاطئة للكثير ممن يعملون على هذه الحافلات.
احتلال الارصفة
وبات من المألوف في مدينة اربد إقدام بعض أصحاب المحال والمؤسسات التجارية وضع معيقات على الأرصفة أو في حرم الشوارع وخاصة في الوسط التجاري للمدينة حاجزين أماكن لسياراتهم الخاصة إذا ما اضطروا إلى استخدامها خلال فترات عملهم لينجزوا أعمالهم ثم يعودوا إلى هذه المواقف المحجوزة لهم طوال معظم ساعات النهار والمساء.
ورغم العديد من الاجتماعات التي عقدت بحضور كافة الجهات المعنية لمناقشة الوضع المروري إلا أن الوضع يزداد سوءا وتفاقما فبعد أن كانت الفوضى المرورية تشمل بعض الشوارع الرئيسة باتت تتمدد إلى الكثير من الأحياء حتى السكنية منها ، واللافت من مظاهر هذه الفوضى أن الحافلات والسيارات العمومية ليست محددة بخط سير واضح يمكن ضبطها من خلاله فباتت المدينة وشوارعها الرئيسة والفرعية والدخلات والأزقة مسرحا مفتوحا لسائقيها بسرعاتهم الجنونية ومخالفتهم لأبسط قواعد المرور دون مبالاة أو أي اهتمام بحياة المواطنين وخاصة الأطفال منهم

 علما بان تكثيف الرقابة المرورية في حال حدوثها بعض الأحيان يسهم في ضبط نسبة كبيرة من هذه المخالفات والفوضى التي باتت جزءا لا يتجزأ من سمات المدينة التي أصبحت بحاجة ماسة إلى تدخل المسؤولين وعلى أعلى المستويات لإعادة الوضع المروري في مدينة اربد إلى وضعه الصحيح وتجنيب المدينة ما يحدث في شوارعها وميادينها وأحيائها السكنية والتجارية من فوضى مرورية تهدد حياة عشرات المواطنين.

ودعا المواطنون المسؤولين في الحاكمية الإدارية والأجهزة المعنية بالشأن المروري إلى التخفي والنزول إلى الميدان في أوقات مختلفة ليتلمسوا على ارض الواقع حقيقة الوضع المروري المزري في مدينة اربد ، مبينين أن السيارات الرسمية للمسؤولين التي يعرفها الجميع تسهل تحركاتهم مما لا يجعلهم يشعرون بمعاناة المواطنين الحقيقية جراء الفوضى العارمة التي تسود شوارع المدينة."الدستور"