في الذكرى الأولى لوداع أُمي الأخير
الوداع الذي أثقل كاهلي
رحيل الأُم هو جُرحٌ مدى الحياة و هو الجُرح الذي لا يبرأ أبدا
إلى من ماتت ومات معها كل شئ جميل
إلى شمعة البيت إلى من كان ينقص عمرها يوماً بعد يوم حتى تراني أكبُر أمام ناظريها وتراني شاباً يافعاً قادراً على حمل المسؤولية كحال جميع الأُمهات المؤمنات والصابرات
إلى أمي التي كانت تخاف عليَّ من الحزن دائما وتراني طفلها الصغير مهما مرت السنين ومهما بلغت من العُمر
لن أنسى دعواتُكِ التي كانت تُعبد الطريق لي …
يا أطيب وجهٍ عرفت لقد كانت دعواتك لي منار طريقي، ودروب حياتي…
لقد غادرني الفرح برحيلك أيتها الحنونة دون عودة ،
كُنتُ أَضُن بأنكِ ذاهبةً برحلة زيارة إلى معان حيث كان مولدُكِ يا أُمي لزيارة الأهل والأقارب والجيران ورفيقات الصِبا ،
وعندما تعودين إلينا كنَّا ننتظر عودتك أنا وأحفادك ويداكِ محملةً من خيرات معان وهداياها وحلوياتها الشعبية كالهريسة والكعك المعاني وخبز المجللة والسمن البلدي ،،،
ولكن يا أُمي قد رحلتيِ الرحيل الأخير ورحل كل شيء جميل معكِِ ،،،
يا أمي بعد رحيلك لم تعد الدنيا كما كانت عليه
حتى لحظات إنتظارك على مائدة الإفطار في رمضان
وحكاياتك عن أيام معان زمان والأجداد والأهل والخلان
رحمك الله يا غاليتي
لقد غادرتِ هذه الدنيا وبقيت ذكراكِ الجميلة والطيبة وكلماتك العذبة، وحديثك الطيب ويانس الصلاة ومصحفكِ الذي كُنتِ تتلين فيه ما تيسر آناء الليل وأطراف النهار ،،،،
اللهم ياربي أسألك أن تُدخل أمي الفردوس الأعلى بلا حساب ولا عتاب
ولا سابق عذاب ياالله
فإنها الفقيرة إلى رحمتك يارب العالمين