آخر الأخبار
  تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار   البلبيسي لامناء عامي الوزارات: هكذا نقدم أفضل الخدمات للمواطنين   الحكومة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع أميركا   أمانة عمان تباشر أعمال تعبيد بمساحة 500 ألف متر مربع   الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة   الحكم السويدي لم يعتذر وصفحة المنشور لا تمت له بصلة   رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة   الجيش: الأردن يشارك في عملية استهداف مواقع لعصابة داعش الإرهابية   ارتفاع أسعار الذهب محليا   ولي العهد يطمئن هاتفيا على صحة لاعب النشامى أدهم القريشي   الحكم السويدي .. اعتذر ام لا .. صحافة دولية تربك المشهد   ابرد ايام الشتاء تبدأ في الأردن غدا الاحد   وزير الصناعة: عام 2026 سيكون نقطة تحول بالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة   ماذا نعرف عن المتحوّر الجديد للإنفلونزا المنتشر في 34 دولة؟   مهم حول رفع اشتراك الضمان   جمال السلامي يعبّر عن شعورٍ ممزوج بالحسرة والفخر بعد مباراة النشامى   أجواء باردة نسبيًا في أغلب المناطق حتى الثلاثاء   الأرصاد: لا حالات مطرية متوقعة حتى 25 كانون الأول   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت

ماذا تشتري المليون ليرة في سوريا اليوم؟

{clean_title}
عندما غادرت سوريا في عام 2011، كان عدد قليل من المواطنين يمتلكون مليون ليرة سورية (حوالي 20 ألف دولار وقتها)، وكان يُعتبر من يمتلك هذا المبلغ مليونيرًا. هذا المبلغ كان كافيًا لشراء شقة سكنية متوسطة الحجم في بعض المحافظات أو ضواحي دمشق مثل دوما والمعضمية وحرستا. كما كان المواطن السوري في تلك الفترة قادرًا على شراء سيارة جديدة أو حتى سيارتين مستعملتين، بالإضافة إلى إمكانية افتتاح مشروع صغير مثل سوبر ماركت أو متجر لبيع الحواسيب.


ولكن، بعد 14 عامًا من مغادرتي دمشق، لاحظت تغييرات كبيرة في الأسواق حيث باتت الأسعار تتجاوز الأرقام الكبيرة، بل إن بعض الأرقام على واجهات المحلات تجاوزت الستة أصفار لشراء معطف أو حتى حذاء.


مليون ليرة لم تعد كافية
يقول أحمد الصباغ، وهو معلم، إن مليون ليرة سورية (تساوي حاليًا نحو 85 دولارًا فقط) لم تعد كافية لتغطية تكاليف معيشة أسرة مكونة من 4 أو 5 أفراد لمدة أسبوع أو عشرة أيام. ويضيف الصباغ في حديثه للجزيرة نت أثناء تسوقه في سوق الشيخ سعد بحي المزة، أن المليون ليرة الآن قد تكفي لشراء بضعة لترات من المازوت للتدفئة، وكيلوغرام من اللحم والفروج، وبعض المواد التموينية الأخرى.


وأشار إلى أنه يعمل كمعلم وراتبه لا يتجاوز 400 ألف ليرة شهريًا (حوالي 34 دولارًا)، وهو مبلغ لا يكفي حتى للمعيشة الأساسية لولا المساعدات التي يتلقاها من أخيه وأخته المقيمين في أوروبا.


ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق
من جانبه، يروي محمد الجمال، وهو مغترب عاد إلى دمشق بعد غياب دام 10 سنوات، عن تفاجئه بالأسعار المرتفعة في أسواق دمشق. وقال للجزيرة نت: "الأسعار على واجهات المحلات أصبحت بمئات الآلاف من الليرات، فمثلاً معطف يمكن أن يصل سعره إلى 600-700 ألف ليرة، والأحذية حتى على البسطات وصلت أسعارها إلى ربع مليون أو نصف مليون ليرة، وكل ذلك بعد التخفيضات". وأضاف الجمال أنه، كونَّه مغتربًا، يستطيع تحمل هذه الأسعار، بينما يعاني السكان المحليون الذين يتقاضون أجورًا بالليرة السورية.


أزمة اقتصادية مزدوجة
الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي إسماعيل النجم يوضح أن المواطن السوري يعاني من معضلتين رئيسيتين: أولاهما ضعف الدخل، حيث تتراوح رواتب الموظفين بين 10 و30 دولارًا شهريًا، والأخرى هي الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية مثل الغذاء والمحروقات والألبسة.
وفي تصريحه للجزيرة نت، قال النجم ساخرًا: "الشعب السوري اليوم كله أصبح مليونيرًا، لأن المليون ليرة سورية أصبحت تساوي 85 دولارًا فقط، وهذه القيمة لم تعد تكفي لسد احتياجات الأسرة الأساسية مثل المواصلات أو شراء جرة غاز".


وأشار النجم إلى أن ثمن جرة الغاز الفارغة وصل إلى حوالي 800 ألف ليرة سورية، إضافة إلى 275 ألف ليرة لتعبئتها من السوق السوداء، مما يجعل سعر الجرة يتجاوز المليون ليرة، وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجات التدفئة أو تسخين المياه لأكثر من أسبوع في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء.


المساعدات الخارجية وحلول متوقعة
أضاف النجم أن معظم السوريين يعتمدون بشكل أساسي على التحويلات المالية من أقاربهم في الخارج، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية. وأكد أن الشعب السوري يعلق آماله على الزيادة التي وعدت بها الحكومة في المرتبات، فضلاً عن خفض الأسعار بعد انخفاض سعر الدولار في الأسواق، وكذلك الانفتاح على استيراد المواد من دول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن.