آخر الأخبار
  محادثات أردنية صينية موسعة في عمّان   الأمانة تعلن الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض   عمان الأهلية تُوقّع اتفاقية تعاون مع شركة (Codemint) لتطوير مخرجات التعلم   الأميرة سمية بنت الحسن تكرّم عمّان الأهلية لتميّزها في دعم الريادة والابتكار   الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة 20 دينارا للأسرة   مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة   إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم   نظام معدل للأبنية والمدن: تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف   الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار   ارتفاع أسعار الذهب محليا   منخفض جوي مساء اليوم وطقس بارد وماطر   فيضانات مفاجئة في آسفي المغربية تخلف 7 قتلى و20 مصابا   المواصفات والمقاييس: المدافئ المرتبطة بحوادث الاختناق مخصصة للاستعمال الخارجي فقط   الاتحاد الأردني يعلن إجراءات شراء تذاكر جماهير النشامى لكأس العالم 2026   20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة   الموافقة على تعديل الأسس المتعلقة بتحديد الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين   السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الخلايلة والعواملة   الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا   الخالدي يكشف عن "خدمة المعالجة المركزية لمعاملات الافراز" في دائرة الأراضي والمساحة

متعافون من المخدرات يروون تجربتهم .. من تغيير المزاج إلى دوامة مظلمة

{clean_title}
روى متعافون من آفة المخدرات شاركوا برحلة عمرة نظمتها مديرية الأمن العام تفاصيل حول ما جرى معهم، ورحلة علاجهم، ومشاركتهم بأنشطة تأهيلية كان آخرها رحلة العمرة التي نظمتها المديرية بالتعاون مع جهات شريكة.

وقال أحد المتعافين المشاركين بالرحلة في حديث لإذاعة الأمن العام، إنه وللأسف كان قد دخل عالم المخدرات من باب التجربة بعدما أقنعه أحد الأشخاص بتعاطي أول حبة على أنها وسيلة للراحة وتغيير المزاج، لكنه سرعان ما اكتشف أن الأمر كان بداية لدوامة مظلمة وطريق مليء بالسواد.

ووجه شكره لمديرية الأمن العام على تمكينه من العلاج في رحلة تعافٍ رفعت من مستوى ثقته بنفسه ومنحتّه التفاؤل والأمل وأعادته إلى طريق الطموح والرضا عن نفسه ومكنته من العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية بعد أن فتح باب العلاج أمامه طريق جديد.

وأشار إلى أنه خسر الكثير خلال سنوات الإدمان بدءاً من علاقته مع رب العالمين وابتعاده عن الصلاة مرورًا بفقدان ثقة الأهل والأصدقاء وصولًا إلى انهيار مكانته الاجتماعية، كما أن الإدمان أفقده الثقة بنفسه ودفعه إلى ممارسات لم يكن يتصور أن يقوم بها يومًا مثل السرقة والكذب، إذ أن المواد المخدرة دمرت حياته بشكل كبير جداً وغير طبيعي.

فيما وصف متعافٍ آخر شعوره عند رؤية الكعبة لأول مرة كان مختلفًا، إذ لم يتمالك دموعه رغم أنه لم يبكِ من قبل حتى في المواقف الصعبة وفقدان الأحبة من قبل، لافتاً إلى أن الوقوف أمام بيت الله الحرام منحه سلامًا داخليًا لم يعرفه من قبل، وكان رسالة واضحة له أنه يسير في الطريق الصحيح.

وأضاف أنه كان محظوظًا بالمضي في مسيرة العلاج التي وفرها مركز العلاج التابع لإدارة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن العام، والتي كان آخرها حصوله على فرصة لأداء مناسك العمرة، موضحًا أن هذه الرحلة شكلت نقطة تحول مهمة في حياته، وأعادت إليه الكثير من القوة الروحية والدافعية للاستمرار في التعافي ومكنته من إعادة بناء حياته كما كانت قبل التعاطي والعودة إلى سوق العمل وأعطته شعورًا بالاستقرار والثقة بالنفس.

