صبا ذهبت لتستجم .. فعادت بحروق من الدرجة الثالثة

لم تكن صبا برغل تدري، أن رسمة الحناء التي نقشتها على يديها في أحد الحمامات التركية في نابلس ستكلفها الكثير من الألم والمعاناة، وفي البداية كانت الآلام بسيطة، اعتقدت هي وأهلها أنها مجرد حكة وحساسية من الحناء، ولكن مع الوقت تحولت إلى حروق من الدرجة الثالثة.
والد صبا السيد داود برغل، يؤكد أنه من المهم أن تَحذر فتياتنا من هذه المراكز، وخاصة بعدما تنصل المركز من هذه الحادثة وعدم تعامله بجدية في الاهتمام بقضية صبا مبدياً عدم اهتمامه بالتعويض بقدر ما يهتم بأن يتحمل المركز مسؤوليته تجاه ما حدث.
السيدة أم الرائد المشرفة على الحمام التركي الذي وقعت فيه الحادثة وأخبرتنا أنه لا مسؤولية على الحمام التركي لأنه من رسمت الحناء لا تعمل فيه كموظفة رسمية لا بشكل ثابت أو عقد وأنها هي من أحضرت الحناء، ولذلك لا مسؤولية عليهم، وعند سؤالا' مرة أخرى حول تعريف نفسها فرضت الحديث لنا.
اللواء أكرم الرجوب محافظ نابلس، أكد لنا أن المحافظة لها دور رقابي على هذه المراكز من خلال لجنة السلامة العامة التي تتبع للمحافظة، وهو بانتظار شكوى رسمية من أجل أن يتم اتباع إجراءات قانونية وإحالتها للجهات المختصة، وأبدى استغرابه من تنصل المركز من مسؤوليته، وخاصة أن المركز من استقدم السيدة التي رسمت الحناء وفتح أبوابه لها.
من ناحية قانونية، يؤكد مازن الدمنهوري المحامي الموكل لمتابعة قضية صبا، أن المسؤولية يتحملها المركز، وكذلك من رسمت الحناء ولا يمكن للمركز أن يخلي مسؤوليته، وعن الإجراءات القانونية التي قد تتبع بعد ذلك، أكد أنه بانتظار التقارير الطبية التي ستوضح مدى الضرر وأثره وإمكانية العلاج مستقبلاً.
الدكتور رياض مشعل أخصائي علاج أمراض الجلد، أكد لنا أن هناك بعض أنواع من البشرة لديها حساسية لهذا النوع من الحناء هذا التحسس يشبه الحروق، ويكون على شكل فقاعات وهي تحتاج إلى برنامج علاجي يمتد إلى أكثر من أسبوعين ويمكن أن تترك آثاراً على الجلد لأنه يعتمد على المواد الكيميائية التي تصنع منها هذه الحناء وهي للآن لم تخضع لأي فحوصات مخبرية لمعرفة ماذا تحتوي، وأضاف، للأسف أن هناك تراخيص يتم منحها لمراكز التجميل لأغراض محددة تستخدم لأخرى.
صبا هي نموذج لحالات وحوادث لم يصل لها الإعلام نتيجة الاستهار بالصحة العامة، وخاصة أن هذه ليست الحادثة الأولى للحروق التي تسببها الحناء، فلماذا إلى الآن لا زالت تتواجد بالأسواق الفلسطينية رغم آثارها الضارة، وكذلك المسؤولية الأخلاقية والمجتمعية لمراكز الاستجمام التي قد تخلي مسؤوليتها بطرفة عين دون الاهتمام بحالة المصاب، وحتى متابعته وكأنها تركز فقط على جني الأرباح دون الاهتمام بمعايير السلامة العامة المشترطة بهذه المراكز.