جراءة نيوز-عمان:
أظهرت دراسة عرضت في المؤتمر الأردني الأول حول دراسة الفقر والتنمية المستدامة في محافظات الجنوب ازدياد البطالة بين حملة الشهادات العلمية اذ بلغت نسبتهم 18 % للذكور و64.1 للاناث، ممن يحملون درجة البكالوريوس وما فوق،وأشارت الدراسة التي عرضت في المؤتمر الذي عقد أمس في جامعة الحسين بن طلال أن نتائج المسح للفقر أظهرت أن 13.3 % من سكان الاردن يقعون تحت خط الفقر العام، وأن حد الفقر العام هو 680 دينارا للفرد سنويا.
وأكد متحدثون أن معدل البطالة العام في الاردن لعام 2011 بلغ ما نسبتة 13.2 %، حيث سجل أعلى معدل للبطالة في الفئة العمرية 15- 24 سنة إذ بلغ 64.0 ، مبينين أن المتعطلين الذين كانت مؤهلاتهم اقل من الثانوية العامة بلغت نسبتهم 47.8 %.
وبينوا أن حجم عمالة الاطفال في قطاع السياحة في مدينة البتراء الاثرية في تزايد مستمر وترتبط بعلاقة طردية مع نمو الحركة السياحية، لافتين الى أن عمليات المسح الشامل أظهرت أن معدل عدد الأطفال العاملين 400 طفل، حيث يصل الى 550 طفلا في أوج الحركة السياحية ويتراجع الى نحو 250 طفلا في فترات تراجع الموسم السياحي.
وأوضحوا أن عمالة الاطفال في قطاع السياحة تعد أحد أخطر انواع العمل التي تجذب الاطفال نظرا للجاذبية التي يوفرها العمل في المرافق الخدمية السياحية ولحجم المردود المالي، الذي يحصل عليه الاطفال والذي يؤدي الى حرمانهم مبكرا من التعليم ومن فرص الحياة المستقبلية ما دفع منظمة العمل الدولية الى وصف الاطفال العاملين في السياحة بأنهم أفقر الفقراء.
واكدوا أن المؤشرات الاقتصادية الكلية تظهر أن الاقتصاد الوطني الاردني سيتأثر سلبا وبشكل ملحوظ خلال العام الحالي والعام المقبل، ما سيكون له تأثير كبير على معدلات الفقر والبطالة في المملكة ، متوقعين أن ترتفع معدلات الفقر بين الشرائح ذات الدخل المحدود، وذلك بسبب تحرير اسعار المشتقات النفطية والتخلص النهائي من كافة سياسات الدعم المقدم لبعض السلع الاساسية والتي تسببت بتفاقم عجز الموازنة الى مستويات غير مسبوقة.
وكان رئيس مجلس أمناء جامعة الحسين بن طلال الدكتور عبد الله عويدات أكد خلال رعايته أعمال المؤتمر، بحضور رئيس الجامعة الدكتور طه الخميس، أن الفقر في الاردن يعد تحديا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، مشيرا الى ان الاردن بلد فقير محدود الموارد وقليل الثروات ومن الطبيعي ان تجد فيه طبقة فقيرة غير انه من المستغرب استمرار هذا الفقر وتفاوته من منطقة لأخرى في ظل الخطط الحكومية الرامية الى الحد من انتشاره.
وقال إن محافظات الجنوب تزخر بالكثير من الثروات الطبيعية التي يمكن استتغلالها والاستثمار فيها لتوفير المزيد من الفرص للعاطلين عن العمل وبما يسهم في التخفيف من انتشارالفقر والبطالة في هذه المحافظات.
وأكد الدكتور أمين المشاقبة في ورقة عمل قدمها حول التحديات الاجتماعية في الاردن أن نسبة النمو السكاني في الاردن وصلت الى 2.3 % في العام 2010 ، حيث تضاعف عدد سكان المملكة حوالي عشر مرات منذ منتصف القرن الماضي ليتجاوز في العام 6 ملايين نسمة في العام 2010
لافتا أن الهجرة الوافدة ومستويات الانجاب وغيرها من العوامل ساهمت بتلك الزيادة ، مشيرا الى أنه إذا بقي هذا المعدل قائما فإن السكان في الاردن سيتضاعف عددهم ليصل الى 13 مليون نسمة خلال العقدين القادمين مع عام 2030.
وقدم الدكتور ناصر ابو زيتون ورقة عمل حول ثقافة الفقر في محافظات الجنوب تناول فيها دراسة حول واقع بعض القرى في محافظتي العقبة "الديسة بنسبة فقر 44.4 % والكرك" القطرانة بنسبة فقر 35.6" ومعان قرية " المريغة بنسبة فقر 27.1 %"، حيث برزت ثقافة الفقر بواقع 40 أسرة بكل منطقة لتبلغ عينة الدراسة 120 أسرة.
وأشار ابو زيتون الى أن نتائج الاعتماد على القروض يمثل أحد اساليب التكيف مع الفقر رغم محاولة الدولة في تقديم القروض لإقامة المشاريع لكن الغالبية العظمى منها أثبتت فشلها.
واوضح ابراهيم الشمري من وزارة العمل دور الوزارة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة حيث اتخذت سلسلة من الاجراءات في مجال الحد من هذه الظاهرة وتشغيل الاردنيين ما ينعكس مباشرة في الحد من الفقر ومن هذه الاجراءات المساهمة في اصلاح قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني وتعزيز دور الوزاره في التشغيل من خلال استحداث مديريات واقسام متخصصة للتشغيل في مديريات العمل.
وقدمت الدكتورة مرام الفريحات ورقة عمل حول عمالة الاطفال في السياحة، أكدت فيها أن ظاهرة عمالة الاطفال في الاردن تشكل تحديا كبيرا للجهات الرسمية والاهلية، وذلك بعد ظهور نتائج مسح دائرة الاحصاءات العامة لعام 2008 الذي اشار الى وجود 32676 طفلا عاملا في المملكة دون سن 18 عاما.
واشارت الفريحات الى أن عمل الاطفال في قطاع السياحة في البتراء يشكل خطر على مستقبلهم مقارنة بالعمل في قطاعات اخرى ، فضلا عن ارتفاع اعداد الاطفال الذين تركوا مدارسهم للعمل في سن مبكره لسهولة اداء العمل في السياحة، الى جانب سوء الاحوال السلوكية التي يكتسبها الطفل من خلال الاتصال الثقافي مع السياح والعاملين الكبار معه في نفس المكان والاحتكاك والمنافسة بين الاطفال انفسهم.
ويهدف المؤتمر الذي يشارك فيه (26) باحثاً الى مناقشة قضايا الفقر والبطالة ونوعية الحياة في محافظات جنوب المملكة من خلال حوار علمي هادف ومتخصص في قضايا الفقر والتنمية والمساهمة في ايجاد أفكار جديدة لردم فجوة التنمية في محافظات الجنوب،ويناقش المؤتمر على مدار يومين ستة محاور تتضمن مشكلات ومنهجيات قياس الفقر، وخصائص الفقراء ،وفقر الفئات والحالات الخاصة وخرائط الفقراء في محافظات الجنوب الى جانب الآثار الاجتماعية والسياسية للفقر ومراجعة أدوات ووسائل الحد من الفقر.