آخر الأخبار
  محامٍ: كل من يخالف قانون المسؤولية الطبية والصحية أو قانون العقوبات يُعتبر مرتكبًا لفعل جرمي   للاردنيين بالامارات ... مهم حول قانون المرور الجديد   الزعبي: الأطباء سيأخذون أجورهم (كاش) وعلى المريض مراجعة شركات التأمين   اعتباراً من مساء يوم غد الأحد .. منخفض جوي قادم للمملكة   أورنج الأردن شريك الاتصالات لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات MENA ICT Forum 2024   وزير الأشغال يتفقد أعمال الصيانة على طريق الموقر- الأزرق   الأردن.. نقابة الأطباء تحيل طبيبا لمجلس التأديب   تجارة الاردن : لا صحة لتحديد سقف مشتريات للمواطنين عبر التجارة الالكترونية   إعلان من السفارة الأمريكية حول تأشيرات العمالة المؤقتة   من الأحد وحتى الأربعاء.. اعلان من إدارة الترخيص   رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من حملة "أبناء الأردن"   الديوان الملكي يعزي عشيرة الشريدة   تسعيرة ثانية للذهب في الأردن   نقيب الأطباء: الأطباء سيعالجون هؤلاء المرضى مجانا   توقع حسم 50% من تكاليف الشحن الجوي للخضار   وفاة و6 اصابات بمشاجرة مسلحة في الكرك   "تجارة الأردن": توجه لتحديد سقف سنوي بـ200 دينار للفرد في التجارة الإلكترونية   تعرفوا على تفاصيل المنخفض الجوي الأول الذي يؤثر على المملكة الاثنين   "تمريض" عمان الأهلية تستقبل وفداً من الملحقية الثقافية السعودية   اختتام بطولة الكليات المفتوحة لخماسي كرة القدم لطلبة عمان الأهلية

لماذا سَيكون فريق برشلونة أحد أكبر المُتضرّرين من انفصال كتالونيا؟ !

{clean_title}
 لا نَعتقد أن مُباراة فريق برشلونة ضد نَظيره لاس بالماس في الدّوري الإسباني لكُرة القَدم التي جَرى إقامتها خَلف أبواب مُوصدةٍ بدون جُمهور عَصر اليوم الأحد، هي الضحيّة الوحيدة لاستفتاء كتالونا الانفصالي، وتُعتبر برشلونة عاصمة دولته في حال قِيامها، فهُناك ضحايا كُثر غَير الذين سَقطوا في الصّدامات بين المُقترعين والشّرطة أمام صناديق الاقتراع اليوم الأحد، أبرزهم وحدة إسبانيا وأمنها واستقرارها.

إنّها حُمّى الاستفتاءات التي بَدأت "قوميّة” في بريطانيا "بريكست” للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وقَبلها عرقيّة في اسكتلندا، وامتدت عَدواها إلى كُل من كردستان العراق، وكتالونا، ويَعلم الله أين تتوقّف.

هل نَحن أمام عَصر تَفكّك الكُتل كمُقدّمة لتفكيك "الدولة القطرية”، وإذا كانت هذهِ النّزعات الانفصاليّة ربّما تَجد من يُبررّونها في دول "تَسودها الديكتاتوريّة” والاستبداد، مِثلما هو حال مُعظم دول الشرق الأوسط، فلماذا "تَزدهر” و”تَنمو” في دول ديمقراطيّة غَربيّة، مِثلما هو الحال في إسبانيا؟

الديمقراطيّة تأخّرت كثيرًا في الوصول إلى إسبانيا، وعُمرها الحقيقي لا يزيد عن 60 عامًا، ولكن هذا لا يَعني أن جُذورها ليست عميقةً، والأمر يتعلّق بتمرّد أغنى أقاليم إسبانيا (كتالوتيا) على المَركز مدريد، فهذهِ الولاية أكثر المناطق ثراءً وتقدّمًا في البلاد، ومَعقل العَديد من الصّناعات التي يَعتمد عليها الاقتصاد الإسباني، ويُنتج وَحده 20 بالمئة من الناتج الوطني، وهي الأسباب نفسها تقريبًا التي كانت وراء نَزعة الاستقلال في إقليم الباسك الإسباني واسكتلندا.

يُجادل مُؤيّدو الانفصال في كتالونيا بأنّهم كانوا دائمًا مُواطنين في دولةٍ مُستقلّةٍ استولت عليها إسبانيا بالقوّة في القَرن العاشر الميلادي، ولكن الانفصال قد يُعطي نتائج عَكسيّة، ويَحرم الإقليم من منابع رخائه في الاتحاد الأوروبي حيث تتّجه مُعظم صادراته في حال انفصاله.

أغلب دُول الاتحاد الأوروبي تَرفض الاستفتاء باعتباره غير دستوري، ولم يَتم التّوافق عليه مع الحُكومة المَركزيّة، الأمر الذي قد تترتّب عليه حالةٌ من عدم الاعتراف والمُقاطعة الاقتصاديّة من قبل الحُكومة الإسبانيّة أولاً، ثم دول في الاتحاد الأوروبي ثانيًا، ممّا يَعني مُستقبلاً غامضًا للإقليم، تمامًا مِثلما هو حال نظيره في شمال العراق.

لا نُبالغ إذا قُلنا أن ضررًا كبيرًا سيَلحق في نادي برشلونة الكروي، أيقونة الإقليم في حال الانفصال لأنه لن يُنافس في إطار الدّوري الإسباني، وحتّى انضمامه للدّوري الفرنسي الأقرب جُغرافيًّا (يوجد الإقليم في أقصى شمال شرق إسبانيا قُرب الحدود الفرنسيّة)، ربّما يكون غير مُتاح لأن الحُكومة الفرنسيّة تَرفض الاستفتاء.

النّزعة العرقيّة، والشّعور بالتفوّق، والرّغبة في إقامة دولةٍ صغيرةٍ بلُغة كتالونية، على غِرار هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ والدانمارك المُزدهرة اقتصاديًّا، هو الطّموح الأكبر للرّاغبين بالانفصال.

المُقدّمات السّيئة قد تُؤدّي إلى نتائج أسوأ، والاشتباكات التي وَقعت اليوم، وأوقعت أكثر من 400 جريح، وحُدوث انقسامٍ بين مُؤيّدٍ ومُعارض للاستفتاء، وإصرار الحُكومة المَركزيّة على عدم شرعيته، كلها مُؤشّرات تُؤكّد أن مسيرة استقلال كتالونيا سَتكون مَحفوفةً بالمخاطر.. في المُستقبل المَنظور على الأقل.