آخر الأخبار
  العيسوي: الملك وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته السياسية والإنسانية تجاه الجرائم الإسرائيلية في فلسطين والمنطقة   تعرف على "هاشم صفي الدين" إبن خالة نصرالله المرشح الاقوى لخلافته   الصفدي يبحث مع نظيره السوري محاربة تهريب المخدرات   الأردن .. الحبس 12 عاما لمتهم صفع والدته وحاول قتلها   الشوبكي يرجح تخفيض سعر البنزين والديزل (3-4) قروش   الخارجية تكشف تفاصيل سرقة السفارة الأردنية في باريس   سماء الأردن بقمرين يوم غد الأحد   إلى كم وصل سعر كيلو البطاطا في السوق المركزي؟   محدث الحكومة: مراكز الخدمات الحكومية ستشمل كل مناطق المملكة   وزير الداخلية يتفقد جسر الملك حسين   بيان صادر عن بلدية إربد الكبرى بشأن "حسبة الجورة"   تحذير من هيئة تنظيم النقل البري لسائقي خط عمان الشام بيروت   انخفاض الطلب والعرض على الذهب بالأردن   التعليم العالي تعلن بدء تقديم طلبات إساءة الاختيار .. تفاصيل   فوز طالب مدارس الجامعة محمد حباب بالمركز الثالث عالميا بمسابقة هيبو للغة الإنجليزية   طقس حار نسبيًا اليوم وانخفاض على درجات الحرارة الثلاثاء   وزير الخارجية: لن نسمح بتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي إلى وطننا   غوتيريش: منطقة الشرق الأوسط مهددة بـ"السقوط في الهاوية   الصفدي: ما لم يتم وقف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فإن المنطقة ستسقط في الهاوية   الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله "بخير" بعد الغارات الإسرائيلية

لماذا سَيكون فريق برشلونة أحد أكبر المُتضرّرين من انفصال كتالونيا؟ !

{clean_title}
 لا نَعتقد أن مُباراة فريق برشلونة ضد نَظيره لاس بالماس في الدّوري الإسباني لكُرة القَدم التي جَرى إقامتها خَلف أبواب مُوصدةٍ بدون جُمهور عَصر اليوم الأحد، هي الضحيّة الوحيدة لاستفتاء كتالونا الانفصالي، وتُعتبر برشلونة عاصمة دولته في حال قِيامها، فهُناك ضحايا كُثر غَير الذين سَقطوا في الصّدامات بين المُقترعين والشّرطة أمام صناديق الاقتراع اليوم الأحد، أبرزهم وحدة إسبانيا وأمنها واستقرارها.

إنّها حُمّى الاستفتاءات التي بَدأت "قوميّة” في بريطانيا "بريكست” للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وقَبلها عرقيّة في اسكتلندا، وامتدت عَدواها إلى كُل من كردستان العراق، وكتالونا، ويَعلم الله أين تتوقّف.

هل نَحن أمام عَصر تَفكّك الكُتل كمُقدّمة لتفكيك "الدولة القطرية”، وإذا كانت هذهِ النّزعات الانفصاليّة ربّما تَجد من يُبررّونها في دول "تَسودها الديكتاتوريّة” والاستبداد، مِثلما هو حال مُعظم دول الشرق الأوسط، فلماذا "تَزدهر” و”تَنمو” في دول ديمقراطيّة غَربيّة، مِثلما هو الحال في إسبانيا؟

الديمقراطيّة تأخّرت كثيرًا في الوصول إلى إسبانيا، وعُمرها الحقيقي لا يزيد عن 60 عامًا، ولكن هذا لا يَعني أن جُذورها ليست عميقةً، والأمر يتعلّق بتمرّد أغنى أقاليم إسبانيا (كتالوتيا) على المَركز مدريد، فهذهِ الولاية أكثر المناطق ثراءً وتقدّمًا في البلاد، ومَعقل العَديد من الصّناعات التي يَعتمد عليها الاقتصاد الإسباني، ويُنتج وَحده 20 بالمئة من الناتج الوطني، وهي الأسباب نفسها تقريبًا التي كانت وراء نَزعة الاستقلال في إقليم الباسك الإسباني واسكتلندا.

يُجادل مُؤيّدو الانفصال في كتالونيا بأنّهم كانوا دائمًا مُواطنين في دولةٍ مُستقلّةٍ استولت عليها إسبانيا بالقوّة في القَرن العاشر الميلادي، ولكن الانفصال قد يُعطي نتائج عَكسيّة، ويَحرم الإقليم من منابع رخائه في الاتحاد الأوروبي حيث تتّجه مُعظم صادراته في حال انفصاله.

أغلب دُول الاتحاد الأوروبي تَرفض الاستفتاء باعتباره غير دستوري، ولم يَتم التّوافق عليه مع الحُكومة المَركزيّة، الأمر الذي قد تترتّب عليه حالةٌ من عدم الاعتراف والمُقاطعة الاقتصاديّة من قبل الحُكومة الإسبانيّة أولاً، ثم دول في الاتحاد الأوروبي ثانيًا، ممّا يَعني مُستقبلاً غامضًا للإقليم، تمامًا مِثلما هو حال نظيره في شمال العراق.

لا نُبالغ إذا قُلنا أن ضررًا كبيرًا سيَلحق في نادي برشلونة الكروي، أيقونة الإقليم في حال الانفصال لأنه لن يُنافس في إطار الدّوري الإسباني، وحتّى انضمامه للدّوري الفرنسي الأقرب جُغرافيًّا (يوجد الإقليم في أقصى شمال شرق إسبانيا قُرب الحدود الفرنسيّة)، ربّما يكون غير مُتاح لأن الحُكومة الفرنسيّة تَرفض الاستفتاء.

النّزعة العرقيّة، والشّعور بالتفوّق، والرّغبة في إقامة دولةٍ صغيرةٍ بلُغة كتالونية، على غِرار هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ والدانمارك المُزدهرة اقتصاديًّا، هو الطّموح الأكبر للرّاغبين بالانفصال.

المُقدّمات السّيئة قد تُؤدّي إلى نتائج أسوأ، والاشتباكات التي وَقعت اليوم، وأوقعت أكثر من 400 جريح، وحُدوث انقسامٍ بين مُؤيّدٍ ومُعارض للاستفتاء، وإصرار الحُكومة المَركزيّة على عدم شرعيته، كلها مُؤشّرات تُؤكّد أن مسيرة استقلال كتالونيا سَتكون مَحفوفةً بالمخاطر.. في المُستقبل المَنظور على الأقل.