اكد رئيس هيئة العمليات والتدريب في القوات المسلحة الأردنية اللواء الركن عوني العدوان، ان تمرين "الأسد المتأهب"، الذي انطلقت فعالياته العسكرية امس، "لا يحمل رسالة الى النظام السوري وليس له علاقة بما يجري هناك"، مشددا على احترام الأردن للدولة الجارة وسيادتها.
كما اعلن العدوان، بمؤتمر صحفي مشترك مع القائد العام للعمليات الخاصة في الجيش الأميركي اللواء كين توفو عقد في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريبات العمليات الخاصة أمس، انه لن يكون هناك وجود لأي قوات او تدريبات ضمن التمرين في شمال الأردن، وانها ستقتصر على الجنوب، وهو ما حدده بـ"المنطقة الواقعة شمال خط عرض 32، اي شمال عمان".
وحول دلالات الاسم الذي حمله التمرين، شدد العدوان على انه "لا علاقة له بسورية، وان اختيار الاسم تم قبل 3 أعوام".
وعبر العدوان عن فخر القوات المسلحة الأردنية لإدارتها تمرينا بهذا الحجم، وبمشاركة 19 دولة من العالم، منها 9 عربية وحوالي 12 الف مشارك، ووصفه بـ"أكبر تمرين عسكري يجري في الشرق الأوسط".
وقال ان "المناورات ستشمل تدريبات على سيناريوهات حرب شاملة غير تقليدية، والاستجابة لأي هجوم ارهابي بمواد كيميائية او بيولوجية او اشعاعية او نووية او متفجرات، والتعامل مع الحالات الانسانية واللاجئين، واعتراض السفن والضربات والإسناد الجوي".
وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت سورية، حشدت قوات لها على الحدود، كتأهب لهذا التمرين؟ نفى العدوان وجود أي توتر على الحدود الأردنية السورية، مؤكدا انه "لا علم لديه عن أي تحشيد على الحدود".
وعن السبب في إجراء مؤتمر صحفي للحديث عن التمرين العسكري، علما بأنه في العادة لا يعلن عن تفاصيل مثل هذه الأعمال العسكرية، اكتفى العدوان بالإشارة الى انه اعلن عن هذا التمرين منذ 6 اشهر.
من جهته، أشار الجنرال الأميركي إلى أن الاعلان عن التمرين "جاء كنتيجة طبيعية، لأن تمرينا كبيرا كهذا يولد اسئلة لدى الناس عندما يشاهدون طائرات وسفنا، ومن المهم اعطاؤهم أجوبة عما يجري، سيما وان هذا هو اكبر تمرين تشهده المنطقة منذ حوالي 12 عاما".
واعتبر توفو أن التمرين لا يحمل اية رسالة "ترهيب لأي طرف"، بل تكمن رسالته في "أننا طورنا علاقاتنا وعملنا المشترك مع الدول المشاركة في التمرين، وكذلك التأكد اننا لدينا القدرة سويا لمجابهة التحديات التي قد نواجهها كشعوب".
وحول سبب اختيار الأردن للتمرين، أشار العدوان إلى أن جغرافية المملكة وأرضها تعد بيئة خصبة لتنفيذ التمرين، إضافة إلى وجود مناطق صحراوية وجبلية، فضلا عن الخبرة المميزة للقوات المسلحة الأردنية لإدارة التمرين.
ونفى العدوان ان تكون لإسرائيل أي مشاركة، مؤكدا أنه لن يتم استعمال أي أسلحة جديدة في التمرين، وأن الأسلحة التقليدية المعروفة هي التي ستستخدم.
كما اعتبر انه تمرين يعكس رغبة الدول المشاركة في تبادل الخبرات والتعرف على ما توصل اليه العلم من تكنولوجيا عسكرية.
وفيما اذا كانت اميركا تضع شروطا لمشاركة الدول، أكد العدوان أن الأردن هو الدولة المضيفة والمسيطرة على التمرين، والشروط يضعها الأردن صاحب السيادة على مجريات التمرين.
وبالنسبة لتكاليف التمرين ومصدر تمويله، اكد العدوان ان كل دولة مسؤولة عن تمويل قواتها وذخائرها وامورها اللوجستية، وبالنسبة للأردن فلا يوجد ميزانية مخصصة للتمرين، وانه ينضوي تحت ميزانية القوات المسلحة الموضوعة سابقا.
كما اشار الى الفائدة الاقتصادية التي يعود بها التمرين على الأردن، لناحية وجود هذا العدد الكبير من المشاركين.
ويشارك في التمرين الى جانب الأردن والولايات المتحدة، كل من: بريطانيا وفرنسا واستراليا وايطاليا واسبانيا ورومانيا واوكرانيا، والسعودية وقطر والامارات والبحرين والعراق والكويت ومصر ولبنان وباكستان وبروناي.
وتعد القوات الاميركية المشاركة في التمرين الذي يمتد من 7 الى 29 أيار (مايو) الحالي، الأكبر، اذ يشارك فيه 6237 اميركيا، في حين بلغ عدد المشاركين الاردنيين 3853، وجاءت القوات السعودية في المرتبة الثالثة بـ800 مشارك.
وينفذ التمرين في كافة مواقع المملكة التدريبية وقواعد جوية ومعاهد ومراكز تدريب في القوات المسلحة والمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات.