جراءة نيوز - د. عصام الغزاوي.
نشرت المواقع الإخبارية يوم أمس قصة موظف مهم في الديوان الملكي قام بإيقاف باص (جت) على طريق اربد لمدة ساعتين بتعريض سيارته الجيب أمام الباص وإغلاق الشارع العام مما أخر الركاب عن أشغالهم وقام بعدها بتوقيف السائق بالزنزانة بحجه أنه لم يفتح الطريق أمامه وأعاق سيره ، عدت بذاكرتي الى حادثة مشابهة كنت شاهداً على الفصل الأول منها بحكم تواجدي مصادفة بالمكان وكان والدي رحمه الله شاهداً على الفصل الثاني بحكم وظيفته .
الفصل الأول، في عام ١٩٦٥ كنت طالباً في مدرسة الحسين الإعدادية الكائنة في جبل الحسين، في صباح أحد الأيام كان موكب أحد الأمراء في شارع خالد بن الوليد يحاول تجاوز قلاب بطئ السرعة مطلقاً زوامير الإنذار التي يبدو ان سائق القلاب لم يسمعها، عندما تجاوز الموكب القلاب أوقفه الحرس وقاموا بأمر من الامير الغاضب بإلقاء سائق القلاب أرضاً وضربه " بالقايش " العسكري في وسط الشارع، غادر بعدها الموكب المكان وتركوا سائق القلاب ملقى على الارض .
الفصل الثاني بشهادة والدي رحمه الله، بعد أيام من الحادثة، إستقبل الملك الحسين في قصر رغدان العامر وفد من ابناء محافظة الخليل من أقارب سائق القلاب وإستمع إلى شكواهم وطيّب خواطرهم،
ما ان غادر الوفد القصر إستدعى جلالة الملك الأمير المعني وأدخله الى مكتبه الخاص بمفرده وأغلق الباب خلفه وأمسك " القايش " العسكري بيديه وإنهال عَلَيه بالضرب بنفس الطريقة التي ضُرب فيها سائق القلاب، هذا هو العدل الهاشمي الذي نتفيأ ظلاله.