آخر الأخبار
  إعلام إسرائيلي: قرار بشن غارات على جميع أنحاء لبنان كل ساعتين   قرارات صادرة عن "مجلس الوزراء" .. تعرف عليها   محامٍ: كل من يخالف قانون المسؤولية الطبية والصحية أو قانون العقوبات يُعتبر مرتكبًا لفعل جرمي   للاردنيين بالامارات ... مهم حول قانون المرور الجديد   الزعبي: الأطباء سيأخذون أجورهم (كاش) وعلى المريض مراجعة شركات التأمين   اعتباراً من مساء يوم غد الأحد .. منخفض جوي قادم للمملكة   أورنج الأردن شريك الاتصالات لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات MENA ICT Forum 2024   وزير الأشغال يتفقد أعمال الصيانة على طريق الموقر- الأزرق   الأردن.. نقابة الأطباء تحيل طبيبا لمجلس التأديب   تجارة الاردن : لا صحة لتحديد سقف مشتريات للمواطنين عبر التجارة الالكترونية   إعلان من السفارة الأمريكية حول تأشيرات العمالة المؤقتة   من الأحد وحتى الأربعاء.. اعلان من إدارة الترخيص   رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من حملة "أبناء الأردن"   الديوان الملكي يعزي عشيرة الشريدة   تسعيرة ثانية للذهب في الأردن   نقيب الأطباء: الأطباء سيعالجون هؤلاء المرضى مجانا   توقع حسم 50% من تكاليف الشحن الجوي للخضار   وفاة و6 اصابات بمشاجرة مسلحة في الكرك   "تجارة الأردن": توجه لتحديد سقف سنوي بـ200 دينار للفرد في التجارة الإلكترونية   تعرفوا على تفاصيل المنخفض الجوي الأول الذي يؤثر على المملكة الاثنين

ايمان وزوجها قتلا صاحبة البيت من أجل تبنى حفيدتها!

{clean_title}

للأسف أصبح القتل وسيلة سهلة للبعض يتخذها لتحقيق أهدافه، فالبعض يقتل من أجل المال، والأخر يقتل من أجل المخدرات، وأحيانا أخرى من أجل الخيانة، أسباب كثيرة يكون الغرض منها شر”.

لكن فى تلك الجريمة السبب فيها كان غريبا، وهى القتل من أجل التبنى، هذا ما حدث فى تلك القضية والتى سنروى تفاصيلها فى السطور التالية:

إيمان فتاة فى العقد الثانى من عمرها نشأت فى إحدى الأحياء الفقيرة بالجيزة، كان حلم حياتها مثل أى فتاة فى عمرها هو أن تصبح زوجة وأم، مرت الأيام والسنين، وإيمان تتقدم فى السن حتى أصبح عمرها 28 عاما، لم يطرق بابها أحد فهى كانت فقيرة وجمالها محدود، لكنها كانت تعمل ليل نهار من أجل ادخار ما تكسبه فى تجهيز نفسها.

وفى تلك الفترة تقدم لها أحد شباب المنطقة يدعى أحمد، كان يعمل فى أحدى المهن الحرفية يكسب قوت يومه بالكاد، وكان يملك غرفة صغيرة بأحد العقارات فوق السطوح.

لم يكن هذا طموح إيمان لكنها رضيت لأنه لم يكن هناك بديلا له، الجميع كان يشهد له بالسيرة الطيبة وافقت وتزوجت فى حفل بسيط واشترطت عليه ألا تترك عملها لدى إحدى السيدات فى المنطقة، وافق أحمد على طلبها بالاستمرار فى العمل، ومن جهة أخرى أنها ستساعده فى نفقات المنزل أو على الأقل فى نفقاتها، فهو يعمل باليومية، وأحيانا يكون بلا عمل.

بعد عدة أشهر أقامت الأسرتان فرحا صغيرا حضره الأهل والجيران وعاشت إيمان مع زوجها فى عشهما الصغير فى سعادة، وبعدها أخذ كل منهما يذهب إلى عمله فى الصباح ويعود فى ساعة متأخرة.

الأيام والشهور تمر وحياتهما كما هى، بدأت إيمان تضيق من تلك الحياة ورتابتها، كانت تتمنى قدوم طفل يملأ عليها حياتهما سعادة وهناء، لكن الأيام تمر ولا يحدث أى تغيير، وبعد مرور عام على زواجهما طلبت إيمان من زوجها أن يذهبا للطبيب لمعرفة أسباب تأخر الحمل طيلة هذه المدة، لم يكن أحد يشغل باله هذا الأمر، خصوصا أنهما فى بداية حياتهما الزوجية إلا أن إيمان كان شغفها بالأطفال كبيرا، وتحت ضغطها المستمر وافق الزوج على طلبها.

ذهبت إيمان وزوجها لأحد الأطباء المتخصصين، وبعد فحصهما طلب الطبيب من الزوجين إجراء مجموعة من الأشعة والتحاليل، وافقت إيمان على الفور وسحبت مدخراتها من دفتر التوفير وأجرت الأشعة والتحاليل، وذهبت بهم للطبيب مع زوجها، لكن المفاجأة الصادمة كانت فى انتظارها فقد أخبرها الطبيب بأنها عاقر ولن تستطيع الإنجاب أبدًا بسبب مشكلة بالرحم، وقعت إيمان مغشيا عليها من الصدمة وهى غير مصدقة لما قاله لها الطبيب.

