أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكما على المغني الشهير السابق فضل شاكر بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة بتهم تتعلق بالإرهاب، وتجريده من حقوقه المدنية.
وكان شاكر قد اعتزل الغناء وانضم في عام 2013 إلى صفوف جماعة إسلامية مسلحة يرأسها رجل الدين السلفي أحمد الأسير.
بداية التحول كانت عام ٢٠٠٥، بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، عندما قرر "فضل” العودة إلى موطنه الأصلي في "صيدا” رغبة منه في البحث عن الهدوء والهروب بعيدا عن الصراعات السياسية التي تشهدها البلاد.
وأنشأ "فضل” لابنته "ألحان” مطعماً، وتعرفت من خلاله على شاب شيعي، وقعت في حبه إلى حد الجنون؛ وهو ما دفعه للموافقة في البداية على خطبة ابنته لهذا الشاب، لكن رغبة الأب في حماية ابنته من أي مكروه، جعله يتراجع عن موافقته كي لا تعيش ابنته في أزمة نفسية بسبب الاختلافات الفكرية والمذهبية بين السنة والشيعة.
ظن "فضل” أن ابنته ستستسلم لرغباته وخوفه عليها وستبتعد عن هذا الشاب، وهو ما لم يحدث حيث فوجئ بهروبها مع ذلك الشاب، وهنا هدد الفنان هذا الشاب بالقتل إذا لم تعد ابنته، وانتهى الأمر بإلقاء القبض عليه ليبقى محبوسا بقسم الشرطة ليومين.
وخرج "فضل” من قسم الشرطة محطم النفس لا يدري ماذا يفعل، مصدوما مما فعلته ابنته، وأصيب بحالة من الاكتئاب جعلته يمكث في منزله أياما لا يقابل أحدا ولا يتعامل مع أحد، إلى أن أقنعه ابن شقيقته بالذهاب إلى أحد المساجد والبحث عن حل لمشكلته، وهناك التقى بالشيخ أحمد الأسير، وتوطدت علاقته به إلى الحد الذي دفع بـ”الأسير” للذهاب إلى منزل الشاب الشيعي ليقنعه بإعادة "ألحان” إلى منزل والدها.
وبهذا التصرف، وضع "فضل” الشيخ "الأسير” في مكانة الأخ والصديق وأصبح لا يفترق عنه إلا عند النوم، وتغيرت تصرفات وطباع "فضل” بعد ذلك إلى حد كبير، حتى أنه أصبح عاشقا لجمع واقتناء الأسلحة في منزله، وداوم على حضور الدروس الدينية في المساجد إلى أن قرر اعتزال الفن بشكل نهائي عام ٢٠١٢.
وفي وقت لاحق دعا شاكر لـ”الجهاد” في سوريا للتصدي لميليشيا حزب الله الداعمة للأسد هناك، وشارك في اشتباكات ضدهم في لبنان.
ووُجهت الاتهامات لشاكر والأسير عقب اشتباكات أنصار الأسير والجيش اللبناني في يونيو/حزيران عام 2013 والتي أسفرت عن مصرع 18 جنديا و11 مسلحا.
واشتهر رجل الدين السلفي أحمد الأسير بعدائه لحزب الله، وقدم نفسه خلال برامج حوارية على أنه مدافع عن حقوق السنة في مواجهة حزب الله الشيعي.
وألقي القبض على الأسير في عام 2015 في مطار بيروت أثناء محاولته مغادرة البلاد متنكرا وبجواز مزور، وقدم للمحاكمة إلى جانب 38 إسلاميا آخرين من أنصاره.
وكانت السلطات القضائية اللبنانية قد أصدرت أمر اعتقال بحق الأسير بتهمة "تشكيل عصابة مسلحة بقصد ارتكاب أعمال إرهابية وقتل ومحاولة قتل عسكريين في الجيش اللبناني”.
وبعد الحكم الصادر بحقه من المحكمة العسكرية الدائمة بلبنان، وجّه الفنان اللبناني فضل شاكر، رسالة للحكومة اللبنانية، بقيادة سعد الحريري قائلاً :”إن دوائر الدنيا تدور”.
وكتب فضل شاكر عبر حسابه على موقع "تويتر”: "وقل لآل الحريري صبرًا فإنَّ نوائب الدنيا تدور”.
وكان علّق فضل شاكر على الحكم بسجنه 15 عاما قائلاً: "الذي تعامل مع الاحتلال الاسرائيلي تم حكمه سنتين فقط، والذي قتل رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري لم يجرؤ أحد على حكمه أو القاء القبض عليه، والذي فجّر مساجد طرابلس حر طليق لكن من وقف بوجه الرئيس السوري الظالم بشار الأسد وقال كفى، يتم حكمه ظلما 15 عاما، مع الاعمال الشاقة، شكرا لعدالتكم”.
كانت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، أصدرت حكمها الخميس، في ملف أحداث عبرا، التي قتل فيها 18 عسكريا من الجيش اللبناني، وقضت بإنزال عقوبة الإعدام بحق أحمد الأسير، كما تضمنت 8 أحكام إعدام، واتهمت المحكمة اللبنانية فضل شاكر بالمشاركة في الأحداث التى شهدتها مدينة صيدا اللبنانية عام 2013.
وقضت المحكمة على الفنان فضل شاكر بـ15 سنة أشغال شاقة، وتجريده من حقوقه المدنية، وغرامة 800 ألف ليرة وإلزامه تقديم بندقيته.