جراءة نيوز
لم تسعف ترامب محاولة كسر العزلة الدولية والاقليمية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، عندما حاول عبر اتصال هاتفي بحضور نتنياهو مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يطالبه فيها بتوجيه الدعوة لنتنياهو لحضور قمة شرم الشيخ قبل ساعات من انعقادها ،
محاولة فرض سياسة الامر الواقع وتحت الاحراج ، فالنتن ياهو لم توجه له دعوة سابقة للحضور ، كون الحضور لا يرتبط بعلاقات جيدة مع نتنياهو وكيانه ، الذي يعاني من العزلة الدولية ، بسبب الحرب على غزة والعمل على استمرارها وعرقلته أكثر من محاولة لإيقافها، ومنعه إدخال المساعدات إلى أهل القطاع لأشهر طويلة؛ ما أدى لعملية تجويع لا مثيل لها ، وممارسة ابشع الجرائم ضد الانسانية ، وجرائم الحرب والقتل والتدمير والتشريد ، متجاوزا كل الاعراف والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية .
ترامب منزعج من التأثيرات التي أنعكست على إسرائيل بسبب الحرب وتضرر صورتها دوليًّا، وأنه كان يجد في مؤتمر شرم الشيخ فرصة لدمج نتنياهو في المجتمع الدولي مجددًا في ظل هذا الحضور الضخم على مستوى القادة والزعماء.
نتنياهو تراجع عن الحضور بحجة الاعياد الدينية ، بعد أن كان ذاهبًا لحضور القمة لعدة أسباب من أبرزها، تحذير وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير له، أن ذهابه إلى هناك سيسرع انهيار الائتلاف الحكومي خاصة مع أي تصرف أو رد فعل قد يضعه في موقف صعب وغير لائق، من حيث مراسم الاستقبال أو تعامل سلبي تجاهه من الرؤساء الحاضرين ، وكان بعضهم ابدى رغبته في عدم الحضور وعادت طائرته بعد ان كانت على وشك الهبوط في مطار شرم الشيخ ،عندما علموا ان نتنياهو سيحضر القمة ، فحضوره غير مرحب به ، ولن يتم التعامل معه بالحد الادنى من الاحترام .
المخاوف سيطرت على نتنياهو وتراجع عن الزيارة ومنها حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الذي تمت دعوته رسميًّا من جانب الجهة المنظمة "مصر" على أنه رئيس دولة فلسطين وفي حال حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيعتبر ذلك اعترافًا غير مباشر بدولة فلسطين؛ خاصة بعد تغير الموقف عقب اعترافات الدول الأوروبية مؤخرًا بها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي .