آخر الأخبار
  الدقامسة: مطعوم كورونا ليس شرطاً للحج هذا العام وما حدث العام الماضي في موسم الحج لن يتكرر هذا العام   الدفاع المدني يخمد حريق مقهى في محافظة إربد   فلكي أردني: رؤية هلال رمضان ممكنة في 28 شباط   توضيح مهم من طقس العرب حول تساقط الثلوج نهاية الأسبوع : الفيديو قديم   تصريح حكومي حول الحد الادنى للأجور في الأردن   طقس العرب: ثلوج في معظم مناطق الأردن اعتبارًا من الخميس   ساعات الصيام في الأردن ومواقيت الصلاة   من أمانة عمان للمواطنيين .. بشأن المنخفض الجوي الحالي!   تحذير أمني حول حالة الطقس التي تشهدها المملكة!   من محافظة معان .. توجيه صادر عن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان   هام لطلبة المدارس وذويهم خلال شهر رمضان المبارك   توصية هامة بتأجيل أقساط الاردنيين لشهري شباط وآذار 2025   خلال صلاة الجمعة .. هذا ما سُرق من مصلين داخل مسجد بإربد!   جيش الاحتلال: نعد خططاً للهجوم!   توضيح حول حالة الطقس التي تشهدها المملكة   مطالبات بإعفاء رسوم "الترانزيت" بين الأردن وسورية   الجمارك توجه بالإسراع في إنجاز معاملات المواد الغذائية الرمضانية   مجلس الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقدسة   حريق في السوق المركزي بإربد والأمن يحقق   ولي العهد يؤكد دعم الأردن لجهود إعمار غزة

ماذا تشتري المليون ليرة في سوريا اليوم؟

{clean_title}
عندما غادرت سوريا في عام 2011، كان عدد قليل من المواطنين يمتلكون مليون ليرة سورية (حوالي 20 ألف دولار وقتها)، وكان يُعتبر من يمتلك هذا المبلغ مليونيرًا. هذا المبلغ كان كافيًا لشراء شقة سكنية متوسطة الحجم في بعض المحافظات أو ضواحي دمشق مثل دوما والمعضمية وحرستا. كما كان المواطن السوري في تلك الفترة قادرًا على شراء سيارة جديدة أو حتى سيارتين مستعملتين، بالإضافة إلى إمكانية افتتاح مشروع صغير مثل سوبر ماركت أو متجر لبيع الحواسيب.


ولكن، بعد 14 عامًا من مغادرتي دمشق، لاحظت تغييرات كبيرة في الأسواق حيث باتت الأسعار تتجاوز الأرقام الكبيرة، بل إن بعض الأرقام على واجهات المحلات تجاوزت الستة أصفار لشراء معطف أو حتى حذاء.


مليون ليرة لم تعد كافية
يقول أحمد الصباغ، وهو معلم، إن مليون ليرة سورية (تساوي حاليًا نحو 85 دولارًا فقط) لم تعد كافية لتغطية تكاليف معيشة أسرة مكونة من 4 أو 5 أفراد لمدة أسبوع أو عشرة أيام. ويضيف الصباغ في حديثه للجزيرة نت أثناء تسوقه في سوق الشيخ سعد بحي المزة، أن المليون ليرة الآن قد تكفي لشراء بضعة لترات من المازوت للتدفئة، وكيلوغرام من اللحم والفروج، وبعض المواد التموينية الأخرى.


وأشار إلى أنه يعمل كمعلم وراتبه لا يتجاوز 400 ألف ليرة شهريًا (حوالي 34 دولارًا)، وهو مبلغ لا يكفي حتى للمعيشة الأساسية لولا المساعدات التي يتلقاها من أخيه وأخته المقيمين في أوروبا.


ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق
من جانبه، يروي محمد الجمال، وهو مغترب عاد إلى دمشق بعد غياب دام 10 سنوات، عن تفاجئه بالأسعار المرتفعة في أسواق دمشق. وقال للجزيرة نت: "الأسعار على واجهات المحلات أصبحت بمئات الآلاف من الليرات، فمثلاً معطف يمكن أن يصل سعره إلى 600-700 ألف ليرة، والأحذية حتى على البسطات وصلت أسعارها إلى ربع مليون أو نصف مليون ليرة، وكل ذلك بعد التخفيضات". وأضاف الجمال أنه، كونَّه مغتربًا، يستطيع تحمل هذه الأسعار، بينما يعاني السكان المحليون الذين يتقاضون أجورًا بالليرة السورية.


أزمة اقتصادية مزدوجة
الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي إسماعيل النجم يوضح أن المواطن السوري يعاني من معضلتين رئيسيتين: أولاهما ضعف الدخل، حيث تتراوح رواتب الموظفين بين 10 و30 دولارًا شهريًا، والأخرى هي الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية مثل الغذاء والمحروقات والألبسة.
وفي تصريحه للجزيرة نت، قال النجم ساخرًا: "الشعب السوري اليوم كله أصبح مليونيرًا، لأن المليون ليرة سورية أصبحت تساوي 85 دولارًا فقط، وهذه القيمة لم تعد تكفي لسد احتياجات الأسرة الأساسية مثل المواصلات أو شراء جرة غاز".


وأشار النجم إلى أن ثمن جرة الغاز الفارغة وصل إلى حوالي 800 ألف ليرة سورية، إضافة إلى 275 ألف ليرة لتعبئتها من السوق السوداء، مما يجعل سعر الجرة يتجاوز المليون ليرة، وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجات التدفئة أو تسخين المياه لأكثر من أسبوع في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء.


المساعدات الخارجية وحلول متوقعة
أضاف النجم أن معظم السوريين يعتمدون بشكل أساسي على التحويلات المالية من أقاربهم في الخارج، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية. وأكد أن الشعب السوري يعلق آماله على الزيادة التي وعدت بها الحكومة في المرتبات، فضلاً عن خفض الأسعار بعد انخفاض سعر الدولار في الأسواق، وكذلك الانفتاح على استيراد المواد من دول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن.