بعد 24 ساعة من حادثة مقتل رئيس بلدية القرى المهندس علي الزهراني بدأت تنكشف خيوط الجريمة، ففي الصباح الباكر من يوم الأحد وعند الساعة الثامنة صباحاً تشاجر رئيس البلدية مع أحد موظفيه في مكتبه، فأشهر الموظف سلاحه على رئيس البلدية، وأطلق منه رصاصتين، الأولى أصابت رأس الضحية والأخرى رقبته، وأطلق القاتل الرصاصة الثالثة على نفسه.
وسرعان ما علا الصراخ في مبنى البلدية، وتم إخبار الشرطة التي حضرت على الفور.
كما أوضح عدد من العاملين في المبنى أن خلافاً سابقاً قد نشب بين رئيس البلدية والموظف حول تفاصيل العمل، منها الحضور والانصراف، ونقل القاتل إثر الخلاف الخميس الماضي من قسم الحركة إلى قسم الصيانة، وقبلها تم نقله من قسم مراقبة الأراضي. وظهرت حينها على الموظف عدم الرضا عن القرارات الصادرة بحقه، وشعر وكأن رئيسه يستقصده، حيث تم نقله لـ3 أماكن في أقل من عام.
من جهته، صرح الناطق الإعلامي لشرطة "منطقة الباحة" العقيد سعد صالح طراد بأنه في صباح الأحد الموافق 2/2/1439 هـ ورد اتصال هاتفي من بلدية القرى لشرطة محافظة القرى مفاده وجود جريمة قتل داخل بلدية المحافظة. وبالانتقال للموقع اتضح مقتل رئيس بلدية القرى داخل مكتبه نتيجة تعرضه لطلق ناري من سلاح (مسدس ربع جلوك) من قبل أحد موظفي البلدية الذي قتل نفسه بعد جريمته فوراً.
وتم اتخاذ الإجراءات الأولية من قبل الجهات الأمنية، بحضور الطبيب الشرعي.
كما أرسلت جثامين (الجاني والمجني عليه) إلى ثلاجة المستشفى للتحفظ عليها، واستكمال ما تبقى من إجراءات لمعرفة الملابسات والدوافع.
علماً أنه وعلى الأرجح أن السبب والدافع الرئيسي للجريمة يعود لخلاف بين الطرفين حول العمل.
الجدير بالذكر أن المجني عليه المهندس علي الزهراني من أبناء قرية بحرة، وعاش يتيما، وأصيب بالفترة الأخيرة بمرض السكري، ما جعله ينفعل بسرعة عند أي تقصير بالعمل، وقد عمل سابقاً رئيساً لبلدية الحجرة، ثم العقيق لمدة 3 سنوات ونصف، وصدر قرار إداري بتاريخ 25 ديسمبر 2016 بنقله ليكون رئيساً لبلدية القرى. وقد شهد له الجميع بالتفاني والعمل الدؤوب والإخلاص.
في حين أكدت المصادر أن الجاني سبق وأن عمل سكرتيراً للمجلس البلدي بالدورة الأولى، ويشهد له بالصلاح.