آخر الأخبار
  اتصال هاتفي يجمع وزير الخارجية أيمن الصفدي برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي .. وهذا ما دار بينهما   وحدة دعم مبتوري الأطراف المتنقلة الأردنية تواصل عملها بغزة   جلالة الملك يسلم شركة كهرباء إربد جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز للقطاع الخاص   الأمن يفتح باب التجنيد للذكور والاناث - تفاصيل   هل سترسل ايران مقاتلين للبنان أو فلسطين؟ الخارجية الإيرانية تجيب ..   الملك يرعى حفل جوائز الملك عبدالله الثاني للتميز   بيان صادر عن "الخارجية" بخصوص الاردنيين المتواجدين في لبنان   الإعلان عن شروط دولة "الاحتلال" للموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان   الحكومة تقرر تخفيض أسعار البنزين والديزل في الاردن .. وبهذه النسب!   ثلاثة أحزاب ستحصل على 120 ألف دينار   إرادتان ملكيتان بإرجاء اجتماع مجلس الأمة ودعوته للانعقاد في 18 تشرين الثاني   البنك الأردني الكويتي ينفذ تجربة إخلاء وهمية لمباني الإدارة العامة والفرع الرئيسي وفيلا البنكية الخاصة   البدور: اذا فرضت المواجهة سيحمل الأردن السلاح بيده   إعلان هام صادر عن رئيس حكومة تصريف الاعمال في لبنان   وفاة مدير إدارة الرقابة في وزارة الأشغال   الأردن.. 10% انخفاض الطلب على المواد الغذائية   دائرة الإفتاء الأردنية توضح الحكم الشرعي لتضمين أُجرة صياغة الذهب على المقترض   جمعية البنوك توضح حول تخفيض أسعار الفائدة على قروض الأردنيين   السيارات الكهربائية أبرز أسباب تراجع الفاتورة النفطية الأردنية   انقطاع التيار الكهربائي الخميس والجمعة عن هذه المناطق .. أسماء

آخر ما كتب حسن كامي.. ومأساة رحيل ابنه وزوجته

{clean_title}

لم تكن حياة الفنان المصري حسن كامي، الذي غيبه الموت صباح الجمعة عن عمر ناهز الـ 82 سوى فيلم سينمائي مليء بالمواقف التراجيدية والمشاهد الإنسانية الحزينة والباكية، تحملها الفنان الراحل بصبر وثبات وعزيمة وقوة وإيمان.

ولد الفنان الراحل لأسرة ثرية، وتعرض لأول انتكاسة وصدمة في حياته عقب ثورة يوليو من عام 1952، حيث صودرت ثروة أسرته وأملاكها وفقا لقوانين التأميم التي أصدرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكنه لم يهتم أو يحزن، كان يقول إن المال لا يهم، المهم هو أن يبقى الإنسان سعيدا وراضيا وقنوعا لا يستسلم لأحزان أو مصائب أو نكسات.

وكان كامي محبا وعاشقا للفن الأوبرالي، وصارت الأوبرا ، وفق وصفه، بداخل كرات دمه الحمراء، كانت عشقا له، وكان عاشقا للغناء الأوبرالي، لذا حصد جوائز عالمية كبيرة، وبدأ يعرف طريقه للشهرة والأضواء ويجني الكثير من المال.

وتفاصيل قصة حب كامي لزوجته الراحلة نجوى كانت مضربا للأمثال على الإخلاص والوفاء والحب الحقيقي، تعرف عليها عندما كان عمره 18عاما خلال لقاء عابر بنادي الجزيرة، وكانت فتاة جميلة ومرحة -هكذا قال – وبدأ يتابعها ويترقبها، وذات يوم طالبته صديقة له في النادي أن يبحث عن وظيفة لفتاة صديقتها في شركة طيران كان يعمل مديرا بها، ليفاجأ أن حبيبته هي تلك الفتاة التي ترغب في العمل.

وارتبط كامي بقصة حب مع نجوى، ولكن كانت هناك عقبات كثيرة تعترض إتمام علاقتهما، فقد كان مسلما وهي قبطية، وعندما تقدم لها رفضت أسرتها هذا الزواج وهددوه بالحبس والإيذاء لو استمر في مطاردته لها، فقد كانت عائلتها صعيدية محافظة، وكان أحد أقارب حبيبته يتولى منصبا مهما.

ولم يستسلم كامي لذلك، حارب من أجل الارتباط بحبيبته، وكشف أنه ذهب لقساوسة في الكنيسة ليتوسطوا له عند أسرة فتاته، وظل يداوم ويصر على طرق الأبواب ليكمل قصة حبه، وساعدته حبيبته في إقناع أهلها، ووافقوا بعد سنوات من الإلحاح والإصرار منهما.

ولإثبات حبه لفتاته، كتب لها كل أملاكه، لكن أسرتها رفضت ذلك وأعادت إليه أملاكه، واشترى لها مكتبة، وعقب زواجهما بـ 19 عاما تعرض لصدمة أخرى، وهي وفاة ابنهما الوحيد شريف الذي كان يبلغ من العمر 18 عاما.

لم يستسلم الفنان الراحل لتلك الصدمة، وبدأ رويدا رويدا يتجاوزها لكنه كان كل يوم جمعة يزور قبر ابنه وينثر الورود حوله، ويوزع ما تبقى من ورورد على المتواجدين في المقابر، وظل على هذا المنوال حتى وفاته.

وعقب رحيل زوجته عام 2012، كان يزور قبرها وقبر ابنه شريف وينثر الورود أيضا، وكان يقول لمن يراه هناك في المقابر، إذا وجدتموني أرقد هنا ذات يوم فلا تحرموني من دعائكم.

وخلال لقاءات تلفزيونية له بكى الفنان الراحل لكونه أهان زوجته الراحلة ذات يوم، كانت إهانته -كما قال - أنه جرح مشاعرها بنظرته لسيدة أخرى وبكى: "زوجتي كانت مبتسمة، وطيبة لم تجرح أحدا، وأنا جرحتها عندما نظرت لسيدة أخرى وتسببت في بكائها"، مضيفا أنه صالحها وارتمى الأرض ليقبل قدميها بعد بكائها.

وأضاف أنه بعد وفاة زوجته شعر بالفراغ والوحدة، وتأثر نفسيا وزهد في الحياة، وكان يكتب في صفحته يوميا رسائل لها لمدة عامين متواصلين.

وكانت أمنية كامي أن يذهب لجوار ربه وبجوار زوجته وابنه، وكان يردد: أتمنى أن أجدهما في استقبالي عندما أذهب للدار الأخرى، هذه ستكون قمة سعادتي. وفي آخر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كتب الفنان الراحل: "في المنزل أستعد للاحتفال نهاية 2018 ". وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة، فاضت روح كامي لبارئها وصعدت ليحتفل بالذهاب لجوار ربه وبجوار زوجته وابنه كما تمنى.