من منّا لا يعرف الحجر الأسود ولا يتوق إلى رؤيته ولمسه. الحجر الأسود هو عبارة عن حجر بيضويّ الشكل يتكون من مجموعة من الأجزاء، ويكون لونه أسوداً مائلاً إلى اللون الأحمر. يُحاط الحجر الأسود بإطار من الفضة وذلك حفظاً له من مختلف العوامل التي قد تؤثر عليه، ويبلف ارتفاعه عن مستوى سطح الأرض ما يُقارب حوالي المتر ونصف المتر ويصل قطره إلى ما يُقارب حوالي 30 سنتمتر. يقع الحجر الأسود في الركن الواقع في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من الكعبة المشرفة. ومن أنواع الوصف التي ذكرت للحجر الأسود ما روي عن محمد بن خزاعة حيث ذكر أنّ اللون الأسود موجود فقط في رأس الحجر بينما لون أجزائه الأخرى هو الأبيض وأنّ طوله يصل إلى الذراع، أمّا في الأدب الغربيّ فقد ذكر عدة من الرحالة الأوروبيين الحجر الأسود وكان منهم الرحالة السويسريّ يوهان بوركهات وقد قدم وصفاً مفصلاً لمكة المكرمة وذكره في كتابه السفريات في البلاد العربيّة وذلك في عام 1814 ميلاديّة. وأمّا عن تسميته بالحجر الأسود فذلك لما حل بلونه الأبيض، فقد روي حديث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على لسان ابن عباس أنّ الرسول الكريم قال: نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم»، وبناءً على هذا الحديث فإنّ لون الحجر الأسود كان أبيضاً فيما سبق وتحول إلى الأسود بسبب ما ارتكبه بنو أدم من خطايا ومعاصي، وفعليّاً فإنّ الحجر الأسود تلون بالأسود في الجزء الظاهر منه أي من طرفه إلّا أنّ ما تبقى منه مازال محتفظاً بلونه الأسود. وكما روي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنّ هذا الحجر هو أحد حجار الجنة وأنّه ياقوته من ياقوت الجنة. وقد كان عبد الله بن الزبير أول من من لف الحجر الأسود بالفضة وقد عمد الخلفاء فيما بعد وملوك السعوديّة بصنع الأطواق الفضيّة للحجر، وقد وضعت هذه الأطوق لربط أجزاء الحجر المختلفة معاً وهي مثبتة به بواسطة مسامير من الفضة وكما تَمّ إلصاق بعض الأجزاء الصغيرة منها معاً.