كتب : رئيس التحرير المسؤول
في الأخبار ان العشرات من الشبان، قاموا بمسيرة راجلة انطلقت من محافظة العقبة جنوب المملكة، إلى العاصمة عمان، بهدف تسليط الضوء على قضيتهم وتأمينهم بفرص عمل أسوة بغيرهم من المحافظات.
وفي اقل من اسبوع حاول اثنيين من الشباب القفز من شرفة مجلس النواب لذات الهدف هو البحث عن وظيفة، قبل ذلك حاول شباب الانتحار لانهم عاطلين عن العمل، كما قام احد حملة الدكتوراه بالسير من الطفيلة عاري القدين هو ابناءه لعرض قضيته وهي اللبحث عن عمل، فيما مضى اخرون يجوبون الشورع على غير هدى لذات السبب .
هذا جزء مما اسمعناه، اما الاجزاء الاخرى التي قد تكون غابت عنها وسائل الاعلام ، فهي الاكثر يلاما من سابقتها.. ولكنها موجودة وجميعنا يعرف عنها .
هؤلاء استطاعوا التعبير عن رأيهم ، اما الاخرين الذين وقعوا كضحية صامتة لفساد استشرى حتى النخاع ، فهم اشبه بالقنبلة الموقوتة والتي قد تنفجر في اي لحظة.
وفي الوقت التي تعبر فيه الحكومة عن بحث جاد لمحاربة الفساد لا نجد امامنا الا المزيد من الانحدار .. والمزيد من المعلجات الشكلية ، والمطالبة بالمزيد من البحث والتاني كما تقول لحكومة .
في الحقيقة الفساد الذي تبحث عنه الحكومة، لا يحتاج إلى مندل أو ضرب بالودع، ولا حتى قراءة في الكف، ولا إلى عرافين أو حجابين حتى نعرف أين يختبئ، ولكنه يحتاج إلى ارادة صادقة وجريئة، في محاربته.
فاعندما نرى أن الكلفة التشغيلية لعجلة الحكومة تستحوذ على ميزانية الدولة، فيما يزداد طوابير العاطلين عن العمل وتترك بعضه يتسول على إشارات المرور، وآخرون ينتظرون المعونة عبر الفضائيات، نعلم أن هناك فساد.
وقد تجده جاثما بكل قوته في المشاريع الكبيرة، وفي المؤسسات والدوائر الحكومية، وحتى في الشركات الكبيرة قبل الصغيرة في القطاع الخاص.
وتجده في كل مكان وفي أي زاوية، يتحدث عن نفسه دون خجل وبكل تبجح.
وعندما يزداد سجل الفقراء طولا، فيما تتوسع جيوب الفقر، ويتضخم حجم العاطلين عن العمل.
محنة الفساد في بلادنا تحولت إلى منهجية وسلوك غير قابل للتغير، اما القائمون على الأمر وجهوها باتجاه معين، ولكن المعالجات المكياجية لن تفيد، نظرا إلى أن أضرار الفساد طالت الجميع، ولم تستثن أحدا.