كشف القاضي الكردي، رزكار محمد أمين، ولأول مرة عن تدخلات خارجية اضطرته للتنحي عن استكمال "قضية القرن" بالعراق والتي كانت تحاكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مشددا على ان هذه تدخلات كثيرة شابت المحاكمة للتأثير على القرار الذي سيصدر بشأنها وهو ما دفعه للتنحي.
وأشار "أمين" في حوار أجرته معه احدى الصحف المصرية إلى أن بعض الجهات الرسمية أحزاب وكتل وأشخاص بألقاب سياسية وبعض القنوات الإعلامية كانت تتدخل وتحاول التأثير على سير المحاكمة، مؤكدا بأن التدخلات الخارجية كانت نابعة من عدم فهم للقضاء ومهامه وحرمته ومن منظور خاطئ للعملية القضائية، مستنكرا الظن بالمحكمة وكأنها أداة قمع وانتقام أكثر من كونها وسيلة قانونية لتحقيق العدالة، على حد قوله.
وأكد "أمين" على ان المتدخلين في محاولة التأثير على قرار المحكمة آنذاك، كانوا يفتقرون حتى إلى "أبسط قواعد الأخلاق أو آداب الكلام الموزون وبما ينم عن سلوك غير متزن وثقافة متخلفة للكاتب أو القائل أو ربما التدنى وسوء التربية"، مشيرا إلى أن أبرز المتدخلين في القضية حينها الناطق باسم الحكومة، ووزير العدل العراقي في نهاية عام 2005.
وشدد "امين" حق القاضي في أن يتنحى عن نظر أية قضية أو يستقيل من منصبه متى شاء وفقا للقانون، مشيرا إلى انه لابد من أسباب تدفع القاضي إلى ذلك، مؤكدا أن استقلال القاضي وحياده ونزاهته أهم ركائز في أية محاكمة، جنبا إلى جنب مع مبدأ استقلال القضاء كمبدأ دستوري وطني ودولى منصوص عليه في المواثيق والعهود الدولية والإقليمية ومن بينها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.