يستضيف الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر بروكسل السادس بشأن "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، الذي انطلق في العاصمة البلجيكية بمشاركة الأمم المتحدة.
ويشهد الثلاثاء، انعقاد الجزء الوزاري للمؤتمر في مبنى المجلس الأوروبي، حيث سيجمع وفودا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين سوريين والدول الشريكة والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وسيعقب الخطاب الافتتاحي للممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية/ نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل كلمات افتتاحية للدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في المنطقة.
وسيعقد الوزراء نقاشا سياسيا بشأن جوانب متعددة للأزمة السورية ومن ثم سيتم الإعلان عن المبلغ الإجمالي للتعهدات من المجتمع الدولي للشعب السوري والمجتمعات المضيفة، حيث سيمثل الإعلان الحدث الرئيسي للمؤتمر في عام 2022.
وأشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي عقد الاثنين، إلى الحاجة لـ 10.5 مليار دولار في عام 2022 لدعم السوريين والمجتمعات المضيفة والبلدان المحتاجة بشكل كامل، تشمل 4.4 مليار دولار للاستجابة داخل سوريا، و6.1 مليار دولار أخرى لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة.
- 1.3 مليون سوري في الأردن -
ومن الأردن، يشارك في المؤتمر، وزير التخطيط والتعاون الدولي، ناصر الشريدة، بهدف إطلاع المجتمع الدولي على حجم التحديات التي تواجهه والناجمة عن الأزمة والإجراءات المتخذة للتخفيف من أعباء الأزمة السورية كواقع، وحث المجتمع الدولي على الاستمرار بتحمل مسؤولياته تجاه الأردن كمستضيف للاجئين، لا سيما وأن الأزمة ما زالت تلقي بظلالها على مختلف القطاعات الحيوية في المملكة.
ويستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في 2011، بينهم نحو 672 ألف لاجئ مسجل لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، من أصل أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الأردن، ودول مجاورة.
وبلغ حجم تمويل خطة استجابة الأردن للأزمة السورية للربع الأول من العام الحالي 189 مليون دولار، من أصل 2.28 مليار دولار، وبنسبة وصلت إلى 8.3%، وفق وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
وبلغ حجم تمويل الخطة للربع الأول من العام الحالي توزع على؛ 62.457 مليون دولار لتمويل متطلبات بند دعم اللاجئين، إضافة إلى 39.307 مليون دولار لبند دعم المجتمعات المستضيفة ، وفقا لقناة المملكة.
وموّلت الخطة أيضا، 1.240 مليون دولار لدعم مشاريع الاستجابة لجائحة كورونا ضمن خطة الاستجابة للأزمة السورية، و86 مليون دولار لبند يدعم مشاريع البنية التحتية وتنمية القدرات المؤسسية.
ووفق بيانات خطة الاستجابة، فإنه "لم يقدّم أي تمويل في الخطة لدعم بند الموازنة حتى تاريخه".
الشريدة، حثّ في تصريح سابق، المجتمع الدولي على القيام بمسؤولياته تجاه الدول المستضيفة للاجئين السوريين وتحديدا في الأردن، في ضوء التدني الملحوظ في حجم الدعم المقدم لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية من الجهات المانحة خلال العامين المنصرمين.
وفي عام 2021، بلغ حجم تمويل خطة استجابة الأردن للأزمة السورية 744.4 مليون دولار، من أصل 2.43 مليار دولار، وبنسبة وصلت إلى 30.6%، وبعجز بلغ 1.687 مليار دولار من حجم موازنة سنوية مخصصة لدعم لاجئين سوريين في الأردن.
ولغاية مطلع الشهر الحالي، بلغت قيمة تمويل متطلبات خطة استجابة الأمم المتحدة للاجئين 55 مليون دولار من أصل 353 مليون دولار للعام الحالي، وبنسبة وصلت 13%.
- 26.5 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية -
فرحان حق، قال خلال المؤتمر الصحفي اليومي، إن انعقاد المؤتمر يأتي في خضم استمرار تدهور الوضع الإنساني في سوريا، حيث يحتاج نحو 26.5 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية.
ووفق بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي، فإن الهدف الشامل لمؤتمر بروكسل السادس هو ضمان استمرار الاهتمام والدعم للشعب السوري في سوريا والمنطقة، والحفاظ على حشد المجتمع الدولي لدعم حل سياسي للأزمة السورية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
كما سيوفر مؤتمر بروكسل السادس فرصة للمجتمع الدولي لحشد المزيد من الدعم المالي لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة.
إضافة إلى ذلك، سوف يسلط المؤتمر الضوء على الدور الرئيسي للمجتمع المدني السوري في تشكيل مستقبل البلاد والدفاع عن حقوق جميع السوريين، وخاصة النساء والجيل القادم. وسيوفر منصة تفاعلية للحوار مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الفاعلة في سوريا والمنطقة بشأن رؤيتهم لمستقبل سوريا.
وقال حق: "يحتاج 14.6 مليون شخص إلى المساعدة داخل سوريا - بزيادة قدرها 1.2 مليون عن عام 2021 - وحوالي 12 مليون شخص في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك 5.6 مليون لاجئ سوري وأفراد من المجتمع المضيف".
ودعا المانحين إلى "التعهد بسخاء في الحدث رفيع المستوى الذي يعقد الثلاثاء".
- الاتحاد الأوروبي أكبر الداعمين -
بعد أكثر من عقد من الزمان، لا يزال الصراع في سوريا يولد العنف وعدم الاستقرار ويؤدي إلى نزوح المدنيين.
وفاقمت جائحة كورونا ومعها الحرب الروسية في أوكرانيا الاحتياجات الإنسانية المعقدة أصلا الناتجة عن الأزمة، والتي لا تزال تثير تداعيات عميقة على الاستقرار العام للمنطقة بأكملها.
وأوضح الاتحاد الأوروبي أنه ظل يمثل، منذ عام 2011، أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية ومساعدات القدرة الصمود لسوريا والمنطقة بمبلغ 27.4 مليار يورو.
في العام الماضي، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 3.7 مليار يورو إجمالا لعام 2021 وما بعده