آخر الأخبار
  الشوبكي: تخفيض ملموس متوقع على أسعار الديزل وبنزين 95 في الأردن   قرار صادر عن "وزير الصحة" لتسريع حل المشاكل الفنية والطبية في المستشفيات الاردنية   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي بوفاة العضايلة   "البوتاس العربية" توقع اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد مع "يارا" النرويجية لتوريد البوتاس للأسواق العالمية   مكافآت وحوافز من أمانة عمّان- تفاصيل   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة   بيان صادر عن عشائر النعيمات بخصوص اللاعب يزن النعيمات   إصابة 4 بحالات إختناق في الاغوار الشمالية .. مصدر طبي يكشف عن حالتهم الصحية!   هل سيسلم بشار الاسد للسلطات السورية الجديدة؟ السفير الروسي في بغداد يجيب ..   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   أكثر مدن العالم اكتظاظاً بالسكان في 2025   سوريا تسعى لاستعادة بريقها السياحي   حسان وابوالسمن يتفقدان بدء أعمال البنية التحتية في عمرة   تحويلات مرورية في الشميساني لتنفيذ شبكات تصريف الأمطار   البلبيسي لامناء عامي الوزارات: هكذا نقدم أفضل الخدمات للمواطنين   الحكومة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع أميركا   أمانة عمان تباشر أعمال تعبيد بمساحة 500 ألف متر مربع   الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة   الحكم السويدي لم يعتذر وصفحة المنشور لا تمت له بصلة   رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة

الإرباك الليلي ابتكار فلسطيني يقض مضاجع الإسرائيليين

{clean_title}
مع حلول الليل يبدأ فتية فلسطينيون بقرع الطبول والأغاني فيما يطلق آخرون بالونات حارقة أو مفرقعات بهدف إزعاج الاسرائيليين الذين يسكنون قرب السياج الحدودي مع قطاع غزة.
شكل الفلسطينيون قبل ثلاثة أسابيع مجموعات تسمى ب"وحدات الارباك الليلي" تضم مئات الشبان والصبية ومهمتها خلق أجواء "رعب وإزعاج" لمئات السكان الاسرائيليين في المستوطنات والبلدات الزراعية الحدودية، ولعشرات الجنود الاسرائيليين الذين يراقبون الحدود من أبراج مراقبة عسكرية أو في مواقع أقيمت مؤخرا خلف تلال رملية على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع الفقير والمحاصر منذ عقد.
لكن مسؤولا عسكريا اسرائيليا أكد ان هذه الاحتجاجات الليلية لا تشكل تحدياً جديدا.
وليل الأربعاء تجمع نحو ثلاثمائة متظاهر على بعد عشرات الأمتار من السياج الفاصل القريب من برج المراقبة في محيط الموقع العسكري لمعبر كرم ابو سالم ، المحاذي للسياج الفاصل في رفح وأقاموا فعاليات على وقع الطبول والأغاني والدبكة الفلكلورية قبل أن يبدأوا "الارباك الليلي".
وفي خيمة نصبت على بعد عدة مئات الامتار من الحدود كان أربعة شبان ينفخون عشرات البالونات بيضاء اللون ومطبوع عليها بالانجليزية "انا احبك" وتحمل مواد حارقة قبل أن يطلقونها باتجاه المناطق الاسرائيلية والتي تؤدي أحيانا الى حرق مساحات من الأراضي المزروعة.
وفي الأثناء أطلق ناشطون العنان لأبواق مزاميرهم، وألقى شبان آخرون من وراء تلال رملية، قنابل صوت يدوية ومفرقعات مصنوعة من مواد بدائية.
وفي ذات الخيمة كانت مجموعة من الشبان الملثمين الذين يطلقون على أنفسهم اسم مجموعات "أبناء (محمد) الزواري" نسبة لمهندس طيران تونسي وناشط في الجناح العسكري لحماس اغتاله مجهولون في تونس في 2016، تعد طائرة ورقية ثبت فيها عدد من مواد حارقة.
وأشاد حازم قاسم المتحدث باسم حماس بـ"ابتكار الشباب الثائر وسائل وأخرها وحدات الارباك الليلي" قائلا "هذه وسيلة سلمية تعبر عن إصرار الشباب على كسر الحصار والعودة".
من جهته قال مسؤول عسكري إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه ان هذه التحركات لا تشكل تهديدا أكبر من ذلك الذي تشكله تظاهرات النهار.
وقال إن "جنودنا بما يشمل القناصة، مجهزون بمناظير ليلية" مضيفا "هناك عشرات، وفي بعض الاحيان مئات المتظاهرين (ليلا)، يقومون بإحراق إطارات ورمي قنابل حارقة وأحيانا قنابل لكنها لا تشكل تهديدا أكبر من ذلك الذي تشكله تظاهرات النهار".
الناشط أبو أنس قائد المجموعة يقول "نعمل على إيلام العدو بالطائرات الورقية والبالونات الحارقة" كاشفا عن "وسيلة جديدة هي عبارة عن مجسم لحوامة صغيرة تحمل شعل بواسطة بالونات تطير فوق مواقع العدو وتستطيع ارباكه".
وشدد على أن هذه المجموعات "فردية وبدعم ذاتي" ولا علاقة لها بحركة حماس أو الفصائل الأخرى.
ويقول الناشط صقر الجمال (22 عاما) "نهدف الى إرباك الاحتلال ورسالتنا لمستوطنات غلاف غزة أنه لا نوم بدون تحقيق مطالبنا برفع الحصار والعودة لبلادنا". ويضيف الشاب وهو عاطل عن العمل "نرى حالة الخوف الكبير" لدى الجنود الاسرائيليين.
من جانب آخر، تقول روني كيسين الناطقة باسم المجلس المحلي في كيرم شالوم الواقعة قرب حدود غزة إن التظاهرات الليلية "تشكل كابوسا".
وقالت "لقد بدأوا بإلقاء قنابل صوتية، والأمر مخيف جدا. الاطفال خائفون جدا منها، انها خطيرة جدا وتعتبر فعلا مثل سلاح".
من جهته، يقول محمد ابو عقلين (17 عاما) الذي أصيب قبل نحو ثلاثة أشهر برصاصة في الساق ويسير على عكازين، "مستمرون. إرباك العدو بقنابل الصوت والزمامير والتكبير والأكواع (قنابل) الصوتية".
وقال الشاب اللاجئ من مدينة يافا انه يشارك في الفعاليات الليلية يوميا مع ستة من أصدقائه المصابين أيضا قائلا إن "الارباك سيرجعنا الى يافا".
وقبيل منتصف الليل اقترب عشرات الفتية من السياج الالكتروني في محاولة لقصه وفجأة صرخ أحدهم أنه أصيب.
وبسرعة ترجل مسعفان يتبعان لجمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني لنقل المصاب وهو فتى يبلغ عمره 17 عاما وأصيب برصاصة في القدم.
وتقول الهيئة العليا لمسيرات العودة إن الارباك الليلي يمثل "بداية" لمرحلة متطورة في الاحتجاجات التي بدأت في 30 آذار (مارس) الماضي للمطالبة برفع الحصار الاسرائيلي وتثبيت حقوق اللاجئين "في العودة الى بلداتهم وقراهم التي هجروا منها" قبل سبعين عاما.
وقتل قرابة 193 فلسطينيا وأصيب أكثر من 20 ألفا آخرين في الاحتجاجات التي تبلغ الذروة في كل جمعة.