وأشار متعافون إلى أن مركز العلاج لعب دورًا أساسيًا في دعمهم وإعادة دمجهم في المجتمع، حيث وفر لهم بيئة آمنة وسرية تامة، وأعاد لهم الثقة بأنفسهم كما عزز من علاقاتهم الأسرية والاجتماعية.

وأجمعوا في حديثهم على أن التجربة القاسية التي مروا بها على أنها يجب أن تكون عبرة للشباب داعين كل من تورط في هذا الطريق إلى التوقف فورًا والتوجه للمراكز العلاجية، مؤكدين أن الأمل موجود، وأن التعافي ممكن بالإرادة الصادقة والثقة بالله، مشيرين إلى أن رسالتهم اليوم هي أن يكونوا خير ناصحين لغيرهم حتى لا يقعوا في نفس الفخ.

وفي ختام شهادتهم، نوهوا إلى أن الأمل موجود دائمًا، وأن التعافي ممكن لكل من يتخذ القرار الصادق بالابتعاد عن المخدرات، داعين الشباب إلى المبادرة فورًا والبحث عن المساعدة قبل أن يفقدوا كل شيء.

وأكدوا أن الإرادة، والدعم، والبرامج العلمية، والبيئة الإيجابية في المركز هي الأساس لإعادة بناء الحياة واستعادة الصحة النفسية والاجتماعية.

من جهته، بين رئيس مركز علاج المدمنين المقدم يزن الشاعر أن الجهود التي تبذلها مديرية الأمن العام في مجال مكافحة المخدرات تمضي بعزم وبمتابعة حثيثة وتوجيهات مباشرة من مدير الأمن العام اللواء الدكتور عبيدالله المعايطة، وتتوزع على ثلاثة محاور رئيسية، هي محور التوعية أولاً ومن ثم محور العمليات إضافة إلى محور العلاج وإعادة التأهيل والدمج بالمجتمع كواحد من أهم المهام الإنسانية لمديرية الأمن العام.

ونوه إلى أن مديرية الأمن العام تتعامل مع المدمن كشخص مريض يستحق الحصول على فرصة ثانية، مبيّناً أن الإدمان وحسب الدراسات العلمية ثبت أنه مرض يمكن التعافي منه وليس وصمة عار لا يمكن تجاوزها كما يعتقد الكثير، داعيا أي شخص حاد عن الطريق القويم عدم التردد هو أو أحد ذويه من التواصل مع إدارة مكافحة المخدرات أو أي من الأقسام التابعة لها في المحافظات والخضوع للعلاج السري المجاني المعفي من الملاحقة القانونية.

وأشار إلى أن مديرية الأمن العام حملت على عاتقها تشغيل المركز بجميع تفاصيله وبرامجه، انطلاقاً من حرصها على إنجاح مرحلة العلاج ومساندة المتعافي في تجاوز الظروف الصعبة بالتعاون مع الشركاء الرسميين كوزارة الصحة ومؤسسات المجتمع المدني من خلال إطلاق مبادرات نوعية من بينها تنظيم رحلة العمرة التي جرى تنظيمها بالتعاون مع مديرية الإعلام والشرطة المجتمعية وأحد الشركاء الداعمين، وشملت مجموعة من المتعافين لتكون رسالة دعم موجهة لهم ولأسرهم بأن هناك من يؤمن بقدرتهم على العودة إلى الطريق الصحيح والحياة الطبيعية.

ونوه إلى أن رحلة العمرة جاءت ضمن برنامج إعادة التأهيل والدمج بالمجتمع حيث وقع الاختيار على مجموعة أثبتت التزامها وجديتها في العلاج مؤكداً أن مثل هذه المبادرات ستستمر بشكل دوري لتشمل أعداداً أكبر.