انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي بكثافة صور تُظهِر امرأةً تبتسم على نحو مُربِك لمُتظاهر مؤيّد لرابطة الدفاع الإنكليزية اليمينية المُتطرفة، واعتبرت رمزاً في مواجهة مدينة برمنغهام لليمين المُتطرف.
وبحسب ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 10 أبريل/نيسان 2017، فقد التُقِطت الصورة التي تمت مُشاركتها آلاف المرّات عبر الشبكات الاجتماعية، خلال مُظاهرة للمجموعة اليمينية المُتطرّفة بوسط مدينة برمنغهام البريطانية، السبت 8 أبريل/نيسان. وتُظهر رجلاً، يرتدي قميصَ الرابطة، مُحدّقاً في عيني شابة تنظر في وجهه دون أي انزعاج.
وقد تم التعرّف على هوية السيدة التي بدت في الصورة، وهي صفية خان، إحدى المقيمات في مدينة برمنغهام. وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية BBC حين التُقِطت الصورة أنها تقدّمت إلى الأمام للدفاع عن صديقة كانت مُحاطة بمجموعة من الرجال.
"أنا لا أحب أن أرى الناس يتجمعون كالعصابة في مدينتي” هكذا قالت صفية، مُضيفة أنها كانت "مُندهِشة للغاية” من رد الفعل على الصورة.
وقد اجتذبت مظاهرة رابطة الدفاع الإنكليزية نحو 100 شخص، فيما أدانها حزب العمال وزعماء من الحزب الليبرالي الديمقراطي، والمُحافظون في مجلس المدينة، مؤكدين أن هذه المجموعة ليست موضع ترحيب ولن تكون موضع ترحيب في مدينتهم.
وشهدت المُظاهرة تواجداً أمنياً كثيفاً انتشرت فيها سيارات فض الشغب، وقالت شرطة غرب ميدلاندز إنه أُلقي القبض على شخصين بزعم محاولتهما زعزعة الأمن والسلام، يُعتقد أنهما مُتظاهران من فصيلين مُتعارضين.
وكتبت النائبة البرلمانية من مدينة برمنغهام، مُعلّقة على الصورة في تغريدة لها: "من يبدو أقوى هنا؟ مواطنة برمنغهام الأصيلة على اليسار؟ أم عضو رابطة الدفاع الإنكليزية على اليمين الذي وفد على مدينتنا ذاك النهار ولم يفلح في الاندماج معنا؟” وقد تداول نُشطاء تغريدتها نحو 18.000 مرّة بحلول مساء الأحد.
ووصف الصحفي والمذيع التلفزيوني، بيرس مورغان الصورة بأنها "صورة الأسبوع”، ونشرها عبر الشبكات الاجتماعية مصحوبة بتعليق "عنصريٌ غاضبٌ من رابطةِ الدفاعِ الإنكليزية ينهزم على يد امرأة آسيوية مرحة تُبدي الازدراء”.
وفي فعالية نُظِمت لمواجهة احتجاج الرابطة اليمينية؛ عقد مسجد برمنغهام المركزي حفل شاي باسم "أفضل ما في البريطانيين”، مصحوباً برفع أعلام المملكة المتحدة.
وقال النائب البرلماني المحلّي، ليام بيرن، في معرض حديثه لما يقدّر بنحو 300 شخص حضروا، إن الفعالية تحتفي بـ”المُعجزة التامة للحياة العادية وأكثر الأشياء التي نُحبها بشأن مدينتنا وبلدنا”.
"أن نجتمع سوياً كأصدقاء، وأن نجتمع سوياً كجيران، وأن نقطع بعض كعك فيكتوريا الإسفنجي، ونتناول كوبَ شاي؛ هذه رسالة قوية سنرسلها إلى أولئك الذين يسعون إلى تقسيمنا”.