اطلق الجندي المسرح أحمد الدقامسة في عام ١٩٩٧ النار على فتيات إسرائيليات كن قد 'استهزأن' به أثناء تأديته للصلاة وفقا لإفادته, في منقطة الباقورة - منقطة حدودية بين الأردن وإسرائيل- فقتل سبعا منهن وأصاب بعضهن، ومنذ ذلك اليوم الذي شكل منعطفا حادا في حياة الدقامسة أصبحت قصته قضية تشغل الرأي العام الأردني.
قضية الرأي العام " الدقامسة” لم تنته بالإفراج عنه في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، لينقسم الشارع الأردني بين مؤيد للدقامسة وواصف إياه بالبطل، وبين رافض لما قام به واصفا إياه بالسلوك الجرمي.
الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي ديما فرّاج قالت ان الدقامسة مجرم وكان لابد من محاسبته على فعله الجرمي حيث انه قام بقتل ٧ أطفال مشيرة الى رفضها القتل مهما كانت دوافعه.
وأضافت فرّاج انها لاتعتبر الكيان الصهيوني قدوة لها كمواطنة أردنية وأن مقارنة مافعله الدقامسة بأفعال الكيان الصهيوني الجرمية ليس صائبا.
وأشارت الى انها تتحدث من الجانب الانساني الذي يعد النقطة الاولى والاهم من الجانب السياسي حيث أن الدقامسة أخل باتفاقيات حقوق الانسان وما فعله يعد مخالفا للأخلاقيات الإنسانية.
وقال استاذ الشريعة الاسلامية الدكتور حمدي مراد ان العديد يتساءلون في هذا اليوم حول قضية الإفراج عن الدقامسة فالبعض يراه بطلا والبعض ربما يراه مجرما أو غير ذلك .
وأضاف مرادانه يعتقد ان الموضوع كان معقدا الا انه يميل الى حكم القضاء الذي حكم عليه بالسجن ليقضي مدته في السجن كاملة ليصبح اليوم حرا خارج القضبان .
وأشار الى عدم ميله الى ان يختلف الأردنيون في ما بينهم حول الافراج عن الدقامسة، مشيرا الى ان الافراج جاء قضائيا ولم يكن امرا غير ذلك.
ولفت الى انه لم يتم الافراج عن الدقامسة يوم الحادثة أو بعدها وقضى عقوبته في السجن من جهة وأفرج عنه بعد انقضاء الحكم، وبالتالي نفهم ان ما فعله لا يستحق الاعدام وانه يستحق السجن خلال السنوات الماضية
وزاد مراد ان ما فعله الدقامسة لو فعله يهودي بمسلم لاعتبروا المسلم متطرفا، مؤكدا ان أكبر اهانة قد تصيب الإنسان هي الاهانة في العقيدة، وان ما قامت به الفتيات اليهوديات من تعر أثناء قيام الدقامسة بعبادته بين يدي الله يعد من أعلى انواع الاستفزاز، مشيرا الى ان ما فعله كان ردة فعل للجريمة الأولى التي وقعت من قبلهن عليه وهي استفزازه، مما أدى الى انفعاله الشديد .
وأكد مراد؛ لو ان الدقامسة ارتكب فعلته بناء على استهزاء بشخصه من قبل اليهوديات لكان من المفروض اعدامه الا ان الاستهزاء بالدين يعني الاستهزاء بالوطن والأمة والجندي متدرب على الحماس لردع كل من يعتدي على وطنه وامته.
الأكاديمي في مجال العلوم السياسية بدر ماضي قال انه لا يرى أحمد الدقامسة بطلا ولا مجرما إلا انه يراه شخصا قام بقتل أبرياء بغض النظر عن خلفياتهم .
وأضاف ماضي ان الاشكالية تتمثل بعدم التزام الدقامسة بالمعايير الأخلاقية للجيش الأردني عندما قام بقتل أطفال أبرياء من دون سبب يبرر هذا القتل.
ولفت الى اننا لا نستطيع تجريم الدقامسة في ظل الأجواء العامة بين العرب والإسرائيليين، مشيرا الى ان الأردنيين بشكل عام والدقامسة بشكل خاص ليسوا متعطشين للدماء، الا ان السلوك الإسرائيلي لا تحكمه الأخلاق في المعاملة
وأكد النائب صالح العرموطي تأييده لما قام به الدقامسة مشيرا الى انه بطل قومي وقف في مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي لا يلتزم بمعاهداته ومواثيقه ويرتكب جرائم لا تغتفر بحق الشعب الفلسطيني والعرب جميعا.
وأضاف العرموطي ان إطلاق سراح الدقامسة يعد استحقاقا قانونيا أدى تنفيذه الى ارتياح الشارع الأردني الذي يؤيد بالأغلبية ما قام به الدقامسة ويؤيد قرار إطلاق سراحه.
من جهته قال دكتور علم الاجتماع حسين الخزاعي ان الشارع الأردني تفاعل مع خبر إطلاق سراح الدقامسة لرؤيتهم للموضوع من باب انه قتل أعداء، لنا فيرون ما قام به جانبا من جوانب البطولة والشجاعة والإقدام.
وأضاف الخزاعي انه يرجو من الدقامسة عدم الالتفات الى الأوصاف التي تطلق عليه كالبطل وما الى ذلك، وان يعاود الانخراط في المجتمع بعيدا عما قد يؤثر على مجرى حياته.
يذكر ان الدقامسة جندي أردني كان يعمل في حراسة الحدود حين قتل ٧ طالبات اسرائيليات ادّعى أنهن استهزأن به أثناء تأديته للصلاة، وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة ٢٠ عاما بالأشغال الشاقة لاعتباره مصابا باضطراب عقلي .
وزار الملك الراحل الحسين بن طلال عائلات الضحايا في إسرائيل وقدّم تعازيه واعتذاره لهم عن الحادثة.