بعث الشاب الغزاوي أنس اليازجي برسالة مؤثرة و مبكية لخطيبته الشهيدة شيماء أبو العوف التي ارتقت إثر قصف الاحتلال الاسرائيلي لمنازل المواطنين في غزة.
واليازجي كان ينوي الزواج بعد شهر من الا أن استشهاد خطيبته شيماء حال دون ذلك.
وتالياً نص الرسالة:
من أنس #اليازجي إلى خطيبته #الشهيدة #شيماء أبو العوف التي انتشل جثمانها من تحت #الركام بعد يومين من عمليات البحث.
حسناً شيماء
أحبك جداً و بعد ..
انا الآن تحت #القصف كما دائماً من اللحظة التي أغلقنا فيها الهاتف منذ ثلاثة أيام و خمسة #صواريخ على بيت عائلتك ،
منذ آخر بروفا لفستان العرس و معجون الحناء
منذ آخر الكلام و طيب المقام
منذ عيد و زغاريد
وجارات وصديقات و مواعيد لحفل الزفاف
منذ أول اولادنا المؤجلين وأول عنادكِ
أقول : أريد طفلاً واحداً
وتقولين : لا / بل عشيرة .
أحبكِ جداً و بعد .. أنا الآن تحت القص ف كما دائماً
يدي في جيبي و عقلي في مكانه
أقول : يا شيماء
مرًَت #طائرة
سقطَ الجرس و المئذنة
و تقولين : لا بأس
الصلاةُ صاعدة
أقول : يا شيماء دمروا #الأبراج
و تقولين : لا بأس / بَقي الحَمام
أقول : حطَّموا النافذة
و تقولين : أحسنْ ، بهذا أصبح الضوء حراً
أحبك جداً ..
وحيث أنني الآن تحت القصف كما دائماً
و تحت الدمار
سيأتِ التُجَار و الفُجَار، وتبدأ المؤتمرات ، ويُفتح المزاد على البلاد و على ما تبقى من عباد
سيشكلون لجنة لإعادة الإعمار واعادة الأبراج
والبيوت المهدمة
وبيتنا يا حبيبتي
بيتنا الصغير الذي سوّيناه حجراً على حجر ، ثم غَرِقنا في الديون والأقساط
وغَرِقنا في الشجار على لون الكنب
ولون الحيطان ، وفي أي مكانٍ من حديقة بيتنا سنزرع شتلة العنب
ستُعاد لنا الشوارع
والمآذن و الحدائق
والكهرباء
وخطوط الماء
أقول : وقد توقف القصف
من يعيد لشيماء الدماء .