نتنياهو وليبرمان يقودان حملة لمقاطعة النواب العرب

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، أنه يؤيد مبادرة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، بفرض مقاطعة من مختلف كتل الكنيست الصهيونية، لنواب كتلة "القائمة المشتركة" الوحدوية لفلسطينيي 48، على خلفية قرارها الجماعي بعدم المشاركة في جنازة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، إذ أن حملة التحريض ما تزال تتواصل في كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفي الحلبة السياسية.
وكان ليبرمان قد بادر أول من أمس، لطلب من رئيس الائتلاف الحاكم في الكنيست، دافيد بيطان، لفرض مقاطعة لنواب القائمة المشتركة الـ 13، بحيث يغادر كافة نواب الائتلاف والوزراء القاعة، حينما يلقي أي من نواب المشتركة خطابا في الكنيست، وتم الاتفاق على التوجه إلى كتلتي المعارضة الكبريين لتنضم إلى هذا القرار.
وقالت مصادر في محيط نتنياهو، إن الأخير قرر أن يطبق هذا القرار شخصيا، وأن يقود المبادرة بين نواب كتل الائتلاف الحاكم. وكان عدد من نواب "القائمة المشتركة" قد ظهروا في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأكدوا على موقفهم السياسي من عدم المشاركة في جنازة بيرس، وأنهم ليسوا ملزمين بمشاركة كهذه، أيضا نظرا لخلفيته وحقيقته السياسية.
وقال الخبير الحقوقي النائب د. يوسف جبارين، من القائمة المشتركة في تصريح لـ "الغد"، إنه "كان من الطبيعي ان لا نشارك بالجنازة أو طقوس الدفن، ولم تكن لدينا اية تأتأة في ذلك. فتاريخ بيرس حافل بسلب حقوق الفلسطينيين ونهب أراضيهم، والتنكر لتاريخهم ولروايتهم. فصحيح ان بيرس كان شريكا لرابين في معاهدة أوسلو والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، إلا انه عاد بعد هذه الحقبة القصيرة الى حضن الاجماع الصهيوني، بل قاد هذا الاجماع لاحقا في حكومة شارون ثم كرئيس الدولة. لقد لعب بيرس في العقد الأخير دورا تجميليا لحكومات إسرائيل ولسياساتها وخاصة في الساحة الدولية حيث دافع دائما عنها، وكل ذلك جاء على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى حساب أي تقدم حقيقي للمفاوضات، حتى انه تنكّر في ممارساته لاتفاقيات اوسلو التي شارك بها بنفسه".
وأضاف جبارين: "ان موجة التحريض الخطيرة التي يقودها ضدنا ليبرمان ونتنياهو وغيرهما في الحكومة تكشف القناع عن محاولات اليمين استغلال عدم مشاركتنا بجنازة بيرس لتكريس التحريض علينا، فليبرمان طالما طالبنا "بالولاء للدولة اليهودية الصهيونية"، وهو الآن يدعو لمقاطعتنا لاننا لم نتصرف بحسب هذا الولاء وبحسب املاءات الاجماع الصهيوني. لقد تصرفنا بكرامة وكبرياء وبما تمليه علينا ضمارنا، رغما عن انف كل اليمينيين والترانسفيريين".