جراءة نيوز - عمان : حيا مشاركون ومشاركات في مؤتمر الإعلاميات العربيات التاسع، الأسرى العرب والفلسطينيين في معركة الأمعاء الخاوية.
ووقف المشاركون في المؤتمر، الذي افتتحه أمس مندوبا عن سمو الأميرة بسمة بن طلال، وزير السياحة والآثار نايف الفايز، دقيقة صمت على أرواح الشهداء والشهيدات العرب الذين لقوا حتفهم، وهم يؤدون رسالتهم العادلة تحت وقع الرصاص والاعتداءات.
ونظم المؤتمر، الذي يعقد بفندق ومنتجع طيبة زمان في البترا، مركز الإعلاميات العربيات تحت عنوان "الاعلامية العربية ودورها في ظل المتغيرات السياسية".
ونوه الفايز بالمكانة التي حظيت بها المرأة الأردنية، والتي أولاها الدستور أهمية لا تختلف عن الرجل، فضلا عن تخصيص الدولة مكانة في الحقلين السياسي والاجتماعي وصناعة القرار، اذ باتت شريكا في العملية التنموية وفي صنع القرار.
وأكد الدور الريادي الذي تلعبه المرأة في تنمية القطاع السياحي، لافتا الى أنها تشكل 10 % من القوى العاملة في هذا القطاع من مجمل المعدل الوطني.
وبين أن الاستراتيجية الوطنية للسياحة، تهدف الى زيادة نسبة مشاركة المرأة في العمل السياحي، لتصل الى 15 %، فضلا عن دور الجامعات الأردنية التي منحت نسبة 50 % من الخصم التشجيعي للتعليم السياحي والفندقي.
وأكد الفايز على الدور الذي يقوم به الاعلام في صناعة السياحة، والذي أسهم بالترويج السياحي لنقل صورة حضارية للمنتج السياحي الأردني، داعيا لاستثمار هذه المرحلة لتفعيل المشهد الحضاري لزيادة استقطاب المجموعات السياحية للأردن وتسليط الضوء على مقوماته السياحية.
وشدد رئيس سلطة اقليم البتراء محمد أبو الغنم أن الاعلاميين "عيون الناس وحاملو رسالة جوهرية عنوانها المهنية".
ولفت الى الدور الذي قام به جلالة الملك عبدالله الثاني في ازالة كافة الحواجز والقيود التي كانت تعيق الإعلام وحرية الرأي، معتبرا أن ذلك جزء من العملية الاصلاحية.
من جانبها، قالت رئيسة مركز الاعلاميات العربيات الزميلة محاسن الامام ان "المؤتمر لهذا العام يتزامن مع ظروف حساسة تمر بها المنطقة العربية، طمحنا عبرها بإبراز دور الاعلامية العربية وحقوقها ضمن المواثيق الدولية، وخصوصا فيما يتعلق بحقها في الرأي والتعبير بين الواقع والمضمون.
وأضافت الامام إن المؤتمر "يهدف الى تغيير الصيغة الإعلامية الحالية وتغيير الخطاب الاعلامي الموجه، والذي لا يلامس قضايا الشعوب وتعزيز دور المرأة الاعلامية في التغيير واتاحة فضاءات الديمقراطية والحرية لها".
وفي كلمة الإعلاميات العربيات أكدت الاعلامية السودانية د.مريم الكندري أن الاعلام "صاحب رسالة تتحلى بالأخلاق السامية، لكن الفترة الأخيرة شهدت انزلاقات في مسار العمل الاعلامي العربي".
ودعت الكندري الى خروج المؤتمر بتشكيل لجنة عربية إعلامية تصبو نحو التواصل مع المنظمات الاعلامية العالمية حتى يحقق الاعلام العربي ما يصبو اليه من نجاح.
ولفتت الكاتبة في "الغد" الزميلة حنان الشيخ إلى ان فعاليات المؤتمر تتزامن مع الزخم الكبير للنساء الإعلاميات، ودورهن في زمن الثورات العربية، والذي كان فيه الإعلام محركا أساسا ولسان حال للفئات المظلومة.
وفي جلسة المؤتمر الاولى، والتي جاءت تحت عنوان "الاعلام العربي في ظل المتغيرات السياسية" امس، أجمع المشاركون على أن الثورات العربية أسهمت برفع سقف الحريات الإعلامية.
واشار عدد من المشاركين الى ان الربيع العربي خلق حالة من التخبط الاعلامي والفوضى التي أوجدت منابر إعلامية بعيدة عن الاخلاقيات المهنية ورسالة الاعلام السامية.
وفي مستهل الجلسة، حيا منسق التيار القومي التقدمي المهندس خالد رمضان أبطال معركة الأمعاء الخاوية، معتبرا ان المحرك الاساس للربيع العربي، هو قياس مستوى كل أشكال النزاعات التي راحت ضحيتها المرأة عموما والمرأة الاعلامية خصوصا، اضافة الى مقياس موقف الحراكات العربية من الشعب الفلسطيني المقموع والنساء الاسيرات في سجون الاحتلال ومجتمعات الاستبداد.
وفي ورقتها استعرضت أستاذة الاعلام في جامعة الشرق الاوسط الاعلامية العراقية د.حميدة سميسم حالة الاعلام العربي خلال وبعد الربيع العربي، عبر محورين، الأول مساهمة الاعلام في نجاح الحراكات العربية، والثاني ماذا قدمت تلك الحراكات للاعلام.
وتركزت ورقة الزميل في صحيفة العرب اليوم أسامة الرنتيسي على الحراك في الأردن وعلاقته بالاعلام، مؤكدا أنه أسهم برفع القيود الاعلامية التي يعاني منها الاعلاميون الاردنيون وجعلهم يتطرقون للتابوهات والقضايا المحرمة، لكنه في المقابل منح فرصة لوسائل اعلام لاستخدام سبل الاثارة والاشاعات واغتيال الشخصية.
من جانبها، تحدثت الاعلامية اليمنية فردوس الضلعي عن معاناة المرأة الاعلامية في اثبات وجودها منذ الخمسينيات، لافتة الى اختراق الاعلاميات اليمنيات حاجز ثقافة العيب، بنزولهن الى الميادين وساحات الاحتجاجات وتعرضهن للاعتقال والاعتدء.
بدورها، اشارت الاعلامية الليبية عفاف عبد المحسن الى ان بدايات تغيير المشهد الاعلامي الليبي بعد الثورة الليبية لم يكن موفقا، اذ انشئت مئات الصحف مجهولة الهوية، اضافة الى مئات الفضائيات التي عرضت صورة مشوهة للرسالة الإعلامية.