أردوغان يتوعد إسرائيل بشأن منع الآذان في القدس .. كيف ردّت تل أبيب؟

عادت التوترات بين تركيا وإسرائيل إلى الظهور، بعدما انتقدَ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعاملة "العنصرية والتمييزية" التي يتعرَّض لها الفلسطينيون، بينما ردَّت إسرائيل باستدعاء السفير التركي والتنديد بسجل أنقرة على صعيد حقوق الإنسان.
وندَّد أردوغان بالممارسات الإسرائيلية في خطابٍ ألقاه في إسطنبول، ليلة الإثنين، 8 مايو/آيار 2017، واصفاً الحصار المفروض على غزة بأنه "لا يمتُّ للإنسانية بصلة"، حسب ما نقل عنه تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وحثَّ أردوغان المسلمين على زيارة المسجد الأقصى في القدس، كوسيلةٍ لدعم القضية الفلسطينية، ودعا لإقامة دولةٍ فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
كما شنَّ أردوغان هجوماً عنيفاً على إسرائيل، على خلفية ما يُعرف بقانون منع الأذان، وتوعَّد بالرد عليه في حال تمريره، وقال: "لن نقبل بقانون منع الأذان، وأقول لمدعي الديمقراطية، إنكم إذا كنتم تؤمنون بمعتقداتكم الدينية لماذا تخافون من الأذان؟"، وفقاً لما ورد في موقع عربي 21.
وأضاف الرئيس التركي: "إذا تم تمرير قانون منع الأذان في مدينة القدس فستكون نقطة سوداء في تاريخ العالم أجمع، لا يمكن تجريد العالم الإسلامي من الأذان في القدس، لذلك نرفض بشدة إلغاء الأذان الشريف في القدس".
عنصرية
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بأنها تمارس ذات السياسة التي مارستها سلطات الفصل العنصري في جنوب إفريقيا (الأبارتهايد)، وأنها "لا تجد من الدول من يردعها لإلغاء سياسات التمييز ضد الفلسطينيين".
وفي كلمة له خلال افتتاح الملتقى الدولي لأوقاف القدس في إسطنبول، حسب موقع "عربي 21"، قال الرئيس التركي: لا أعتقد أن السياسة الإسرائيلية في فلسطين مختلفة عن السياسات المتبعة في التمييز ضد أصحاب البشرة السمراء"، مضيفاً: "إسرائيل تقتل الأطفال وهم يلعبون على الشاطئ، ولا تجد أي قوة تردعها أو تجبرها على التوقف عن ممارسة هذه السياسات".
وردَّ وزير الخارجية الإسرائيلي بإشارةٍ واضحةٍ للمزاعم عن قمع أنقرة للمعارضين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، في يوليو/تموز من العام الماضي 2016.
وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين قد قال أثناء اجتماعه برئيس أساقفة كاتدرائية كانتربري في بريطانيا، جاستن ويلبي في القدس، رداً على تصريحات أردوغان: "سمعنا أصواتاً تهاجم إسرائيل لبنائها حياة لليهود في القدس، يجب أن أقول لهؤلاء إنه وعلى مدى الـ150 سنة الماضية كانت هناك أغلبية يهودية في القدس، منذ العام 1850. وحتى في ظل الإمبراطورية العثمانية، كانت هناك أغلبية يهودية في القدس".
وأضاف: "لا شك أن القدس هي نموذج مصغر لقدرتنا على العيش معاً، وسنواصل ضمان حرية الاعتقاد لجميع الأديان".
استئناف للصدام
وهذا هو الصدام الأول بين الدولتين منذ أن هدأت الأمور بينهما، في يونيو/حزيران 2016، ليُنهيا ست سنوات من الصراع الذي كانت قد أشعلته حادثة "مافي مرمرة"، حين داهمت القوات الخاصة الإسرائيلية أسطول إغاثة تركياً كان يستهدف كسر الحصار حول غزة، وقتلت 9 مدنيين من الأتراك.
وبموجب اتفاق المصالحة بين الجانبين، قامت أنقرة وإسرائيل بتطبيع العلاقات الدبلوماسية وتعيين سفراء جدد، وتعهدت إسرائيل بدفع مبلغ 20 مليون دولار (15.5 مليون جنيه إسترليني) كتعويضات لعائلات ضحايا الحادث، وبالسماح لتركيا بتنفيذ مشاريع إنسانية في غزة، في حين وعدت تركيا بوقف الإجراءات القانونية ضد الجنود الإسرائيليين المتورطين فى الهجوم والحد من أنشطة حركة حماس فى البلاد.
لكن العلاقات بالكاد ظلَّت هادئة، في ظل تركيز كلتا الدولتين على كارثة جارتهما سوريا، وانشغال كل منهما بشؤونه الداخلية..
وأشارت الغارديان إلى أن مواقف أردوغان مع إسرائيل قد زاد من شعبيته في العالم العربي، حيث ينظر له الكثيرون على أنه المدافع عن المسلمين المستضعفين، الأمر الذي لاقى كذلك صدىً بين أنصاره المحافظين في تركيا.