جراءة نيوز - عمان :يباع فيه كل شيء باستثناء الخضار والفواكه، اطلق عليه اسم لا يحمل مضمونه، يعج بالمتسوقين وأسعاره تعادل النصف في المحلات الاخرى.
انه سوق الحرامية الذي يشتمل على حوالي 300 محل تجاري مرخصة تتعاطى بيع ألاجهزة والمعدات الكهربائية والادوات المنزلية بمختلف أنواعها.
يقع السوق في منتصف الحي التجاري بالزرقاء ويضم العديد من الباعة الذين يجيبك احدهم بتأفف ودون رغبة "انظر ماذا تريد واحضره لي لأعطيك السعر"، ويسارع عندها بتحديد السعر دون مساومة قائلا "لم اربح شيئا، إن أردت خذها او اتركها"، والمدهش في الامر أن أصحاب المحلات يعرضون السعر ذاته وكأنهم على ذلك.
وغير بعيد تجد شخصا يتفحص جهاز حاسوب ثم يطلب من البائع تشغيله بغية التأكد من جاهزيته ثم يدفع السعر المطلوب دون جدال حاملاً الجهاز فرحا بالصفقة، ولدى سؤاله لماذا اشتريت الحاسوب من هنا يجيب لأن سعره في المحلات العادية أضعاف سعره هنا.
وعلى مقربة من قسم الحاسوب والاجهزة الكهربائية (جناح) خاص لمختلف انواع الادوات المنزلية يتجمهر حولها عدد لا بأس به من المواطنين الذين ينتمون إلى طبقة أصحاب الدخول المتوسطة والدنيا وكل منهم يحاول مساومة البائع ولو بالقليل من الدنانير خاصة وان السوق في هذا الاتجاه المعتدل يخضع للمساومة بعكس "سوق المتأففين".
رأى سوق الحرامية النور للمرة الأولى في الزرقاء منذ حوالي 34 عاما وتعاظم حجمه منذ حوالي 25 عاما غير أن معظم من سألناهم عن السوق من أبناء الزرقاء اتفقوا على انه كان وما يزال ينظر إليه نظرة لا تخلو من التهكم وقذف التهم وان البضائع المتوفرة فيه معظمها من السرقات.
وبدأت شعبية السوق وأهميته تزداد مع لجوء كثير من المواطنين لشراء حاجياتهم منه خاصة لوازم المياه والكهرباء والالكترونيات المستعملة، حتى الطيور من بلابل وببغاء وغيرها من طيور الزينة.
ويقول بعض الباعة ان اختيار الموقع كان بسبب عدم وجود من يستأجره ايامها رغم وقوعه وسط الحي التجاري، حتى الباعة فيه لا أحد منهم يعرف من أول من بدأ العمل فيه.
سوق الحرامية وكما يقول (نزار) هو سوق محكم الأبواب بلا حراس وبلا رقابة وإذا أردت التسوق أو الشراء منه فإنك حتماً محكوم لتقاليد الباعة فيه ففي تلك المحلات ترى باعة وجوههم غاضبة ومتجهمة وسريعة الغضب.
وببساطة ومن خلال زيارة أي منا هذا المكان سيدرك أن بمقدوره أن يطلق عليه سوق "كل شيء" شرط أن يكون مستعملا علما ان فيه بضائع لم يمسها بشر وتباع على أنها مستعملة، ورغم ذلك فليس بالضرورة أن تكون للتسمية علاقة بـ (الحرامية) علماً أن المواطن خالد سفيان أخبرنا بأنه سبق أن وجد في السوق سلعا مسروقة.
بائع آخر رفض ذكر اسمه قال نحن نعمل في الضوء والاسم الذي أطلق على السوق منحه الشهرة فقط لكنك تجد فيه إضافة للبضائع الطعام والشراب وأنواع الطيور المختلفة، متسائلا كيف يسمى سوق الحرامية وهو يعمل في ظل القانون ويضم بضائع معظمها مستعمل ولكنها في حالة جيدة.
واضاف ان السوق واكب التطورات حيث يوجد فيه أجهزة الخلويات والريسيفرات بمختلف أنواعها وهناك من يقوم بأعمال الصيانة والتصليح وغير ذلك