طلبت إيمان من زوجها أن يذهبا لطبيب أخر فهى لا تستطيع أن تصدق أنها لن تصبح أُمًا فى يوم من الأيام، ومن هنا كانت رحلة إيمان على الأطباء للعلاج لكن حديثهم جميعا كان واحد وهى أنها لن تستطيع الإنجاب سنوات وشهور تمر وهى لا تفقد الأمل.

حلم الإنجاب سيطر على كل تفكير إيمان وكيانها لكن بدون أمل، حياتها تحولت إلى جحيم على الرغم من أن زوجها أحمد لم يشتكى من ذلك لأنه كان يحبها وكان يقوم دائما بمواساتها، مؤكدا لها أنها عنده بالدنيا وما فيها، وأنه لن يفكر أبدًا فى تطليقها أو الزواج عليها.

إيمان لم تكن تسمع غير صوتها، أى أموال تكسبها من عملها كانت تذهب بها للأطباء، وفى تلك الفترة لاحظت صاحبة العمل التغير الذى طرأ على إيمان، وحاولت تهدئتها، موضحة لها أن موضوع الإنجاب نصيب ويجب عليها أن ترضى بذلك.

وفى تلك الفترة كانت السيدة العجوز لديها حفيدتها فتاة فى الرابعة من عمرها، والدتها سافرت وتركتها لها، أخذت إيمان تتودد للطفلة وأحبتها بالفعل وتعلقت بها وكذلك الطفلة.

الأيام والشهور تمر وتعلق إيمان بالطفلة يزداد يوما بعد يوما، وفى أحد الأيام سيطرت عليها فكرة شيطانية وهى خطف الطفلة وتبنيها وبدأت تعرض الأمر على زوجها، إلا أنه رفض طلبها وأخذ يتهمها بالجنون، لكنها أخذت تبكى له وتبرر له بأن والدتها تتركها منذ أن كانت صغيرة ولا تهتم بها، وأن الجدة كبيرة فى السن ولا تستطيع خدمتها، وأنها الأحق بتربية هذه الطفلة الصغيرة التى لن يكون لها أحد.

فى البداية رفض الزوج لكن كما يقولون فى الأمثال: "الزن على الودان آمر من السحر”، وافق الزوج على طلبها وحاول الاثنان استدراج الطفلة أكثر من مرة لكنهما كان يفشلان حتى استقرا على التخلص من الجدة وخطف الحفيدة.

وفى أحد الأيام قرر الاثنان خطف الطفلة بأى ثمن حتى ولو كان بالتخلص من الجدة وذهبت إيمان فى ميعادها المعتاد للجدة وبعدها بساعة اخبرتها بان زوجها سيأتى لها ليأخذ منها بعض الأشياء، لم تعير الجدة أى اهتمام لأنها كانت تثق فى إيمان ثقة عمياء فهى تعمل لديها منذ سنوات طويلة، وبعد الظهيرة جاء أحمد لإيمان وأدخلته الشقة، وبعدها ذهبت للجدة والتى كانت تسير بواسطة عكاز تخبرها بأن زوجها يريد أن يسلم عليها فهى صاحبة نعم كثيرة عليهم.

وافقت الجدة بسلامة نية وقابلت الزوج ودخلت إيمان لتحضير كوب من الشاى له، ولاستدراج الطفلة حتى تكون بعيدة عن مسرح الجريمة، وبالفعل أخذتها بعيدا عن المنزل، وخلال ذلك قام الزوج بضرب الجدة بعكازها على رأسها وجسدها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ولفها بملاءة وانتظر حتى جاء الليل، وألقاها هو وزوجته فى احد المصارف.

أخذ أحمد وإيمان الطفلة وذهبا بها إلى منزلهما، ظنا منهما أن المباحث لن تكشف جريمتهما، وفى اليوم التالى ذهبت إيمان إلى منزل الجدة كالعادة وأخذت تطرق الباب أمام الجيران لكن لم يفتح لها أحد.

وكررت إيمان ذلك لعدة أيام حتى لا يشك بها أحد، لكن فى أحد الأيام شك الجيران فى الأمر وكسروا باب الشقة لتكون المفاجأة عدم وجود الجدة أو الحفيدة الصغيرة وهنا قرروا الاتصال بالابنة لإبلاغها باختفاء والدتها وابنتها الصغيرة.

جاءت ابنة السيدة العجوز وحررت محضرا بغياب والدتها وحفيدتها، وأجرت المباحث تحرياتها عن الواقعة، وفى نفس التوقيت تم العثور على جثة الجدة والتى تطابقت مع أوصاف بلاغ ابنتها.

وأمام رجال المباحث قالت إحدى السيدات وهى من جيران الجدة إنها رأت زوج إيمان يخرج من المنزل فى ساعة متأخرة، وأن إيمان كانت ترافق الجدة باستمرار، قُبض على إيمان وزوجها وأعترفا بجريمتهما، موضحين أنهما فعلا ذلك من أجل خطف الحفيدة وتبنيها لأن إيمان لديها مشكلة بالرحم ولن تستطيع الإنجاب.

تم إحالة المتهمين للنيابة العامة ومنها إلى محاكمة جنايات الجيزة والتى أصدرت حكمها بالإعدام شنقا، إلا أن المتهمين طعنًا على الحكم أمام محكمة النقض والتى قضت بقبول الطعن، وإعادة المحاكمة أمام الجنايات لتتم إعادة محاكمتهما مرة ثانية أمام المستشار محمد عبد اللطيف، وبعضوية المستشارين محمد إمام ونادر الطاهر، إلا أنه خلال الجلسات قام دفاع المتهمان برد المحكمة لتتم إيقاف الدعوى لحين الفصل فى طلب الرد.