
جراءة نيوز -خاص
ماذا ستفعل اسرائيل بعد إطلاق سراح
أسراها من القطاع ؟
هل ستلتزم اسرائيل بخطة ترامب ، ام ستختلق الذرائع كعادتها لمواصلة الحرب على القطاع ؟
ماذا يتبقى من أوراق للتفاوض لدى المقاومة بعد إطلاق سراح الرهائن ؟
ما هي الضمانات لوقف الدمار والقتل والتشريد والتجويع ؟
ماذا بعد أن تسلم المقاومة أسلحتها ، وما هي الأسلحة التي ستسلمها ؟ ولمن يتم تسليمها ؟
ما هي خطة الانسحاب من القطاع ؟
ماذا عن قرارات ضم أراضي الضفة الغربية ؟
تساؤلات برسم الإجابة ، قد تجيب عليها المفاوضات الجارية ، وقد تصطدم بالتعنت الإسرائيلي ، والمراوغة ونقض الاتفاقات , واختلاق الذرائع .
اسرائيل على سلم أولوياتها إعادة أسراها ، أو ما تسميهم بالمخطوفين أو الرهائن ، وهي تريد أن تسحب اهم ورقة للتفاوض من يد المقاومة .
اسرائيل والعالم مشغول ب20 رهينة اسرائيلي ، ولم يذكر 14 ألفا من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، لم يذكر نحو 70 ألف شهيد ، لم يتالم لنحو 200 ألف مصاب ، لم يهتز لقرابة 15 ألف مفقود ، وعائلات تم شطبها من السجل المدني ، لم يؤرقه مئات الأطفال الذين ماتوا جوعا في القطاع ، كما يصمت على الجرائم ضد الإنسانية ، وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال ، وتدمير أكثر من 80% من قطاع غزة الذي لم يعد صالحا للحياة ،، اختلت الموازين في عالم يدعي حقوق الإنسان ، ويشدد على حقوق الطفل والمرأة ، وحقوق الحيوان .
لا يوجد في خطة ترامب أي ضمانات بعدم عودة الحرب على غزة بعد إطلاق سراح الرهائن ، كما لا يوجد جدولا وسقفا زمنيا لانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع ، بل تؤكد إسرائيل أنها ستبقى بمناطق في القطاع لما تدعيه الحفاظ على أمن مستوطنات غلاف غزة ، بل ربطت الانسحاب بتسليم السلاح ، وتؤكد أنها ستبقى تسيطر أيضا على المعابر فيلادلفيا ونتساريم .
ورغم ذلك فقد شكلت موافقة المقاومة على خطة ترامب صفعة لنتنياهو ، واربكت حساباته ، وهو من كان يراهن على رفض المقاومة للخطة ، ليستمر بالحرب على القطاع ، ومواصلة سياسة القتل والتجويع والحصار والتهجير .
سلاح المقاومة ، ما هو السلاح الذي سيتم تسليمه ، هل السلاح الفردي مشمول بذلك ؟ ولمن سيسلم هذا السلاح ؟ هل سيسلم إلى لجنة دولية ، ام لإدارة غزة الجديدة ، ام لاسرائيل ؟ هذه احدى المعاضل في تطبيق الخطة وقد تكون عائقا رئيسيا في تنفيذها ، ويبقى التساؤل ماذا بعد تسليم سلاح المقاومة ؟
مفاوضات شرم الشيخ بين اسرائيل والمقاومة ، قد يجري التوافق فيها على بعض البنود ، وقد تبرز فيها الخلافات إن لم يتم الضغط على إسرائيل الباحثة دوما عن الذرائع لاستمرار الحرب على القطاع.
ما تمارسه إسرائيل في الضفة الغربية من خلال ضم مناطق ج إلى سلطتها ، والتي تشكل نحو 60% من أراضي الضفة ، هو تمهيد لضم والاستيلاء على باقي أراضي الضفة لصالح الاحتلال ، وهو عزل المناطق وتقطيع أوصالها ومعاملتها كبلديات خاضعة للاحتلال ، ولا يوجد فيها دور للسلطة الفلسطينية سوى إدارة هذه البلديات ، وبهذا يكون حلم إقامة الدولة الفلسطينية ، قد تبخر وأصبح جزءا من الماضي ، وان أوسلو لم تعد تعني لإسرائيل، وبالذات هذه الحكومة اليمينية المتطرفة شيئا ، وهذا لن يجلب لا الأمن ولا السلام لاسرائيل.
رغم القتل والدمار والتشريد فإن كيان الاحتلال يعيش في عزلة دولية ، وخاصة من الدول الغربية التي كان يستند إليها ، كما يعيش أزمة داخلية سياسيا واقتصاديا ، وقد يتفكك ائتلاف نتنياهو الحكومي ، والذهاب لانتخابات مبكرة ، ويمثل فيها نتنياهو أمام المحكمة التي يواجه فيها تهما بالفساد .
وتبقى الايام القادمة حبلى بالمفاجآت.